الثلاثاء، 17 أغسطس 2021

الأحوط في الصيام عند الاختلاف في تحديد يوم عاشوراء

 

الأحوط في الصيام عند الاختلاف في تحديد يوم عاشوراء

إن الله شرع صيام يوم عاشوراء وجعله ثوابه كفارة للسنة الماضية, واحتاط له من الفوات بتشريع صيام اليوم الذي قبله, فمن حِكم الله في صيام اليوم الذي قبله خشية فواته.

وقد كان هناك خلاف قديم مهجور في تحديد يوم عاشوراء أهو التاسع أو العاشر؟

فصح صيام اليومين؛ احتياطا ليوم عاشوراء.

وقد دل على هذا المعنى –الاحتياط ليوم عاشوراء-: ما أخرجه ابن ماجه في سننه (1/ 552) عن ابن عباس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لئن بقيت إلى قابل، لأصومن اليوم التاسع» قال أبو علي: رواه أحمد بن يونس عن ابن أبي ذئب، زاد فيه: مخافة أن يفوته عاشوراء

وفي مصنف ابن أبي شيبة (2/ 313) حدثنا زيد بن حباب، عن نافع، عن ابن طاوس، عن أبيه، «أنه كان يصومه ويصوم قبله وبعده يوما، مخافة أن يفوته»

وصام أبو إسحاق عاشوراء ثلاثة أيام: يوما قبله ويوما بعده في طريق مكة، وقال: (إنما أصوم قبله وبعده كراهية أن يفوتني). عمدة القاري شرح صحيح البخاري (11/ 117)

قال ابن عبد البر في الاستذكار الجامع لمذاهب فقهاء الأمصار 463 (10/ 138): (وقال قوم من أهل العلم: من أحب صيام يوم عاشوراء صام التاسع والعاشر.

وأظن ذلك احتياطا منهم.

وممن روي عنه ذلك: ابن عباس أيضا، وأبو رافع صاحب أبي هريرة، وابن سيرين. وقاله الشافعي، وأحمد، وإسحاق.

وروى القطان، عن ابن أبي ذئب، عن شعبة، مولى ابن عباس، قال: كان ابن عباس يصوم يوم عاشوراء في السفر ويوالي بين اليومين مخافة أن يفوته، وكان ابن سيرين يصوم العاشر، فيبلغه أن ابن عباس كان يصوم التاسع والعاشر، فكان ابن سيرين يصوم التاسع والعاشر).

 

ولصحة هذا التعليل: إذا اختلفت بلدان المسلمين في تحديد دخول شهر المحرم؛ مما يترتب عليه اختلافهم في تحديد يوم عاشوراء, كان الأحوط صيام يومين يتحقق بهما قطعا إصابة يوم عاشوراء وإدراك فضله,

وفي عامنا هذا يتحقق إصابة يوم عاشوراء بصيام يومي الأربعاء والخميس, فالأربعاء هو التاسع عند قوم, والعاشر عند آخرين.

وليس مدار الحديث هنا من يتبع أهل البلد؟, فأهل كل بلد يتبعون ما تعلنه بلدانهم المعتمدة على الرؤية, وإنما مدار الحديث عن الأحوط لإصابة اليوم, وقد عرفنا مستنده.

 

كتبه: د. أحمد محمد الصادق النجار

أستاذ مادة العقيدة

في كلية علوم الشريعة

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق