حكم تخصيص خمس دقائق للصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم بعد الجمعة
من المعلوم بضرورة الشرع: فضل #الصلاة_على_النبي صلى الله عليه وسلم
إلا أن تخصيص وقت بالصلاة فيه على النبي صلى الله عليه وسلم جماعة
يمنع لا لأجل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم نفسها وفضلها وحث الشرع عليها، وإنما لأجل تخصيص الصلاة بهذا الزمن، مما سيجعل الزمن معظما لذاته مقصودا، ويجر إلى اعتقاد فضل خاص فيه؛ فتتحقق منازعة الله قي تشريعه...
ولأجل استعمالها مقيدة بوقت، والنصوص الشرعية جاءت بها مطلقة لا مقيدة، وهذا أيضا فيه منازعة في التشريع.
ولأجل إحداث هيئة خاصة في الدين -وهي الصلاة جماعة بصوت واحد-، فهذه الهيئة ليس مقصودة لله ولا يريدها؛ بدليل ترك النبي صلى الله عليه وسلم لها، ولو كانت مقصودة لله لفعلها النبي صلى الله عليه وسلم أو أرشد إليها، ولفعلها الصحابة...
فإن قال: أنا لا أعتقد أن في هذا الوقت فضلا.
قيل: مع المداومة عليها سبحصل في القلب تعظيم لهذا الوقت واعتقاد فضل فيه، فمع التعبد بالصلاة في هذا الوقت سيحصل تعظيم وإجلال لا يمكن رفعه ولا دفعه.
والخلاصة: أن تخصيص خمس دقائق للصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم بعد الجمعة جماعة بدعة من عدة أوجه، وهي داخلة في تشريع ما لم يشرعه الله.
فإذا أمرت بها الأوقاف فلا تطاع؛ لأن أمرها من جنس الأمر بمعصية.
والذي ينبغي إظهار إنكار هذا الفعل حتى لا يصبح عادة للناس وسنة متبعة...
ثم ينظر بعد ذلك نظرا خاصا لكل إمام بعينه ولا يكون حكما عاما، فتموت السنن وتحيا البدع...
وهو إذا ترتب على عدم فعل ما أمرت به من بدعة في الفروع مفسدة ترجح على مصلحة عدم الفعل، كأن يخلفه إمام فيه بدعة أو ينتسب إلى طائفة مبتدعة فيضل الناس...
فهنا يدفع أكبر المفسدتين باحتمال أدناهما، ويحرص على تنبيه الناس عليها ....
كتبه. أحمد محمد الصادق النجار
أستاذ مساعد بكلية علوم الشريعة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق