لا عقل ولا شرع ولا لغة في دعاوى الشيخ #مولود_السريري
قلناها لهم هذا مرارا ولم يفهم الأتباع!!
فنعيد بلغة سهلة
(وأذكر هنا أننا لا نلتزم القواعد المنطقية كما ذكرها المناطقة، وإنما نصحح لهم ما ضلوا فيه
كيف والمنطق وضع ليخدم الفلسفة لا اللغة العربية؟!! )
قلنا لهم: نثبت معاني الصفات الخبرية على مقتضى لغة العرب
قالوا: لا نفهم من المعاني إلا ما عليه الجسم المحدث المخلوق
قلنا لهم: لم توضع الألفاظ في لغة العرب للحقائق الخارجية، وإنما وضعت للمعاني الذهنية
قالوا: لم نفهم
قلنا لهم: هناك معنى مجرد للفظ، هذا المعنى يستعمله العرب مقيدا وفي سياقات
قالوا: ما هي هذه المعاني؟
قلنا لهم: ما يدركه الذهن مجردا، فيدرك من القدم السبق والتقدم، ومن الوجه المواجهة، ومن اليد المقبض ...
وهذا الذي يدركه مجردا لا يستعمل في الخارج إلا مقيدا
فأنتم جئتم للاستعمال المقيد فجعلتموه وضعا، فلما رأيتم الوجه في الشاهد هو وجه المخلوق جعلتموه وضعا
فجنيتم على اللغة!!
قالوا: أخرجنا من اللغة وقولوا لنا هل تثبتون قدرا مشتركا بين الخالق والمخلوق
قلنا: نعم، إلا أن ما به الاشتراك ليس هو بعينه موجودا في الخارج، وإنما يصدق على أفراده
قالوا: أتقصد أن ما به الاشتراك هو بعينه موجود في كل موجود
قلنا: لا، وهذا أصل خطئكم الذي تابعتم فيه المناطقة، ففي الخارج لا نقول بوجود اشتراك وإنما هو تميز واختصاص
قالوا، هل هناك تماثل فيما به الاشتراك الذي هو الجنس
قلنا: لا، لأن ما به الاشتراك يتفاضل أفراده فيه، ثم هو أمر ذهني كلي لا يوجد بعينه في الخارج
قالوا: أليس الجنس أو ما به الاشتراك في الصفات الخبرية هو العضو المشاهد؟
قلنا: قطعا لا، فالعضو المشاهد حقيقة خارجية لا معنى كلي ذهني، والمعاني الكلية الذهنية ليس فيها شيء من خصائص الخالق ولا من خصائص المخلوق، فالتشابه في الأمور الكلية الذهنية ليس هناك ما يمنع منه لا شرعا ولا عقلا
ومحل الاشكال بيننا وبينكم أننا نجعل المعاني الذهنية غير الحقائق وأنتم تجعلون المعاني هي الحقائق أو تدل عليها
وإذا سلمنا لكم جدلا أن العضو ذاتي في الوجه فنقول: هذا بالنظر إلى حقيقة المخلوق.
ثم حدثونا عن صفات المعاني التي تثبتونها كالسمع، ألستم تثبتون أنها صفات حقيقية وجودية قائمة بالذات مع جهلكم بحقائقها وتزعمون أن المعنى الحقيفي الذاتي للسمع الأذن او ما عليه المخلوق
ومع ذلك تثبتون أن هناك نوع اشتراك بين سمع الله وسمع المخلوق
وهذا فيه تناقض ظاهر
لأنكم لو قلتم إن الاشتراك لم يكن في المعنى الذاتي وإنما في لازمه
فنقول لكم: هو تشبيه وعليكم أن تقولوا مثل ذلك في الوجه واليد
فتثبتوا أن الوجه واليد صفات حقيقية وجودية قائمة بالذات وفسروها باللازم مع نفي العلم بحقائقها
وإلا تناقضتم
فإن قلتم إنما فرقنا لأن السمع على ما هو عليه في الشاهد معنى والوجه على ما هو عليه في الشاهد عينا
قلنا: غير مؤثر؛ لأن كليهما في الشاهد صفات للأجسام.
وليس هناك ما يمنع من جعلها صفات قائمة بالموجود القائم بنفسه مع نفي خصائص المخلوق
فإن قلتم: أثبتنا الاشتراك في الكلي والاختلاف في الحقائق الخارجية
فمثلا: ما به الاشتراك في صفة العلم: انكشاف المعلومات، وما به الامتياز هو في الخصائص والحقائق الخارجية
قلنا قولوا مثل ذلك في الوجه فما به الاشتراك وهو المواجهة وما به الامتياز هو في الخصائص.
فإن قلتم: الأفراد في المعنى الكلي العقلي للعلم مثلا لوازم لا حقائق بخلاف الأفراد في المعنى الكلي للوجه فهو جزء حقيقة
قلنا لكم: يلزم عليه أنكم تنفون الحقائق الخارجية للعلم وأن غاية ما تثبتونه لوازمها فلم تكونوا أثبتم صفة العلم حقيقة لله، وهذا يلزمكم في الوجود والذات
ثم إن الكلي العقلي تقولون بأنه لا وجود لأفراد له خارجية
فإن قلتم: لو كان معنى الوجه واليد ...كليا ذهنيا عقليا لما كان له أفراد في الخارج، فالكلي الذهني العقلي لا أفراد له وإنما اعتبارات
وأنتم إنما تثبتونه كليا طبيعيا والكلي الطبيعي يكون ما به الاشتراك جزءا في أفراده وهذا تشبيه
قلنا لكم: هذا هو محل الاشكال عندكم مقلدين قيه طائفة من المناطقة،
فالكلي في جميع أحواله لا يكون إلا ذهنيا
وهو يصدق على أفراده في الكلي الطبيعي لا أنه جزء بعينه موجود في كل فرد، فلا نسلم للمناطقة بأنه جزء من المعين
فالمعنى الكلي الذهني وإن انتزع من مجموع الأفراد إلا أنه انتزع مجردا كليا وليس هو عينه موجودا في الأفراد بعد التخصيص
فالذي نثبته أن المعنى الكلي المطلق ليس هو بعينه موجودا في أفراده وإنما يصدق على أفراده، فالإنسانية المطلقة تصدق على زيد وعمرو لا أن إنسانية زيد هي بعينها إنسانية عمرو
فالوجه بمعنى المواجهة يصدق على وجه الله ووجه المخلوق لا أن المواجهة عينها موجودة في وجه الله ووجه المخلوق فليس هناك تشبيه
فالتباين والاختلاف ليس في الكيفيات فقط بل حتى فيما به الاشتراك بعد الإضافة والتقييد
وليس هذا المعنى بمجازي إلا أن المخالفين لما جعلوا الوجه هو حقيقة وجه المخلوق جعلوا المعاني الأخرى مجازية، وهذا لا نسلم به
قالوا: أليس في إثبات الصفات الخبرية إثبات للجسم؛ لأن الوجه واليد أعيان
قلنا: لم تقيموا البرهان على نفي أن يكون جسما لا كالأجسام
فمعركتكم مع الكرامية لازالت قائمة ولم تحسم
ومع ذلك نحن لا نتكلم في لفظ الجسم،
ونقول لكم: لو كان إثبات الصفات الخبرية الذاتية يلزم منه أنه جسم؛ لأنه لا يوجد في الشاهد من يتصف بهذه الصفات إلا وهو جسم
فبماذا تجيبون المعتزلة الذين يقولون لكم: ولا نعقل في الشاهد من يتصف بالعلم والسمع والبصر إلا ما هو جسم
فإن قلتم: نحن نثبت السمع والبصر على أنها معان لا أجرام لها
يقال لكم: كيف عرفتم أنها معاني؟ أليس بالنظر إلى ما تشاهدونه في المخلوق
فقد أثبتم مشابهة؟!!
ثم إن هذه المعاني تقوم بالذات في الشاهد كما أن الصفات الخبرية كالوجه تقوم بالذات في الشاهد فلماذا فرقتم في إثبات الجسمية؟!!
ثم إن صفات المعاني الوجودية مما تميز به الذات ومع ذلك نفيتم أن يلزم منها الجسمية.
والخلاصة: أصل الخلاف معكم هو جعل الوضع العربي وما به الاشتراك هو: ما هو عليه في الشاهد
وترون أن هذه هي الحقائق.
ونحن نخالفكم فيه ويلزم عليه لوازم باطلة
كتبه د. أحمد محمد الصادق النجار
http://abuasmaa12.blogspot.com/2022/09/blog-post_15.html
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق