الخميس، 29 أكتوبر 2015

من كثر خطؤه وفحش استحق الترك إذا انفرد



إن طالب العلم أو الشيخ إذا كثر خطؤه وفحش فإنه لا يستحق أن يعوَّل عليه، أو يعتمد على أقواله التي يتفرد بها، أو يرجع إليه في النوازل، أو يرجع إليه في تحقيق الأوصاف الشرعية على الوقائع.
وكذا من عُرِف عنه اتباعه لهواه فيُعمِل القواعد على حسب هواه، فتراه يعملها تارة ويلغيها أخرى؛ انطلاقا من الهوى، وإرضاء للجمهور، وحفاظا على المنزلة.
ومتى عُلِّق الشباب والعامة بهؤلاء فلا تعجب بعد ذلك من الفهوم الغريبة, والتأصيلات الفاسدة, والأحكام الجائرة, والأخلاق السيئة.

وكثرة الأخطاء تدل على ضعف في التأصيل، وعدم تحقيق للتصور الصحيح والتصديق الصحيح.

والذي يعتمد على فهمه وقوله: من غلب صوابه على خطئه، وكان متجردا لله لا للهوى.

ويخلط بعضهم بين مدح الرجوع عن الخطأ والأخذ عمن فحش غلطه.
فلا يلزم من مدح من رجع عن خطئه ان يؤخذ عمن كثر خطؤه إذا انفرد.

وللاسف دخلت المجاملات في تعيين طلاب العلم ومراتبهم.
فبدل أن يقوم التعيين وبيان المرتبة على الأصول الصحيحة والضوابط الدقيقة تراه يقوم على الاصول الفاسدة، وأنه من  المرضي عنه أو لا .
ومتى ما بعدنا عن الأوصاف الشرعية وتحقيقها في المعينين بالضوابط الصحيحة وقعنا في الظلم والجور.

وما نراه اليوم من البيانات التي تصدر ممن تصدى للتدريس مرة بعد مرة؛ رجوعا عن أخطائهم وقد فحشت لهو أكبر دليل على عدم الالتفات إلى أقوالهم وفهومهم.
مع مدح الرجوع عن الأخطاء إن كان الباعث على الرجوع الخوف من الله ورجاء ما عنده، لا الخوف من الناس ورجاء ما عندهم.
ولا يلزم من المدح: الأخذ، كما تقدم.

وأخيرا: الواجب الحذر من الأخذ عمن كثر خطؤه وفحش فيما انفرد به، أو أن يعتمد عليه في تنزيل الأوصاف الشرعية على الوقائع.

والدين -معاشر الأحبة- أغلى ما يملكه العبد، فعلى الانسان أن يحافظ عليه من جهة الوجود والعدم.
والدين أعلى الضرورات الخمس، وهو مقدم عليها، فضلا عن الحاجيات والتحسينيات.

أسأل الله أن يفقهنا في دينه.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق