إن معرفة مقصد أي كتاب من أهم المهمات لفهم الكتاب, ومن أولى الأولويات لإقامة العدل وعدم التجني.
ومقاصد المؤلفين من كتبهم قد تكون حسنة وقد تكون سيئة؛ فتكون حسنة إذا كان المقصد حسنا, وتكون سيئة إذا كان المقصد سيئا.
والمقصد الحسن يرجع إلى أصل عظيم , وهو: تحقيق المصلحة ودرء المفسدة, فيكون قصد المؤلف من تأليف الكتاب تحقيق مصلحة راجحة, أو دفع مفسدة راجحة.
والمصالح المنوطة بباب الرد على أهل الأهواء في باب الاعتقاد متنوعة؛ ولتنوعها تنوعت المقاصد.
وتنوع المقاصد؛ لتنوع مصلحة الرد, ونصرة العقيدة السلفية التي كان عليها أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وإن مقصد تأليفي لهذا الكتاب هو:
1-إبراز عقيدة السلف المناقضة لما يقرره سعيد فودة, وبيان أن هذه العقيدة تؤخذ من كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم, لا العقل المصادم لهما, ولهذا ابتعدت إلا ما اقتضته المصلحة عن الرد عليه بغير المنقول, وإن كان المعقول الصريح لا يناقض المنقول الصحيح.
2- بيان افترائه على مذهب أهل السنة, وأئمة أهل السنة والجماعة.
3- بيان أن شيخ الإسلام ابن تيمية لم ينفرد فيما يقرره من اعتقاد, وإنما هو سائر على منهج الصحابة ومن اتبعهم بإحسان.
وقد قلت في مقدمة الكتاب:" فنبَّهتُ على مخالفاته في بعض أصول باب الصفات التي نسبها لمذهب أهل السنة والجماعة زورًا وبهتانًا؛ ليتعرف القارئ على مكره وخداعه, ويتبين بُعده عن هدي النبي ج, وأصحابه, ومن تبعهم بإحسان, كالأئمة الأربعة, وغيرهم."
وكانت طريقتي في الكتاب أن آتي بالفرية من كلامه, وأبين بطلانها مجملا, وأشير إلى الأصل الباطل الذي منه انطلق من غير تعمق, ثم أنقل كلام السلف الذي يضاد كلامه, الذي هو مقصود الكتاب.
لأن المقام لما كان مع من ينسب لأهل السنة ما لا يعتقدونه, كان الأنسب أن يرد عليه بما يناقض دعواه.
فما نسبه لأهل السنة يرد عليه بأنه مخالف لما عليه أئمة أهل السنة بنقل أقوالهم؛ فيكون نقضا له.
والنقض من أقوى الحجج على بطلان فرية المخالف, فلا تبقى له حجة صحيحة.
كتبه:
أحمد محمد الصادق النجار
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق