الثلاثاء، 29 يوليو 2025

🔥 توضيح الفوارق الشرعية والواقعية بين الهجوم المباشر والقتال الاختياري


(نعم، مش وقته لو لم يوجد من يلبس اليوم، فغ زة لم تعد تحتمل مزيد استعجال وتلبيس)

بقلم د. أحمد محمد الصادق النجار

الفكرة الرئيسة في مقالاتي:
ليس كل قتال ضد محتل يُعد جهادًا مشروعًا على إطلاقه، بل هناك تفريق شرعي دقيق بين نوعين:

1️⃣ قتال:
▪️يحدث عند هجوم مباشر ومتواصل من العدو على المدن والقرى وهو "دفع صائل" وجهاد دفع متمحض،
▪️هذا النوع لا يُشترط له إذن ولا إعداد مسبق  والواجب فيه القتال بحسب الإمكان لرد العدوان.(جهاد الطليان)

2️⃣ وقتال:
▪️يقع بعد حال الهدوء النسبي مع المحتل وعدم وجود هجوم فوري من العدو. (غ زة)
▪️فلا يُشرع قتاله إلا بشروط:
• توفر القدرة الشرعية
• النظر في المصالح والمفاسد
• وجود إعداد
• مراعاة حال الأمة والواقع العام

⚠️ فحرب غ زة (في بعض مراحلها) كانت قرارًا اختياريًا في وقت نسبي من الهدوء، ولم تُراعَ فيها مآلات القتال على المدنيين، فوقع الضرر الراجح.

✋ انتبه
ليس الاعتراض على مبدأ مقاومة المحتل، بل على:
▪️ توقيت القتال
▪️ طريقته
▪️ نتائجه إذا غلب على الظن أنها ستكون مفسدة عظيمة للمدنيين.

🔁 والخلط بين جهاد عمر المختار ضد الطليان، وبين هذه الصورة، هو خلط بين دفع عدوان مباشر وبين قرار قتال اختياري قد تكون مآلاته وخيمة.
وهو خلط غريب عجيب

فإن قيل: اليهووود يقتلون المدنيين منذ أكثر من 30 عامًا، إذن هم في حالة هجوم دائم.

قيل: نعم، وجود الاحتلال بذاته وعدوانه المستمر على الشعب الفلسطيني هو جريمة قائمة، ولا يُنكر أحد أنه عدو صائل ومجرم.

لكن الفقهاء حين يتكلمون عن "جهاد الدفع الذي لا يشترط له شرط"، فإنهم يقصدون:
📌 هجومًا عسكريًا مباشرًا وفوريًا على أرض، كأن تدخل القوات بلدة وتبدأ الطائرات بالقصف العام ووو
أما إذا لم يكن هناك هجوم مباشر وكان الجو العام "هدنة نسبية" أو "وضع مؤقت"، فالقتال في هذه الحالة وإن كان يدخل تحت جهاد الدفع إلا أنه يُشترط له شروط كما تقدم
فهذا النوع من القتال فيه نوع اختيار بخلاف الأول فهو اضطرار محض...

فلا تلتفت إلى تلبيس الملبسين....والهدوء النسبي هنا قي مقابل الهجوم المباشر العام،

نعم، لا شك أن اليهووود يقتلون سكان غ زة منذ سنوات طويلة، وهذا أمر لا يُنكر ولا يُحتمل. لكن ما يجب أن نفهمه بوضوح أن «فاتورة الدماء» اليوم مختلفة تمامًا. الدماء التي تُسكب الآن بمراحل مضاعفة، وهذا يغير الميزان الشرعي بشكل جوهري.

الشرع يأمرنا بموازنة المصالح والمفاسد، فلا يُشرع القتال الذي تُرجح مفسدته على مصلحته، خصوصًا عندما يكون الضرر الأعظم واقعًا على المدنيين الأبرياء.

المقاومة واجبة عند الهجوم المباشر، ولكن في حال وجود هدوء نسبي أو ظروف قد تجعل القتال يؤدي إلى خراب ومآسي أعظم، فالشرع يدعونا إلى التدبر والحكمة، حفاظًا على النفس والأهل.

هذا لا يعني التنازل عن حق المقاومة أو القتال، بل يعني أن نختار الوقت والطريقة التي تحقق المصلحة الشرعية والواقعية.

الخميس، 24 يوليو 2025

بين الكفر بالطاغوت وتغيير الحكام

 📌 بين الكفر بالطاغوت وتغيير الحكام:

#نقد_منهج_التصعيد
#دواعش_التكفير
✍🏻 بقلم: د. أحمد محمد الصادق النجار

🔹 مما يشيعه #غلاة_التكفير ومن تأثر بهم من دعاة التصعيد في هذا الباب:
أن "الأنبياء بدؤوا دعوتهم بإسقاط الطواغيت"،
وأن "الكفر بالطاغوت لا يكتمل إلا بالدعوة إلى تغييره فورًا"،
وأن من لا يصرّح بعداوة الحكّام ووجوب خلعهم فهو من دعاة الخنوع والتخاذل...

🔹لكن هذه العبارات، وإن بدت حماسية لا سيما في واقعنا المعاصر
إلا أنها تفتقر إلى الفهم العميق لمنهج الأنبياء وطريقة السلف، بل تحمل في طياتها خلطًا بين أصل الإيمان ووسائل الإصلاح، وبين التوحيد والثورة، وبين منهج السلف وطريقة الخوارج...

🧭 أولا: معنى الكفر بالطاغوت

🔹 الكفر بالطاغوت – وهو ركن من أركان الإيمان – معناه عدم الانقياد له، وعدم الرضا بشرعه، واعتقاد بطلانه، ورفض موالاته القلبية والدينية.
🔹 لكنه لا يعني أن يتحول هذا الأصل إلى برنامج سياسي هدفه الأول إسقاط الحاكم
وتوضيحه في:

🧭 ثانيًا: الأنبياء دعوا إلى التوحيد لا إلى الثورة

🔹 موسى عليه السلام أُرسل إلى فرعون، لكنه لم يأتِ بثورة مسلحة، ولا خرج عليه بجموع بني إسرائيل. بل خاطبه بالحكمة ودعاه إلى التوحيد، وقال الله لموسى:﴿فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَّيِّنًا﴾
فلما لم يستجب له خرج بقومه؛ ليقيم دولة التوحيد بعد أن هيأ الناس...
🔹 ونبينا ﷺ في مكة، واجه طغاة قريش، لكنه لم يبدأ دعوته بشعار "إسقاط الحكم القرشي"، بل دعا سرًّا إلى التوحيد، ثم جهرًا، وصبر على الأذى، وربّى أصحابه على التوحيد والتزكية..

🧭 ثالثًا: الحكم على الأنظمة في البلدان المسلمة لا يكون بالشعارات
ولا بالعبارات الثورية، كقول البعض: "أنظمة كافرة"، أو "نظم طاغوتية"، أو "موالون لليهووود"، دون تحقيق شرعي دقيق للمناط، ووزن الأمور بميزان العلم والعدل.

⚠️ فهذا التعميم مسلك خطير يخالف طريقة أهل السنة؛ إذ ليس كل من حكم بغير ما أنزل الله يكون كافرًا كفرًا أكبرًا، وليس كل استبدال يكون كفرا أكبر، وإنما المسألة لها ضوابطها...
🔸 وحتى إذا ثبت الحكم بالكفر على النظام من حيث الوصف العام، فإن الحكم على الحاكم أو المسؤول بعينه يحتاج إلى توفر شروط وانتفاء موانع، وليس بمجرد الحكم بالكفر على النظام
دون الحاكم تسقط أصل الولاية، كما يتوهمه هؤلاء..

🔸 فالوهم الذي يتوهمه بعض الناس من أن مجرد الحكم على النظام بالكفر، يُسقط تلقائيًا شرعية الحاكم وولايته بالكلية، هو خلطٌ بين الأحكام، وقد ردّ العلماء هذا التوهم المنحرف منذ قرون، ومن أوضح الأمثلة على ذلك:
ما وقع من خليفتَي بني العباس: المعتصم والواثق، فقد انتحلا القول بخلق القرآن، وهو كفر عند أئمة السنة، ومع ذلك لم يرَ أحد من أئمة أهل السنة إسقاط ولايتهما، بل استمروا في طاعتهما في المعروف، والدعاء لهما، والذبّ عن بيضة الإسلام.

❗فإذا كان الحاكم المسلم اليوم تسقط ولايته بالكلية بمجرد وقوعه في كفر ظاهر= وجب أن يكون المعتصم والواثق كذلك
وهو خلاف إجماع السلف...
فكيف بمن يسقط الولاية بما ليس بكفر أكبر كمن يجعل من موالاة الكفار أو أغلاق المعابر او تقصير في إلإغاثة كفرا أكبر بإطلاق؟!!

🧭 رابعًا: إثارة الجماهير على الحكام المسلمين تمهيدٌ للفوضى

الوصف المتكرر للحكام بالصهينة والخيانة، والنظم بالطاغوتية، يُعد تأهيلاً نفسيًا وجماهيريًا للعنف والتمرد، فالخطاب الذي يُصرّ على نعت الأنظمة بالطاغوتية، دون مراعاة المآلات، ولا التحقق الشرعي، هو خطاب تعبوي خطير، يُهيّئ العامة نفسيًا للتمرد والفوضى، حتى لو لم يصرّح أصحابه بدعوة مسلحة، وحتى لو نفى بعضهم أنه يدعو للخروج المسلح
فالخطر الحقيقي... ليس في الخروج المسلح فقط، بل في تهيئة العقول والنفوس للخروج...

📌 وقد قرر أهل العلم من أهل السنة  أن مثل هذا الخطاب – وإن تزيّن بالدعوة إلى "الكفر بالطاغوت" – هو في حقيقته يُعبّد الطريق للتفجير والعنف ويُغذّي عقلية الخروج باسم الإصلاح.
فمن يقول عن الحاكم: "طاغوت، لا شرعية له... لكن لا أدعو للخروج"، فهو كمن:
🔥 "أوقد النار بين الناس... ثم أنكر أنه دعاهم لاستخدامها!"
• ولتعلم أن كثيرا من التنظيمات والجماعات، بدأت بخطاب نزع الشرعية، وبعد فترة قصيرة: تحول الخطاب من "كفر النظام"، إلى "تحريم الطاعة"، إلى "وجوب خلعه"، إلى "شرعية إسقاطه بالسلاح".

🧭 خامسًا: البراءة من الإرجاء

📌 التحذير من خطاب التهييج والتوصيفات الطاغوتية غير المنضبطة لا يعني السكوت عن المنكر، ولا هو يُفرغ الكفر بالطاغوت من لوازمه العملية.
🔸 فإنكار الظلم واجب، لكنه لا يكون بالصراخ، ولا بالتأليب، ولا بالخروج، بل بالعلم والحكمة والضوابط الشرعية والمصالح المعتبرة.

📌 فالرد على خطاب التكفير الفوضوي ليس رجوعًا إلى الإرجاء، بل هو تثبيت للمنهج السلفي الوسطي الذي يجمع بين قوة العقيدة، وحكمة الدعوة، وفقه المآلات

الجمعة، 18 يوليو 2025

يقولون: إن الفكر الذي سيطر على #سوريا هو فكر #سيد_قطب..ويقولون: لو نظر السوريون إلى حسابات المآلات ما حرروا سوريا...

 🔥يقولون: إن الفكر الذي سيطر على #سوريا هو فكر #سيد_قطب..ويقولون: لو نظر السوريون إلى حسابات المآلات ما حرروا سوريا... 


كذبوا....

✅في البداية الذين شاركوا في تحرير #سوريا فصائل متنوعة ومختلفة التوجهات وليس فصيلا واحدا، فالواقع السوري لا يمكن اختصاره في فصيل واحد أو فكرة واحدة....

ولا بد من التذكير هنا بأن الحرب في سوريا مع أنها مشروعة من حيث الأصل والمسوغ إلا أنها اشتملت على مأساة حقيقية قُتل فيها الآلاف وشرد الملايين، ولا يمكن لأحد أن يكتفي بتبسيط الأحداث المعقدة التي شهدتها البلاد على مدى سنوات..  ولا يمكن لأحد أن ينكر أن الحرب في سوريا قد أسفرت عن دخول قوى إقليمية ودولية بأجندات متنوعة،.والحمد لله على ذهاب نظام نصيري كافر.. 


✅فليست الهيئة هي من حررت سوريا دون بقية الفصائل، ولا هي التي بقيت على خلفيتها المنهجية.. 


• ففي عام 2017، أعلنت جبهة النصرة عن فك ارتباطها بتنظيم القاعدة وتغيير اسمها إلى هيئة تحرير الشام؛ من أحل تحسين صورتها أمام المجتمع الدولي...وتحصلت على دعم غير مباشر من أمريييكا... وقد لعبت تركيا في ذلك دورا مهما في سياق حمايتها لإدلب...وكانت أمريييكا تسعى للحفاظ على توازن القوى بين تركيا وروسيااا و إيرااان.

• ثم يأتي من يصور للناس أن سوريا لم تتحرر إلا بجهود داخلية ..!!!!

• نعم، #الجهود الداخلية كانت جزءًا لا يمكن تجاهله في الصراع السوري، ولكن لا يمكن بأي حال من الأحوال اختصار القصة في هذا الإطار الضيق...فالدور #التركي لحماية إدلب وفق الدعم الأمرييكي كان حاسما في تحديد مجريات الحرب ونهاية الصراع.... 


✅وعلى كل حال

• لو كان الذي سيطر على سوريا هو فكر #سيد_قطب بأبجدياته..

• لما رأينا تنسيقا مع قوى دولية، ولما رأينا تحالفا اليوم مع أمرييكا ولا حتى مع الدول العربية التي هي بحسب الفكر #القطبي دول كافرة ممتنعة، 

• ولو كان الذي سيطر على سوريا هو فكر سيد قطب بأبجدياته..لما رأينا منهم اليوم يالدخول تحت النظام العالمي والانخراط في مفاوضات دولية تحت مظلة الأمم المتحدة أو عبر وساطات دولية؛ لأن ذلك في الفكر القطبي القاعدي موالاة كفرية ... 


• ففكر #سيد_قطب والقاعدة لا يتوافق مع التحالفات والاتفاقيات والتنازلات التي تقوم بها سوريا اليوم.... 


• وفي ضوء هذا الفكر، فإن أي تعاون أو تنسيق مع أمريكا أو دول غربية فضلا عن الكياااان #الصهيووني يعد من الردة أو الكفر الأكبر.... 


🔥يقولون: #القدرة_الشرعية بالنظر في المآلات لا تشترط في جها د الدفع....!!!

✅فيُصَوِّر هؤلاء من حيث لا يشعرون أن اشتراط القدرة الشرعية التي جاءت بها النصوص الشرعية ما هو إلا تبرير للاستسلام للواقع!!! 


✅وتغافلوا عن كون هذا الشرط ما هو إلا حماية للمجاهدين من الوقوع في محاذير شرعية قد تؤدي إلى الضرر الأكبر لاسيما على المدنيين...، وليس هو تبريرا للاستسلام وقبول الواقع كما يصوَّر، وليس هو موتا كالعبيد كما يقول #دواعش_التكفير

وإنما هو دعوة لإعمال كلي الشريعة وأخذ الحذر والحيطة في القرارات المصيرية التي تمس الأمة... 


• ولو كانت القدرة الشرعية غير معتبرة 

لما صح لسوريا -التي تمدحون فعلها اليوم- 

الدخول في تفاهمات وعقد الهدنات مع الكيان الصهيوووني وغيره 


• والخلاصة الذي يقول فكر #سيد_قطب هو الذي يقود الآن إما أنه:

     لا يعرف حقيقة الفكر القطبي.

     أو أنه يغض الطرف عن تناقضات الواقع مع هذا الفكر. 


• ولو فرضنا أن فكر سيد قطب هو الذي حرر سوريا 

فلا يعطي ذلك تزكية وثناء على الفكر نفسه

• فالفكر #المعتزلي #الجهمي الذي كان عليه بعض الخلفاء العباسيين قد حرر بلدانا...  

• وكذا الفكر #الرافضي العبيدي الباطني قد حارب البيزنطانيين وو، فهل يعد هذا مدحا للفكر نفسه ومعتقدهم؟!!!! 


كتب د. أحمد محمد الصادق النجار

الأحد، 13 يوليو 2025

حقيقة كثير ممن يطعنون في الشيخ ربيع بعد موته



مما تميز به الشيخ #ربيع -وهو مسبوق إليه ولم ينفرد به- نقد #التفسير_السياسي للدين ... 

هذا التفسير يقوم على الحاكمية التي يدعو إليها المودودي وسيد قطب، وعنهما أخذت الجماعات التكفيرية والإخوانية...وعظموه حتى على حساب الانحراف العقدي في باب الألوهية والأسماء والصفات... 

التفسير السياسي للدين نشأ كردة فعل على العلمانية التي تفصل الدين عن السياسة
إلا أن هذا التفسير عندهم قام على أصول الخوارج ولم يقم على أصول السلف.... 

فانبرى المشايخ لنقضه 
واقتضى ذلك وضع كتب المودوي وسيد قطب تحت المجهر؛ حتى يتبين الحال، وقد اتفقت كلمة المشايخ ابن باز والألباني وو على مدح أصل هذا الفعل... والثناء على من قام به... 

ولما وُضعت كتب المودوي وسيد قطب تحت المجهر أدرك المشايخ قبل غيرهم خطورة هذا الفكر القطبي....ولوازمه .... ولذا لم يفتر لسانهم في التحذير منه.... لا سيما الألباني رحم الله الجميع( انظر التعليقات) 

وهذا لم يعجب التيارات الإسلامية ومنها تيار الفكر الصحوي المسمى بالسروري وعلى رأس هذا التيار: سلمان العودة وسفر الحوالي وو 
فناصبوا العداء وأحدثوا التسمية ب #الجامية ؛ تنفيرا وتشويها
إلا أنهم لم يستطيعوا التطاول على #هيئة_كبار_العلماء ومنهم #ابن_باز 
إلا بعد أن جاءت #فتنة_الخليج...فحينها ظهرت بوادر التطاول والتشويه حتى سماها بعضهم بهيئة العملاء وذيول السلطان وووو 

قصة الاستعانة بالأمريكااان 

لما جاء غزو صدام البعثي للكويت اجتمعت كلمة المشايخ على وجوب دفع الصائل 
إلا أنه حصل خلاف بين المشايخ في المملكة وفي مقدمهم ابن باز 
وبين #الألباني في مسألة جواز الاستعانة بالكفار ، وكان التعليل والمنطلق من الجميع في تقرير المسألة فقهيا اجتهاديا...وفق طريقة أهل العلم من أهل السنة.... 

وخفي على الشيخ الألباني شيء من الواقع الذي اطلع عليه ابن باز وغيره...لقربه، 
وقد ذكر الشيخ الألباني أنه لا يصله إلا أقل القليل، وكان منطلق الشيخ في المنع؛ الأدلة الجزئية 
فهو يرى أن ما استدل به المجوزون هي أدلة على وقائع خاصة لا يصح تعميمها.......إلخ... 

وربما غاب على الشيخ الألباني أن المقام مقام ضرورة، ومقام الضرورة يكون العمدة فيه ابتداء على كليات الشريعة، ولا ينظر في الأدلة الجزئية إلا من جهة تعميم المعنى الكلي الذي دل عليه مجموع الأدلة الجزئية .. فمحل النظر يجب أن يكون كليا لا جزئيا.. 

وأحرى من يكيف الواقع بأنه ضرورة أو لا
هو من عايشه ممن عرف بالاستقامة والورع، لاسيما إذا كان هو جزءا من الواقع ومطلعا على دقائقه وله تواصل مع أصحاب القرار...وهذا ما لم يحظ به الشيخ الألباني رحم الله الجميع
وعلى كل حال
لما كان منطلق الشيخ ابن باز شرعيا علل الجواز على معنى كلي وهو دفع الخطر الأعظم والضرر الأكبر، وبين الشيخ أن الامرييكان ما جاؤوا ليحتلوا بلاد الحرمين أو ليستقروا فيها....فاندفعت هذه المفسدة
قال الشيخ ابن باز:(...والمقصود أن الدولة في هذه الحالة قد اضطرت إلى أن تستعين ببعض الدول الكافرة على هذا الظالم الغاشم؛ لأن خطره كبير، ولأن له أعوانًا آخرين لو انتصر لظهروا وعظم شرهم، فلهذا رأت الحكومة السعودية وبقية دول الخليج أنه لا بد من دول قوية تقابل هذا العدو الملحد الظالم، وتعين على صده وكف شره وإزالة ظلمه.
وهيئة كبار العلماء في المملكة العربية السعودية لما تأملوا هذا ونظروا فيه وعرفوا الحال بينوا أن هذا أمر سائغ، وأن الواجب استعمال ما يدفع الضرر، ولا يجوز التأخر في ذلك، بل يجب فورًا استعمال ما يدفع الضرر عن المسلمين ولو بالاستعانة بطائفة من المشركين فيما يتعلق بصد العدوان وإزالة الظلم، وهم جاءوا لذلك، وما جاءوا ليستحلوا البلاد، ولا ليأخذوها، بل جاءوا لصد العدوان وإزالة الظلم ثم يرجعون إلى بلادهم) 

إلا أن #التيار_السروري وغيره انتهزوا هذا الخلاف واستغلوا هذه المسألة؛ ليبثوا سمومهم ويقدحوا في المرجعية العلمية، فهي فرصة قد لا تعوض، فضخموا التفسير السياسي، ونادوا بفقه الجرائد والصحف وما ينشره الغرب عبر وكالاتهم الإخبارية 
وجعلوا ذلك هو المعيار على الانضباط في الفتوى والاهتمام بقضايا الأمة...
وبدأ حينها تمايز الصفوف وظهر للمشايخ السلفيين ما كان يخفيه التيار السروري المتمثل في سلمان وسفر وووو 

والغريب أن هذا التيار مع ضميمة التيارات الأخرى والجماعات الجها دية 
ألصقوا ما حدث في العراق بعد سقوط النظام البعثي واجتياح العراق 2003
بفتوى الشيخ ابن باز وغيره في جواز الاستعانة 1990، وكأن ما وقع كان بسبب تلك الفتوى، وكأن الفتوى تجوز إنشاء قواعد عسكرية دائمة...
ولو فرضنا أن حرب 2003 هي امتداد لحرب 1990 لكان الأجدر إلصاقها بالمعتدي الظالم البعثي وتهوره، والذي لو تمكن لنشر الكفر في الحرمين الشريفين !!!!! 

هذا لو فرضنا أن الحرب الثانية امتداد للحرب الأولى، فكيف إذا لم تكن كذلك؟!!! 

فاجتياح العراق لم يكن بسبب فتوى ابن باز بجواز الاستعانة ولا من آثارها، فالفتوى لا علاقة لها بالاجتياح وإنما هي فتوى بنيت على مناطات شرعية وموضوعها: صد العدوان، وليس موضوعها احتلال العراق، فما حدث من اجتياح إنما كان بعد هذه الفتوى بسنوات... 

وأكرر فأقول: الحرب الأولى كانت بناء على تعدي العراق على سيادة دولة، وكان الهدف هو صدها، ولم يكن الهدف احتلال العراق
وأما الحرب الثانية فغالبية الدول العربية لم تؤيدها ولم تجعل أراضيها منطلقا للهجمات...وكانت بعد موت الشيخ ابن باز رحمه الله 

وقد سئل الشيخ مقبل بن هادي عمن يطعن في الشيخ ابن باز بسبب فتواه في الاستعانة
قال:( فتوى الشيخ عبد العزيز بن باز حفظه الله تعالى وكذلك فتوى إخوانه من العلماء هي الحق ، على أننا احتطنا في شيء وسنقوله فيما بعد ، ...ولو لم تأت من قِبل أمريكا المساعدات لاستولى صدام البعثي على الحرمين وأصبح يورد بعثيته من الحرمين ، وأنا أقول: إنها لا تستطيع حكومة أن تقوم بخدمة الحجيج كما تقوم الحكومة السعودية بخدمة الحجيج ، فالحق لا بد أن يقال.
أما أهل السنة بحمد الله فهم يقولون : لا ينبغي أن يقاتل تحت راية صدام البعثي فهو القائل : نأخذ بالكتاب والسنة وبتعاليم الإسلام ما لم تتصادم مع مبادئ حزب البعث ؛ فإذا تصادمت أخذنا بمبادئ حزب البعث . فهذا يعتبر كفراً.
أما اتهامهم للشيخ عبد العزيز بن باز حفظه الله تعالى بأنه عميل للحكومة وسمعت من يقول: أنه عالم حكومة ، فهذه الكلمة لا تصدر إلا عن حزبي سواء أكان من الحزبيين الظاهرين ، كالإخوان المفلسين أو من أصحاب الحزبية المغلفة كأصحاب جمعية الحكمة ، وجمعية الإحسان ، وجمعية الإصلاح ، وبعض أصحاب جمعية إحياء التراث ، وهكذا السرورية ...) 

ولو فرضنا أن هيئة كبار العلماء أخطأت فإنها لا تؤاخذ؛ لأنها اجتهدت بما يعتبر شرعا وقصدت الوصول إلى حكم الله،...فهم دائرون بين الأجرين والأجر... 

إذا علمت هذا
فاعلم أن كثيرا ممن يطعن في الشيخ ربيع بعد وفاته من التيارات المنحرفة والجماعات 
منطلقهم تضخيم التفسير السياسي؛ بدليل نوعية الافتراءات التي يختلقونها كزعمهم أنه يرى الطاعة المطلقة للحاكم وأنه لا يرى الجهاد مطلقا.... 

وهذا والله نتاج تضخيم التفسير السياسي على قواعد المودوي وسيد قطب... 

والكلام يطووول.....
كتب د. أحمد محمد الصادق النجار

السبت، 5 يوليو 2025

وجه الابتداع في تخصيص طعام معين في يوم معين ( أكل#الفول_في_عاشوراء أنموذجا)

 الفكرة المركزية التي ننطلق منها في المنع من تخصيص طعام في عاشوراء هي: أن تخصيص الطعام في هذا اليوم سببه هو كونه يوما مقصودا معظما، وإلا فلو كان كسائر الأيام لم يختص بشيء.

والقاعدة أن التخصيص الذي سببه قصد اليوم وتعظيمه يجب أن يكون بإذن من الله سبحانه...

كما أن النهي عن استحداث أعياد ليس خاصا بالنهي عن العيد البدعي نفسه, وإنما يتناول أيضا كل ما يعظم من الأوقات والأمكنة التي لا أصل لها في دين الإسلام، وما يحدثون فيها من أعمال سواء كانت من جنس الصلاة أو من جنس الأكل. [انظر: اقتضاء الصراط المستقيم لمخالفة أصحاب الجحيم (2/ 5)]

فما يحدثه الناس في هذه الأيام بسبب تعظيمهم اليوم: ابتداع في دين الله, لا بالنظر إلى ذات الأكل, وإنما بالنظر إلى  سبب التخصيص...

فإذا سألت من يخصص أكل الفول في عاشوراء: ما سبب هذا التخصيص؟ سيقول لك: لأنه يوم عاشوراء, فانطلق من قصد اليوم وتعظيمه, وهذا في حد ذاته ابتداع في الدين...ولم ينطلق من كونه مناسبا لحاله واجتماع الناس فيه كمن يأكل البازين في يوم الجمعة, فليست أكلة البازين سببها تعظيم يوم الجمعة, وليست مختصة بيوم الجمعة...وليست أكل الشربة سببها تعظيم شهر رمضان...وليست مختصة بشهر رمضان...

وإذا رجعنا إلى أصل تخصيص طعام معين في يوم عاشوراء وجدنا أن النواصب اتخذوا يوم عاشوراء عيدا يفرحون فيه, ومن توابع كونه عيدا عندهم أنهم خصصوه بطعام ولباس ونحو ذلك, فتخصيصهم الطعام بناء على تعظيمهم اليوم وقصده واتخاذه عيدا.. 

فيأتي من يفعل فعلهم وهو لا يعلم أنه من عملهم ولا يدري مبدؤه, فهذا يُعرَّف ويُبَيَّن له أن مشابهتهم محرمة..

وإذا وضعنا قياسا تمثيليا لتقرير منع مشابهة النواصب في تخصيص طعام معين في يوم عاشوراء لقلنا فيه: العيد وتوابعه من شرائع الدين وما كان من شرائع الدين حرمت موافقتهم فيه كسائر الأعياد المبتدعة وتوابعها

وقد اختلط على من لا يفقه التمييز بين القياس التمثيلي والقياس الجزئي الذي يعتمد فيه الناظر على إلحاق فرع بأصل....فظن أننا استعملنا قياسا جزئيا...!!!

ولما كان العيد وتوابعه من شعائر الدين لم يكن هناك فرق بين أن يكون ما أحدث فيه مما يُتعبد الله به أو يكون مما لا يتعبد الله به من الطعام واللباس, فهما في الحكم سواء؛ باعتبار كونهما من شعائر الدين...

قال ابن تيمية: ( ... الأعياد من جملة الشرع والمناهج والمناسك، التي قال الله سبحانه {لِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنْسَكًا هُمْ نَاسِكُوهُ} [الحج: 67] كالقبلة والصلاة والصيام، ...، بل الأعياد هي من أخص ما تتميز بها الشرائع ) اقتضاء الصراط المستقيم لمخالفة أصحاب الجحيم (1/ 528)

 كتب د. أحمد محمد الصادق النجار