الزلازل تحذير وإنذار

 

إن الله يمتحن الناس بالزلازل ليخلصهم من شرور أنفسهم, فالحكمة من ابتلاء الله عباده بالزلازل: تخويفهم، فالله يخوف عباده بالزلازل كما يخوف بغيرها من الآيات, ولذا ترى العباد يصيبهم بسبب وقوعها ذعر وخوف، ويظهر ضررها المادي على الناس.

وأما سبب الزلازل فمعصية الله سبحانه، وليس السبب ماديا محضا؛ إذ الأسباب المادة جزء سبب، والله سبحانه هو الذي أمر كونا بوقوعها، ولا تحصل إلا بمشيئته.

والواجب نحو هذه المصائب:

١-الرضا من جهة كونها مقدرة من الله، فكل فعل الله خير، والشر ليس إليه.

٢-الصبر على المقدور الذي هو وقوع الزلازل.

٣-الاستغفار والتوبة؛ لأنها تحدث بسبب المعاصي وظهورها في الأرض.

 

وللأسف خرج علينا من قصر نظره فاستنكر على من يعظ الناس بالتوبة والاستغفار فجمعوا بين الجهل ومخالفة مقصود الشارع، فالله سبحانه يستعتب عباده بهذه الزلازل, بمعنى أن الله يريد من عباده أن يطلبوا منه إزالة عتبه عليهم,  ويكون ذلك بالتوبة والاستغفار من الذنوب

وهذا الاستعتاب نفاه الله في الآخرة في قوله [فاليوم لا يخرجون منها ولا هم يستعتبون].

فسبب الزلازل المعاصي ومقصود الشارع منها تخويف العباد لعلهم يرجعون

قال كعب ( إنما تزلزل الأرض إذا عمل فيها بالمعاصي فترعد فرقا من الله جل جلاله أن يطلع عليها) .

وفي رواية ( تزلزلت الأرض على عهد عمر فقال أيها الناس ماكانت هذه الزلزلة إلا عند شيء أحدثتموه والذي نفسي بيده إن عادت لا أساكنكم فيها أبدا )

فيجب أن يخوف الناس منها؛ لأن الله لم يرسلها إلا تخويفا ، كما قال تعالى:[وما نرسل بالآيات إلا تخويفا]

فذكر ذلك بأسلوب الحصر؛ لبيان المقصود من إرسالها.

فكيف يأتي من يستنكر بيان مقصود الشارع من هذه الآيات مراعاة للمشاعر وحظوظ النفس؟!!

 

وهناك مقام آخر يتعلق بمن أصيب, فمن مات منهم بسبب الزلازل فإنه ترجى له الشهادة، ويواسى أهله.

 

كتبه

د. أحمد محمد الصادق النجار