بيان
حول أحداث غزة
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا
نبي بعده, أما بعد
v مما لا ينازع فيه مسلم يحب الله ورسوله صلى الله
عليه وسلم أن جهاد المحتل واجب على الأمة الإسلامية، وأنه لا يرفع الوجوب إلا
بإخراج المحتل من أرض المسلمين.
v الوجوب في الجهاد بنوعيه منوط بالقدرة الشرعية
باتفاق, ويراعى فيه المآلات والعواقب.
v مقاومة المحتل من حيث هي مقاومة يجب أن تكون في
الأمة, وهي فريضة شرعية سواء قام بها أهل الدين الكامل أو أهل الدين الناقص، ويبقى
بعد ذلك النظر في وقت تحركها وقتالها، فيختلف التقدير باختلاف الظروف والأحوال والنظر
إلى العواقب وحال الأمة ووجود القدرة التي يتحقق بها دفع ما هو أعظم من ترك القتال؛
لأن المقصود من جهاد الدفع هو دفع الإضرار بالمسلمين لا النكاية بالعدو.
v الكلام عن تفاصيل هذا الأمر ليس الوقت وقته، مادامت
السهام موجهة إلى صدور اليهود أذلهم الله, ومن القواعد المقررة عند العلماء أنه
يغتفر في الدوام والوقوع ما لا يغتفر في الابتداء والشروع.
§ ولا يعني ذلك ترك التنبيه عما هو دخيل على الشريعة
مما ينسبه إليها بعضهم.
v القتال قد حصل وهجوم اليهود على المسلمين قد وقع،
وهم الآن يقاتلون المسلمين ويحاولون إبادتهم،
§ فلم يبق لنا إلا تأييد المقاومة في دفعهم العدو ولا
ننظر إلى غير ذلك، فدفع العدو حتى وإن قام به أهل الدين الناقص فإنهم يناصرون من
أجل دفع العدو لا من أجل دينهم الناقص؛ لأن الأحكام في الشريعة تقبل التبعض, ف
v موالاتنا للمقاومة هي من باب موالاة المسلمين بعضهم
لبعض، فنحن نواليهم لإسلامهم، ودائرة الإسلام أوسع، ولا نواليهم لبدعة وجدت فيهم،
بل لا مجال الآن للنظر إلى البدعة،
v وصفهم بأنهم إرهابيون؛ لأنهم يقاتلون اليهود, فهذا
فيما أحسب لم يقدم عليه أحد من المسلمين, وإنما نظر بعضهم إلى أمور أخرى ليس الوقت
وقت إثارتها.
v لا يصح رمي من قصر نظره فاهتم بالبدعة وحذر على
حساب ما هو أعظم: بالنفاق والتخذيل والإرجاف, فالمخذل في النصوص الشرعية من يريد
إظهار الكفر على الإيمان بنشر الشائعات ونحوها, وهذا القيد منتف في هؤلاء, فينتفي
الوصف بالتخذيل لكن يحذر من فعلهم ..
v ما يحدث بعد الهجوم والنفير لا يُكيَّف إلا على أنه
جهاد دفع, ويجب على كل غزاوي أن يجاهدهم ويدفعهم بما في إمكانه, فإن عجزوا فعلى من
يقرب منهم أن يعينوهم إن كانت لهم قدرة, وهكذا...
§ وإعانة من يليهم لهم مقيد بما لا يترتب عليه مفسدة
أعظم, ولهذا استثنى بعض الفقهاء إذا خشي غير
المفجوئين معرة على نسائهم وعيالهم وبيوتهم من عدو بتشاغلهم بالدفع عمن فجأهم
العدو.
v لا نرى الدعوة إلى النفير العام من كل الأمة وفتح
الحدود للمدنيين من غير تهيئة واستعداد وتدريب على القتال؛ حتى لا يتعرضون للإبادة
العامة بالصواريخ والطائرات, فهذه الأمور تحتاج إلى تقدير خاص لا إلى عاطفة
جياشة..
§ وتقييدها باستئذان الحاكم له وجهه من جهة درء مفسدة
الإبادة الجماعية للمدنيين غير المستعدين للقتال, ونحو ذلك..
v الواجب على الدول الإسلامية خصوصا دول الطوق إعانة
إخوانهم بما يستطيعون، فمن قصر من الحكام في أمر هو باستطاعته فهو آثم ظالم, وعند
المالكية ضامن...
v مناصرة إخواننا في غزة في بقية أقطار المسلمين تختلف
من شخص إلى شخص بحسب ما في إمكانه، والأمر الذي في قدرة الجميع هو الدعاء، وهو
سلاح عظيم لا يهون منه إلا من لم يدرك حقيقته وفعاليته, وقد كان النبي صلى الله
عليه وسلم في غزوة بدر يلح على الله بالدعاء ويطيل
· مما يدخل في المناصرة: المقاطعة من غير أن نوجبها
بإطلاق على الناس إلا إذا تعينت وتوقف عليها النصرة؛ لأنه لا واجب إلا ما أوجبه
الله ورسوله صلى الله عليه وسلم
· والمقاطعة لها صورتان من جهة المقاطع:
o
الأولى:
ما تعلقت بالتاجر, فلا يحل للتجار أن يشتروا منهم زمن الحرب؛ لأن أموال المسلمين
يستعان بها على قتل المسلمين, ويستثنى من ذلك ما كان من الضرورات.
o
الثانية:
ما تعلقت بعموم المسلمين في البضاعة الموجودة في أسواق المسلمين, فهنا لا نوجب عليهم
مقاطعتها, لكنه يجوز.
v يجب على الدول الإسلامية المطبعة أن تنقض هذا
الاتفاق وأن تقوم بالواجب الذي أوجبه الله عليها تجاه المسلمين وأراضيهم وأموالهم.
v ليس من نصرة إخواننا بث الفوضى في بلاد المسلمين
ومطالبة الشعوب بتغيير أنظمتهم بالقوة وإثارة الفوضى والهجوم على المؤسسات, فليس
هذا طريقا للإصلاح والنصرة.
v موقفنا من علماء أهل السنة أننا نحسن بهم الظن
وأنهم ما سكتوا عن نصرة إخوانهم وأنهم يفعلون ما هو في استطاعتهم وتحت قدرتهم من
غير أن يهيجوا الشعوب ويكلفوهم ما لا يستطيعون, وقد حذروا الأمة على مر عصور من
مغبة الابتعاد عن الدين وعدم تحقيق التوحيد.
v وأخيرا أكرر: ليس الوقت وقت كلام عن أحكام الابتداء
وإنما الوقت وقت انشغال بأحكام الشروع والوقوع مع التنبيه على كل دخيل على الشريعة.
كتبه
د. أحمد محمد الصادق النجار
أستاذ
مساعد بكلية علوم الشريعة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق