الخميس، 24 مارس 2022

حكم الزينة والفوانيس فرحا بقدوم رمضان

 [حكم وضع الزينة والفوانيس في البيوت

استبشارا بقدوم رمضان]

(جائز)


أفعال العباد المحدثة بحسب نظر الشرع لها ثلاثة أقسام:

1-فعل تعبدي, فيأمر الشرع بعدم الإحداث؛ لأن الأصل في التعبد التوقيف, ومقصد الشرع فيه عدم تجاوز المشروع المحدود.

2-فعل عادي محض, فيُجّوز الشرع الإحداث؛ لأن الأصل فيه الإباحة, ومقصد الشرع فيه التوسعة والتيسير.

3-فعل عادي فيه شائبة تعبد من جهة التشريع, فيمنع الشرع الإحداث؛ لفعله على وجه لا يعقل معناه؛ فكان تشريعا.


وعليه فمن فعل الزينة لرمضان على وجه التعبد؛ فهذه بدعة حقيقية؛ إذ إنه يكون قد تعبد الله بما لم يشرعه, فخالف الأمر  وناقض المقصد الشرعي.

ومن فعلها على وجه العادة والفرح من غير أن يفهم انضمامها إلى صيام رمضان ولا أنها سنة ولا أنها صفة ملازمة للمشروع ولا ما يخرجها عن أصل العادات المحضة إلى التشريع, ولا يكون فيها تبذير, ولا يصاحبها أمر محرم كموسيقى؛ فلا حرج, وهي من جملة العادات التي الأصل فيها الإباحة, ومقصد الشارع فيها التوسعة.

وهي أشبه بما يخصصه الناس من أكلٍ في رمضان؛ بمقتضى العادة.

ولا يظهر لي إعمال باب سد الذرائع هنا؛ لأنه لا أحد يفهم من وضع الزينة أنها من شعائر رمضان ولا جزء مما شرعه الله في شهر رمضان.

ولا بأس باستعمال الفوانيس وإن كان أصلها عبيديا؛ لزوال علة الخصوصية, وانتفاء تعظيم الزمن لذاته.

ومع ذلك فاستقبال رمضان بالتوبة والرجوع إلى الله هو الذي ينبغى أن يشتغل به المؤمن ويحرص عليه.

كتبه

د. أحمد محمد الصادق النجار

أستاذ مساعد في كلية علوم الشريعة\ المرقب- ليبيا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق