أخرج النسائي وابن ماجه وابن حبان والحكم من حديث
ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (( إياكم والغلو, فإنما أهلك من كان
قبلكم الغلو ))
ففي هذا الحديث نهي النبي صلى الله عليه وسلم عن
الغلو, وهو يشمل جميع أنواع الغلو سواء كان ذلك في الاعتقاد أو في العمل.
ثم بين النبي صلى الله عليه وسلم علة النهي فقال:
( فإنما أهلك من كان قبلكم الغلو), فالغلو سبب هلاك من كان قبلنا من الأمم.
والهلاك إنما يطلق على ما كان فيه ضرر شديد.
ومن أعظم من ضل بسبب الغلو:
النصارى, حيث زعموا أن المسيح ابن الله.
وللغلو صور, ومن تلك الصور ما وقع فيه غلاة
التجريح.
فغلاة التجريح من سماتهم أنهم يجَرِّحون بما ليس
بمجرِّح, ويبدعون بلا موجٍب شرعي.
ثم يصفون المجروح بأبشع الأوصاف وأقذعها, كقول
بعضهم: "من أحطِّ أهل البدع", "خبيث", " شر من اليهود
والنصارى" "إخواني".
وبعد هذه الأوصاف يأتي التطبيق العملي, فيُخرِج
الأتباع من وصفوهم بهذه الأوصاف من المساجد, وينزلونهم من المنابر, وربما يضربونهم,
إلى أن وصل من بعضهم الخطف والقتل.
وهؤلاء –
غلاة التجريح- من صور غلوهم ما شابهوا فيه النصارى من وجه, حيث نزلوا بعض مشايخهم
منزلة المعصوم, ورفعوهم فوق منزلتهم
وهكذا النصارى الذين رفعوا المسيح فوق منزلته, وإذا
قيل لهم: المسيح عبدٌ ورسولٌ, وليس ابنا لله, قالوا: هذا سبٌّ في المسيح وتنقص له,
وطعن فيه.
وهذه هي حجة غلاة التجريح.
فسبحان الله
كتبه:
أحمد محمد الصادق النجار
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق