الأربعاء، 14 أكتوبر 2015

بم يُعرف العالم (بإطلاق)؟


مما يعرف به العلماء حقيقة: رسوخهم في العلم.
ويظهر هذا الرسوخ: إذا سألتهم عن علل الأحكام, ومقاصد المسائل, والقواعد التي ترجع إليها الجزئيات.
فتجد العالم المتبحر حقيقة يجيبك بالنكت والدقائق, ويفرق بين الأشباه, ويكون ترجيحه مبنيا على مقاصد الشريعة, ويرجع المسائل الجزئية إلى قواعدها وكلياتها.
ويستنبط الأحكلام من الأدلة بناء على إحاطته بدلالات الألفاظ.
ويعرف الناسخ والمنسوخ محيطا بالأصول والقواعد والمقاصد.
بينما من يُدَّعى فيهم العالم, والعلامة, والفهامة, ونحو هذه الألقاب إذا سئل عن هذه الأمور أعرض, أو أجا ب بكلام عام لا يتعلق بالسؤال من كل وجه, أو يجيب بناء على ما سنح في الخاطر.
وربما قال: لا تسألوني إلا في كذا وكذا.
تجده بعيدا عن التعمق في الأصول والمقاصد والقواعد.

فلا تغتر يا طالب العلم بكل من قيل فيه هذه الألقاب, وإذا أردت أن تعرف علم شيخك فجالس غيره.
وأنزلوا الناس منازلهم.
واحذر أن تتتبع هواك في إنزال هذه الألقاب؛ لأن هذه ألقاب ينزَّل عليها أحكام شرعية.
ويُخشى أن ينال من أعطى هذه الألقاب من لا يستحقها: الإثم, لأن من قيلت فيه هذه الألقاب سيُقلَّد في مسائل ليس أهلا للإفتاء فيها, كالنوازل المتعلقة بالأمة.

حفظ الله علماءنا, وزادهم رسوخا في العلم والسنة.

وكتبه:
أحمد محمد النجار

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق