🌟يحتج بعضهم فيقول: لو كان ترك النبي ﷺ للفعل دليلًا على المنع، لكان ركوب السيارة واستعمال التقنية حرامًا، ولكانت صلاة التراويح بدعة
ويظن أنه قد أقام الحجة وأسكت الخصم!
وما يدري المسكين أن المسألة أعمق من ذلك، وأن الترك ليس على مرتبة واحدة، فليس كل ترك يدل على المنع، وإنما هو ترك مخصوص..
🔹 أولًا:
القاعدة لا تجري في الأمور الدنيوية ولا العادات المحضة ولا وسائلهما، وقد قال النبي ﷺ قال: «أنتم أعلم بأمور دنياكم».
فركوب السيارة أو استعمال التقنية أمر دنيوي محض، لا علاقة له بمبحث البدعة وليس هل محل الترك ابذي يدل على المنع
فلا تتفلسف....
القاعدة متعلقة بالتشريع وبالأمور الدينية، وليست بالأمور الدنيوية
🔹 ثانيا:
الأصل أن النبي ﷺ لم يترك خيرًا يقرب إلى الله إلا وأرشد إليه، فإذا وُجد السبب في عهده ولم يوجد مانع، ومع ذلك ترك الفعل ولم يشرع لأمته، دل ذلك على أن هذا الترك مقصود تشريعًا.
🔹 ثالثا:
انتبه حتى في الأمور الدينية ليس كل ترك يدل على المنع
وإنما الترك الذي وجد سببه في عهد النبي صلى الله عليه وسلم ولا مانع يمنعه من الفعل
فخرجت بذلك صلاة التروايح لأن ترك النبي صلى الله عليه وسلم لها هو خشية أن تفرض على الأمة
وحتى في الذي وجد داعيه ولا مانع ليس كل ترك يدل على المنع
وإنما الترك الذي لا يوجد فيه آثار عن الصحابة والتابعين في تجويز الفعل
ولم يجر عمل المسلمين أو جمهور السلف على تجويز الفعل....
🌟أحد المتفيقهين يسأل إذا كان الاحتفال بالمولد بدعة لترك النبي صلى الله عليه وسلم فلماذا لا يكون دعاء ختم القرآن في التراويح بدعة؛ لترك النبي صلى الله عليه وسلم؟
🌟وجوابه كما تقدم، يشترط في الترك حتى يصح إعماله في المنع ألا يجري عليه عمل جمهور السلف
ولما سئل الإمام أحمد عن مستنده في القول بجواز دعاء الختم قال:(رأيت أهل مكة يفعلونه، وكان سفيان بن عيينة يفعله معهم في مكة
قال العباس بن عبد العظيم: وكذلك أدركنا الناس بالبصرة ومكة...اه
🌟ولهذا كان الحكم واضحًا:
• دعاء الختم لم يُعد بدعة لثبوته عن جماعة من السلف.
• والاحتفال بالمولد حُكم ببدعيته لكونه محدثًا بعد القرون المفضلة، دون مستند من هدي النبي ﷺ ولا عمل السلف ولا جماعة منهم.
ولمزيد تفصيل راجع هذه الرسالة
https://t.me/dr_alnjar/3586
د. أحمد محمد الصادق النجار
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق