#علم_الكلام
من أسباب ذم #الأشاعرة وتضليل معتقدهم: استعمالهم: علم الكلام، إن لم يكن هو السبب الأعظم، والذي تفرعت عنه معتقداتهم، والتزموا لأجله ما يصادم الشرع، وتآلفوا بسببه مع الفلاسفة والجهمية والمعتزلة في أصول الاستدلال مع اختلاف في التزام لوازمها...
وهو من الأدلة التي منع الإمام مالك الاستدلال بها في العقيدة، ومع ذلك خالفه بعض من ينتسب لمذهبه الفقهي!!
عن عبد الرحمن بن مهدي يقول: دخلت على مالك وعنده رجل يسأله عن القرآن, فقال: (لعلك من أصحاب عمرو بن عبيد, لعن الله عمرا؛ فإنه ابتدع هذه البدع من الكلام, ولوكان الكلام علما لتكلم فيه الصحابة والتابعون كما تكلموا في الأحكام والشرائع ولكنه باطل يدل على باطل))( )
وقد ذم أئمة السلف علم الكلام لذاته وبدعوا أهله, وهو محل إجماع, ولم يذموه سدا للذريعة أو لكون طائفة معينة استعملته في غير محله؛ قال ابن عبد البر: (أجمع أهل الفقه والآثار من جميع الأمصار أن أهل الكلام أهل بدع وزيغ ولا يعدون عند الجميع في طبقات الفقهاء، وإنما العلماء أهل الأثر والتفقه فيه ويتفاضلون فيه بالإتقان والميز والفهم)( )
ولم يقف الاحتجاج بعلم الكلام على مناظرة الفلاسفة كما يريد أن يروج له بعض أصحابه, بل تعدى ذلك إلى جعله قانونا وقاعدة يجب السير عليها في تأسيس العقائد والبرهنة عليها, وأن اليقين لا يستفاد إلا منها, ورتبوا عليه أن من قلد في إثبات الصانع ولم يسر على هذا القانون ومات أنه يموت كافرا أو عاصيا على أقوال ذكروها
مع ضعف كثير من العقليات فيه وكثرة مقدماتها...
ولابد من التنبيه هنا على أن الذم لعلم الكلام بإطلاق: لا يلزم منه ذم كل دليل عقلي تضمنه علم الكلام, كما أنه لا يلزم من ذم علم الكلام ذم استعمال الأدلة العقلية الصحيحة في باب الاعتقاد والتي لا تصادم الشرع.
كتبه د. أحمد محمد الصادق النجار
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق