الاثنين، 18 أكتوبر 2021

مناقشة الددو في حكم الاحتفال بالمولد النبوي

✍️مناقشة محمد الحسن ولد #الددو في حكم #الاحتفال_بالمولد النبوي

الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده
أما بعد، فهذه وقفات مختصرة مع فتوى #الددو عفا الله عنا وعنه في حكم الاحتفال بالمولد؛ لبيان اضطرابها وعدم انضباطها.

فأقول:
✍️أولا قوله جوابا عن حكم الاحتفال بالمولد (الاحتفال بالمولد له ثلاث صور راجعة إلى اعتقاد الإنسان فيه)
فكما يلاحظ القارئ أن السؤال الموجه للشيخ عن حكم الاحتفال من حيث هو بالنظر إلى حكم الشرع
فجاء الجواب عن حكم  اعتقاد المكلف في الاحتفال، فدار حكم الاحتفال على تنوع اعتقاد المحتفل، وكأن الاحتفال في نفسه وفق قواعد الشريعة وأصول استدلالها لا حكم له، وهذا أمر غريب...!!!
ومعلوم أن للاحتفال بالمولد حكما من حيث هو احتفال أو بعبارة أخرى حكم مطلق مجرد عن اعتقاد المحتفل، وهذا مما أهمله الشيخ في الجواب!!

✍️ثانيا: قوله: (من اعتقده عيدا كعيدي الفطر والأضحى فقد ابتدع).
فهنا الشيخ قد بنى الابتداع على اعتقاد المحتفل أن الاحتفال بالمولد عيد
وهذا لا خلاف في كونه ابتدع؛ لأنه جعل عيدا شرعيا يضاهي عيد الفطر والأضحى باعتقاده...
وقول الددو هذا كقول من يقول لا يسمى خارجيا إلا إذا اعتقد أنه من الخوارج!!
ولو قلبنا عليه الاحتجاج
وهو الذي لم يتفطن له الددو
أنه لو لم تكن في الاحتفال بالمولد صورة العيد لما دار في ذهن المحتفل أنه عيد، فهذا التعظيم المقصود لليوم وتكرار الاحتفال به هي صورة العيد، مما جعل المحتفل يعتقد أنه عيد
وهو اعتراف ضمني من الشيخ الدوو بأن صورة العيد متحققة في الاحتفال بالمولد،
لكن حاول الددو الهروب فلم يربط الحكم بمجرد الصورة وإنما ربطه بالاعتقاد، وهذا بدع من القول ولعله لم يسبقه إليه شيخ قط!
أعني أن ما تحقق فيه صورة الشيء لا يأخذ اسمه وحكمه إلا بالاعتقاد!!
ويترتب عليه عدم التسوية بين المتماثلات إلا بضميمة أمر خارجي وهو الاعتقاد
وهذا فيه خروج عن أصل الشريعة في التسوية بين المتماثلات.. .
ثم إن تقريره هذا ينسحب على كل يوم معظم مقصود وتكرر بتكرر السنة، كعيد الأم وعيد الميلاد وعيد الوطن فلا يكون عيدا إلا إذا اعتقد أنه عيد!
بل ينسحب على كل فعل وجدت فيه الصورة المحرمة فلا يكون محرما إلا إذا اعتقد تحريمه...

وقريب منه ما سمعته من بعض الأشياخ يقول إن البدعة لا تكون بدعة إلا إذا اعتقد صاحبها التشريع!
فلا تبقى هناك بدعة في الشريعة!!

والتحقيق المتفق عليه أنه إذا تحقق ضابط العيد في الاحتفال بالمولد تحققت بدعية الاحتفال ولا ينظر إلى اعتقاد المحتفل...
وأنبه إلى أن ما تحقق فيه ضابط العيد فإنه لا يكون من باب العادات؛ لأن الأعياد من الدين ولابد فيها من توقيف

✍️أما النقطة الثانية  قوله: ( من اتخذه ذكرى للنبي صلى الله عليه وسلم باعتباره نعمة من نعم الله، وشكر هذه النعمة بالأعمال الصالحة، فهذا مأذون فيه بل هو مطلوب لأنه أمر بالصيام فيه شكرا لله على ميلاده).
ففيها لبس واضح؛ إذ إن تخصيص عمل ليوم مقصود شكرا لا يكون إلا بتشريع من الله؛ لأنه من جنس التشريع, فلو أن إنسانا نجاه الله من حادث يوم السبت فأراد أن يشكر الله فبدأ يحتفل بيوم السبت في كل سنة تعظيما لهذا اليوم حتى صار مقصودا عنده
فهل يكون هذا من جنس الابتداع أو هو من العادات؟
لا يختلف العلماء المحققون فيه أنه من جنس التشريع الذي لا يكون إلا لله.
وقد ترك الصحابة تخصيص يوم المولد بجعله ذكرى يقرؤون فيه السيرة مع وجود مقتضيه ولا مانع؛ مما يدل على المنع، وأنه من جنس التشريع الذي لا يكون إلا لله
وعليه فإن قياس الاحتفال على صيام عاشوراء شكرا من باب القياس الفاسد الاعتبار، لأنه مصادم للإجماع التركي الذي وجد مقتضيه ولا مانع.
ولأن الشكر بالصوم في يوم عاشوراء ورد فيه دليل خاص لولاه لما كان مشروعا.

وأما قوله: لأنه أمر بالصيام فيه شكرا لميلاده.
فأشد تلبيسا وبعدا عن التحقيق العلمي !!
لأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يأمر بصيام يوم مولده, وإنما أمر بصيام مطلق الاثنين الذي من علل صيامه: أنه ولد فيه, كما أن السائل إنما سأل عن صيام الاثنين لا عن صيام يوم مولده، فجاء الجواب مطابقا للسؤال.
فالمشروم صيام يوم الاثنين من كل أسبوع
ولم يحث النبي صلى الله عليه وسلم الصحابة على تحري صيام يوم الاثنين الذي يوافق الثاني عشر من ربيع الأول
وإنما حثهم على صيام مطلق الاثنين
وأما التعليل بأنه يوم مولده فهو جزء علة، وليست هي العلة الوحيدة التي من أجلها شرع صيام يوم الاثنين..

✍️وأما النقطة الثالثة (3- من اتخذ يوم مولد النبي صلى الله عليه وسلم ، مناسبة لبعض الأمور المباحات كإظهار الملابس الجديدة والمطاعم ونحو ذلك فهذا في الأصل من الأمور الجائزة لأنه ليس مما يدخل حيز البدع فالبدع لا تدخل في العادات ولا في اللباس..)

فجوابه أن حكم تخصيص مباحات في يوم المولد هو تبع لكون الاحتفال بدعة أو لا, وتبع لكونه عيدا أو لا
فإذا كان الاحتفال بدعة كان ما خصص له من لباس ونحوه تابعا له، فالتابع تابع.

والتخصيص لأجل اليوم المقصود هو من جنس التشريع
سواء خصصت مباحا أو خصصت عبادة
لأن الإشكالية ليست في ذات اللباس والأكل وإنما الإشكال في التخصيص لأجل اليوم...

✍️يكفيك في الزجر عن الاحتفال
أن ترى نفسك قد خُصصت بفضل وأجر لم يُخص به رسول الله صلى الله عليه وسلم
يعني صارت لك فضيلة لم يعلم بها رسول الله صلى الله عليه وسلم أصلا ولا فعلها ولا أرشد إليها

فهذه أجوبة مختصرة لم تحتج إلى كثير تأمل

والله المستعان
https://abuasmaa12.blogspot.com/2021/10/blog-post_18.html?spref=tw

هناك تعليقان (2):