الأحد، 28 أبريل 2024

#الحوار_بين_الأديان

 الحوار بين الأديان والتسامح بين أتباعها

لا يقصد به في وقتنا المصالحة والهدنة ومجادلة أهل الكتاب ومناظرتهم ونقاشهم أو محاولة تغيير ما يعتقدونه، أو المتاجرة معهم...

وإنما يقصد به إذابة الخلاف، ويظهرون ذلك تحت شعار تحقيق التفاهم المشترك والعمل على القواسم المشتركة ويركزون على أن المواطنة تقتضي إعطاء الجميع نفس الحقوق واحترام اعتقاد الآخر..

وقد جنح الغرب لهذا الطرح؛ إدراكا منهم لتأثير الأديان على الشعوب، حتى قال الألماني هانز كونغ: (لن يكون هناك سلام بين الأمم ما لم يكن هناك سلام بين الأديان، ولن يكون هناك سلام بين الأديان ما لم يكن هناك حوار بين الأديان)
ومثل هذا الطرح هو في حقيقة الأمر يخدم العالمانية التي تريد فصل الدين عن جوانب الحياة؛ لأن فكرة الحوار الحقيقية ناشئة عن كون الأديان هي سبب الدمار والشرور...

ودعاتها الأصليون يرون أنها مرحلة لأجل أن تذوب فيها الهوية الدينية وثوابت الدين ثم يسهل بعد ذلك الانتقال عنه والتحرر منه

وهذا المقصود وهو التحرر من الدين وقيام الإنسانية مكانه لما كان صعب المنال في الوقت الحالي اتخذوا استراتيجية يمكن تفعليها وهي جعل موضوع الحوار هو التعايش السلمي والتعاون على القضايا المشتركة  العنف...
وحتى يبعدوا الدين عن الاستدلال به والاعتماد عليه كخطوة أولى وضعوا لذلك التعاون وتلك المحافظة مواثيق وقوانين وبنود منها ينطلقون وعليها يعتمدون؛ لإفهام الناس أنه يمكن الاستغناء عن الدين ...

وقد أصبح الحوار في عصرنا طريقا لدخول الطقوس الدينية الوثنية وغيرها في بلدان المسلمين وإنشاء المعابد لهم...
وطريقا لنزع أن يكون الإسلام هو الحق المطلق والأوحد، وأن الله لا يقبل دينا سواه...

ولا يمكن أن يقاس على تعايش النبي صلى الله عليه وسلم مع اليهو د؛ لأن التعايش قائم على ظهور دين الإسلام، والقيام بأصل الولاء والبراء، ومحله : حسن المعاملة والعدل والتعاون فيما فيه مصلحة المسلمين...

لكن تبقي مسألة إطلاق الزندقة والكفر وتضييع الأمانة والاتهام بهدم الولاء والبراء لكل من يشارك فيه أو يؤيده من وجه
فهذا بعيد كل البعد عن التحقيق
لاسيما وأن الشعارات المرفوعة وتفسيرهم للحوار لم يرق بعد إلى دمج الأديان واعتقاد صحتها وتسويغ اعتقاداتها ، أو حتى هدم الولاء والبراء...

فليس كل من شارك أو أيد المشاركة أو استعمل مصطلح الحوار نظر إلى المعنى الفاسد الذي يحوم حول الحوار، خصوصا وأن الحوار قائم به أو بدونه، وليس هو من أصحاب القرار ولا المؤثر عليهم..........

وهذا يقتضي فقها في التعامل مع الواقع الذي لا يمكن دفعه، واقتضاه ضعف الأمة وهيمنة الغرب
وحتى على مستوى الدول التي يفرض عليها مثل هذه الحوارات أو الجامعات
لابد أن تكون المشاركة وفق ضوابط وبما يحافظ على علو الإسلام وظهوره
فبناء عمل مشترك بين الأديان لمواجهة الإلحاد مثلا أو الشذوذ الجنسي او انفكاك الأسرة ...
يتوقف تسويغ ذلك على إمكانية إظهار الهوية الإسلامية وبيان علوها، وأن تكون هي المرجع

وكما نحتاج إلى هذا النوع من المشاركة حتى لا ينفرد بالمشاركة من يمثل ما يدعى زورا بالإسلام الليبرالي،  ومن اشتري بالمال من مشايخ السوء...
نحتاج أيضا إلى خطاب تنفيري من مثل هذه الحوارات وبيان حقيقتها من غير اتهام بالزندقة والردة والكفر لكل من يشارك.

وأخيرا
قد راعى النبي صلى الله عليه وسلم المعنى الصحيح الذي تضمنه حلف الفضول من نصرة المظلوم وإعادة الحقوق إلى أهلها وقال لو دعيت إليه في الإسلام لأجبت
وليس المقصود هنا تفسير حوار الأديان أو حوار أتباع الأديان بالحلف، وإنما المقصود التنبيه إلى الوسيلة التي رضيها النبي صلى الله عليه وسلم لتحقيق معنى يحبه الله ورسوله صلى الله عليه وسلم...

كتبه
د. أحمد محمد الصادق النجار

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق