(تيار #المفتي في ليبيا مفهومه وحقيقته)
إن وجود #تيارات_فكرية توالي وتعادي على أفكارها ؛ مما يضعف الأمة ويزيد من شتاتها وتفرقها، ولهذا جاء الشرع بمنع #التعصب لغير ما ثبت بالنص الصريح والإجماع.
ومن التيارات الفكرية في ليبيا: تيار نشأ حديثا له أفكاره ورموزه، وهو ما عبرت عنه بتيار المفتي الذي أعظم رموزه المعظين هو الشيخ الصادق الغرياني، فنسب إليه.
وإنما سمي تيارا؛ لما أنتجته مجموعة أفراد من أفكار تزعم أنها استقتها من نصوص الشريعة كان لها تأثير سياسي وديني على أتباعه، تقودهم إلى تنظيم صفوفهم من أجل الإصلاح على حسب توجه هذه المجموعة ورؤيتها وفكرها...
وهذا التيار لم يصل إلى درجة التغيير الشامل لنظام البلد السياسي والديني، وإنما اقتصر تأثيره على أتباعه.
فخلاصة مفهوم هذا التيار أنه تجمع يسعى لتحقيق رؤيته وأفكاره.
ومما تميز به هذا التيار: الغلو في رموزه؛ لكونهم مرجعيته ومصدر تلقي الأفكار, وعدم اعتبار القول المخالف المتعلق بالسياسة والشان العام.
لما كان هذا التيار قد وضع لنفسه هدفا في التغيير السياسي والديني دخل فيه كل من اتفق معهم في الهدف مع تنوع مشاربهم ومذاهبهم العقدية والفقهية.
ولهذا تجد فيهم من هو على اعتقاد أهل الحديث ومن هو على اعتقاد الأشاعرة وتجد فيهم من يتمذهب بالمذهب المالكي ومن هو على مذهب الإباضية...
فهذه المشارب والمذاهب المختلفة المتناقضة جمعهتم الفكرة الواحدة المتعلقة بالتغيير السياسي والديني في البلد.
وأقصد بالتغيير الديني: مناكفة السلفية التي يحصرونها في مشايخ السعودية، ومطيتهم في هذا غلاة التبديع.
وأقصد بالتغيير السياسي: الرؤية التي يرون قيام مصالح البلد بها.
وهدف هذا التيار: الرغبة في الانفلات من هيمنة وسطوت غلاة التبديع من جهة، ومن أحدية الحق في مذهب أهل الحديث ومنهجهم من جهة أخرى، ومن تعدد الرؤى الإصلاحية التي لها حظ من النظر الشرعي في البلد التي لا يرتضيها هذا التيار من جهة ثالثة.
فالفكرة التي اجتمع عليها هذا التيار مع تنوع مشاربهم ومذاهبهم فهي:
١- المنع من حصر الحق في اعتقاد أهل الحديث ومنهجهم..
٢-التأسيس للتعصب المذهبي في الفتوى وإلزام الناس به فيما اختاروه من أقوال..
٣-رفع شعار الانشغال بقضايا الأمة والوقوف ضد الغرب وفق منظرهم ورؤيتهم.
٤-جعل المواقف المتغيرة المتعلقة بالمصالح والمفاسد في الأمور السياسية وما يتعلق بشأن البلد والتعامل مع الغرب: ثوابت وقضايا لا تقبل النقاش ولا يعذر فيها المخالف، فتراهم متعصبين لآرائهم فيها وأنه الحق المطلق، ومن خالفه فهو الجاهل الذي لا يفقه الواقع ولا يدرك الحكم الشرعي...
فلا مصلحة للأمة ولا حكم للشرع في الواقع السياسي إلا ما صدر من جهة مفكري ومنظري هذا التيار، فنزلوا رأيهم فيها منزلة المسائل القطعية التي لا يسوغ فيها القول المخالف.
وقد اغتر هذا التيار بنظرته الإصلاحية حتى أورثه الاستعلاء؛ فتراه يصف من خالفه بسطحية التفكير وعدم الفقه والانشغال بقضايا أقل أهمية وتضييع قضايا الأمة...
بل تجاوزوا فجعلوا القول الفقهي المخالف لرأيهم وما اعتاده طائفة من أهل البلد: قولا مفرقا يلام من أفتى به ويعاتب، بل ينكر عليه
بخلاف القول الموافق لرأيهم وإن خالف ما اعتاده أهل البلد!!
وهو نتيجة تعصبهم لأفكارهم وأحدية الحق فيها.
وهذا الغلو والاستعلاء إذا استمر من غير نكير فسيقود إلى ما لا يحمد عقباه من استحلال السيف.
كتبه
د. أحمد محمد الصادق النجار
14-ربيع الأول-1444
18-اكتوبر-2022
ما علاقة #المفتي الشيخ #الصادق_الغرياني بالتيار الذي سميته ب (#تيار_المفتي )
وهل من الظلم نسبة هذا التيار إلى الشيخ؟
وهل هو تيار؟
[نعم، ينطبق عليهم ضابط التيار فهم مجموعة توالي وتعادي على أفكار رموزها
ففرقت الامة المتفرقة وتحزبت على آرائها وعادت مخالفيها ووصفتهم بأقذع الأوصاف وأشنعها
فاستدعى ذلك وصفها بأنها تيار مفرق للأمة؛ عسى أن يرجع ويؤوب
فهم بهذا التفرق وهذا الولاء والبراء يزيدون من تسلط الأعداء على المسلمين ويفتحون الباب للتنفير من أهل العلم الذين يخالفونهم ...
فالمفرق ليس الذي ينكر على التيار خروجهم عن الوسطية والاعتدال وإنما المفرق من يتحزب على رأيه ويوالي ويعادي عليه ويزيد الأمة انقساما]
ذكرت في منشور سابق أن المفتي هو أبرز معظمي هذا التيار، حتى جعلوا أقواله وآراءه المخصوصة لا تقبل النقاش، وجعلوا القول المخالف لاجتهاده غير معتبر، بل زادوا فخونوا من أخذ بالقول المخالف له فيما يتعلق بالشان العام!!
فالشيخ يعتبر لهذا التيار هو الأب الروحي -إن صح التجوز -
وإذا نظرنا إلى الأفكار التي نشأ عليها هذا التيار وقد بينتها في منشور سابق
وجدنا أن الشيخ لا يقول بها كلها، فالشيخ لا يرى عدم انحصار الحق في أهل الحديث، بل الشيخ لا يرتضي انتساب متأخري الأشاعرة لأبي الحسن الأشعري؛ لأنهم خالفوه في منهجه وآرائه، وهذا ما صرح لي به الشيخ في ٢٠١٢ -فيما أذكر- في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما ناقشته في هذا الباب.
لكن الأمر المستغرب أن هذا التيار يرى عدم انحصار الحق في أهل الحديث، ويذاع ذلك علانية في التناصح وفي الكلية وفي دورات التقوية...
ولم نر إنكارا من الشيخ ولا نصرة من رد على هذا التوجه!!
بل يوجد في بعض أجوبته عندما سئل عن الخلاف الذي دار في هذا الباب توجيه إلى عدم الإنكار في هذه المسائل!
والغريب أن القناة لم تلتفت إلى هذا التوجيه !!
فتلخص أن الشيخ فيما نحسب لا يقول به لكن سكت عنه مع تعلقه بقطعيات الشريعة!!
مما جعل التيار يستمر في غيه...
ومن الأفكار التي نشأ عليها هذا التيار: عدم اعتبار القول المخالف لآراء الشيخ في السياسة والشان العام، وتخوين وتأثيم المخالف!
وهذا الأمر أكثر التصاقا بالشيخ بالنظر إلى طريقة الشيخ في عرضه المسائل السياسية وما يتعلق بالشأن العام وربط الأحكام بها
فهو بهذا العرض يغذي هذا التوجه من هذا التيار...
وتوضيح ذلك أن الشيخ عندما يعرض ما يراه حكما شرعيا لنازلة سياسية أو ما يتعلق بالشان العام تجده يعرضها على أن قوله فيها هو الحق دون غيره وأنه هو حكم الله ولا يعذر فيه المخالف في باب يقوم على الموازنة بين المصالح والمفاسد، ولا يكاد المجتهد المقاصدي يقطع فيه بشيء؛ لقوة التعارض..
ومع ذلك نجد الشيخ يقطع فيه ويؤثم من غير أي إشارة إلى أن قوله لا يخرج عن كونه اجتهاديا يقبل الصواب والخطأ...
فهذه الطريقة في العرض منه جرأت هذا التيار على الاستطالة في عرض من خالف رأي الشيخ واعتباره خائنا بائعا دينه بحطام من الدنيا، ومن غير نكير منه ولا ممن هو قريب منه!!
وهذا يستدعي من الشيخ تبيين أن رأيه صواب يحتمل الخطأ، وأنه لا يجوز تعليق الولاء والبراء عليه.
وقد كنت ناقشت الشيخ نقاشا أحسب أنه بعلم وأدب واحترام
[ مناقشة #المفتي الشيخ الصادق الغرياني في تنزيل الحكم العام المجرد على الواقعة المتعينة...]:
http://abuasmaa12.blogspot.com/2022/06/blog-post_9.html.
فإذا تبرأ الشيخ من هذه الفكرة التي قام عليها هذا التيار وأنكر فكرهم في عدم انحصار الحق في أهل الحديث وحارب الغلو فيه وأنكره كانت نسبة التيار إليه كنسبة دم ابن يعقوب إلى الذئب، وكما لا يصح انتساب متأخري على الأشاعرة للأشعري كذلك لا يصح نسبة هذا التيار إلى الشيخ.
لكن هذا كله منوط بتبرئة الشيخ نفسه من غلو التيار فيه ورفع أقواله منزلة الوحي.
وله أسوة في تبرئة الصحابي الجليل علي بن أبي طالب نفسه ممن تشيع له وألهه ورفعه فوق منزلته
بقي أن أشير إلى أني لما ذكرت في المنشور السابق أنه لا علاقة للمنشور بكل من ينتسب إلى دار الإفتاء
فهِم من لا يفقه دلالات الألفاظ أني أستبعد من انتقدتهم سابقا ممن ينتسب إلى الدار كمحمد أبو عجيلة ومن رضي قوله وروجه له، وغيره ممن ذكرتهم سابقا في مقالاتي...
وهذا فهم غريب؛ ذلك أني نفيت الاستغراق في قولي( ولا [بكل] من ينتسب إلى الدار) ونفي العام أو سلب العموم هو بيان أن النفي ليس شاملا لكل فرد ينتسب إلى الدار، وإنما يفيد ثبوته لبعض الأفراد ونفيه عن البعض الآخر.
والأغرب أن تجد من هذا التيار من يحمل كلامي وانتقادي على أنه عداء شخصي لا يراد منه إلا الانتقاد وأني لم أنتقدهم إلا بعد أن تركت التدريس معهم في المعهد
وقد نال هذا التيار من عرضي الشيء العجيب
فيا لله العجب
بدل أن يناقشوا الأمر نقاشا علميا ويتبرؤوا مما نسبته إليهم
انتقلوا إلى الأسهل وهو الطعن والسب
والكذب!!
وليعلم هؤلاء أني انتقدت محمد أبو عجيلة باسمه في صفحتي على الفيس وأنا لازلت أدرس عندهم في المعهد
وبينت اعتقاد الأشاعرة وأنا أدرس معهم، إلى غير ذلك...
ثم لو سلمنا جدلا أني لم أتكلم إلا بعد أن تركتهم ألا يكون السكوت في ذلك الوقت مصلحة ؟!!
أم أن المصلحة لا يفقهها إلا هم؟!!
وأخيرا لا حيلة لي مع هؤلاء الذين يطعنون إلا الدعاء لهم بالهداية.
كتبه د أحمد محمد الصادق النجار
21-اكتوبر-1444
http://abuasmaa12.blogspot.com/2022/10/blog-post_21.html
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق