#الفرح بموت #المبتدع
قرأت بعض المقالات ( يطلق ) أصحابها الفرح بموت أهل البدع
ويستدلون على ذلك ببعض آثار عن السلف في موت بشر المريسي وابن أبي دؤاد ونحوهم
ويجعلون من لا يفرح بذلك مميعا أو حزبيا !!
والذي أراه أن (الإطلاق) غلو، وهو يتنافى مع فقه السلف.
فمن الخلل المنهجي عدم النظر إلى المعاني الكلية التي دلت عليها نصوص الشريعة عند النظر في آثار السلف؛ إذ إن السلف نظروا إلى كليات الشريعة ومقاصدها في أقوالهم ومواقفهم وانطلقوا منها، ولذا تنوعت مواقف أئمة المسلمين لاختلاف تحقق المعاني والكليات في الأعيان.
وهذا لا يلتفت إليه من يعتمد على بعض آثار السلف -التي هي وقائع- اعتمادا مجردا عن ملاحظة المعاني الكلية للشريعة!!
وهم بهذا يجنون على فقه السلف ويشوهونه عند من لا يعرف حقيقة الأمر!
وأُذكر في هذا المقام بهذا الموقف الذي يحكيه ابن القيم عن شيخه في [مدارج السالكين: 2/345] قال عن موقِف شيخِه شيخِ الإسلامِ ابنِ تَيميَّةَ: (وجئتُ يومًا مُبشِّرًا له بموتِ أكبرِ أعدائِه وأشدِّهم عَداوةً وأذًى له، فنَهرَني وتَنكَّر لي واسترجَع،...).
وتخيلوا معي أن خصمه يقول بقول الجهمية وينشر مذهبه ويحرض على خصومه...
وهو بهذا الموقف لم يخرج عن فقه السلف واعتبار كليات الشريعة،
وعليه
فإن الفرح بهلاك أهل البدع لا يذم بإطلاق ولا يمدح بإطلاق، وإنما هو داخل تحت قاعدة "دفع الضرر"
فمن خالف أصلا ووقع في بدعة كبرى يفرح بموته إذا كان ضرر بقائه أعظم من نفع حياته
وهذا التقدير قد يختلف علماء الأمة الربانيون فيه؛ لاعتبارات متعددة.
فقد نفرح لموت مبتدع؛ لأن ضرر بقائه أعظم، وقد لا نفرح؛ لتخلف موجب الفرح..
وقد يوجد موجبه ويتخلف الفرح؛ لوجود مانع يعظم على اعتبار الموجب..
وقد يتزاحمان...
كتبه د. أحمد محمد الصادق النجار
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق