إن منهج الغلاة يقوم على مخالفة مقاصد الشريعة مخالفة
كلية.
وما من مقصد من مقاصد الشريعة إلا وهو يناقض منهج الغلاة
مناقضة تامة من كل وجه.
فلو نظرت للمقصد الكلي وهو: جلب المصالح الشرعية الراجحة
ودفع المفاسد الشرعية الراجحة لوجدت الغلاة يخالفونه ولا يراعونه.
ومن ذلك: قيام الهجر والتحذير عندهم على مجرد مخالفة
ما يقررونه
فلا يراعون فيه جلب مصلحة راجحة ولا دفع مفسدة راجحة
إن سلم لهم بوجود المقتضي.
ولو نظرت لمقصد حفظ الدين لرأيتهم من أبعد الناس عن
حفظه، فمآل منهجهم إلى إخراج الناس من السنة بلا بينة شرعية.
ولو نظرت لمقصد تحقيق العدل ودفع الظلم لرأيت عجبا
في مخالفتهم له والأخذ بضده.
فمنهجهم يقوم على الظلم -حالا أو مآلا، مباشرة أو تسببا-.
فكم ظلموا من سني فأخرجوه من السنة وكم ظلموا من يستحق
الإكرام فهجروه وحذروا منه.
وفي العموم من نظر في منهج هؤلاء وتأمل في المقاصد
الشرعية وجد أنهما متنافيان ولا يجتمعان.
كتبه مختصرا
أحمد محمد الصادق النجار
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق