فوائد متنوعة من آية
[شهر رمضان الذي أنزل
فيه القرآن ]
قال
تعالى: [شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان فمن
شهد منكم الشهر فليصمه ومن كان مريضا أو على سفر فعدة من أيام أخر يريد الله بكم
اليسر ولا يريد بكم العسر ولتكملوا العدة ولتكبروا الله على ما هداكم ولعلكم
تشكرون]
فوائد عقدية:
1-قوله:[شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن ] فيه: القرآن منزل من عند الله, وقد ابتدأ نزوله في رمضان.
2-قوله: [يريد الله بكم اليسر ] فيه: إثبات صفة الرحمة لله عز وجل؛
ذلك أن من لازم التيسير ورفع الحرج: إثبات الرحمة.
3-قوله: [هدى للناس] فيه إثبات هداية الإرشاد, وهي عامة للناس كلهم.
4-قوله: [يريد الله ] فيه: إثبات صفة الإرادة لله عز وجل.
5- قوله: [ولتكبروا الله ] فيه أن الله سبحانه أكبر من كل شيء, والله أكبر في ذاته وأسمائه وصفاته وأفعاله وتشريعه.
6- قوله:
[فمن شهد منكم الشهر فليصمه] , وكذلك قوله[لعلكم تشكرون] فيهما إثبات التعليل, وأن
الله متصف بالحكمة.
فوائد مقاصدية:
1-قوله: [الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس] فيه بيان مقصد الشارع من إنزال
القرآن, وهو: هداية الناس.
2-فيه
أن القرآن مشتمل على مصالح الدنيا والآخرة.
3- قوله: [وبينات من الهدى
والفرقان] فيه بيان مقصد الشارع من إنزال القرآن, وهو: إقامة الحجة على الناس,
وقطع العذر.
4-قوله[فليصمه] فيه: الأمر بالصيام لما تضمنه من مصالح, فالشارع لا
يأمر إلا بما هو مصلحة, وبما تضمن مصلحة.
5-قوله: [ومن كان مريضا أو على سفر فعدة من أيام] فيه دلالة على مقصد التيسير
ورفع الحرج.
6- قوله: [يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر] فيه بيان طريقٍ من طرق
إثبات المقاصد الشرعية وهو: التصريح بالإرادة.
7-قوله: [ولتكبروا الله على ما هداكم ولعلكم تشكرون] فيه بيان مقصدين من
مقاصد الصوم, وهما: تكبير الله, وشكره, وهما يحققان الغاية الكبرى وهي: إقامة
العبودية لله سبحانه.
فوائد
أصولية:
1-قوله: [فمن شهد منكم الشهر فليصمه] فيه تعليق الأمر بالعلة, وهي: الشهود, فيوجد
الحكم بوجودها, وينتفي بانتفائها.
2- قوله:
[فمن شهد
منكم الشهر]
"أل" في الشهر
للعهد الذكري, فقد سبق تقييد الشهر بشهر رمضان.
وذكر بعض أهل العلم فائدة وهي: ليس شيء منها
يضاف إليه شهر إلا شهر ربيع وشهر رمضان.
3- قوله: [فمن شهد منكم الشهر فليصمه] فيه: تعليق الأمر بسبب, فيفيد التكرار
بتكرر السبب.
4- قوله: [فمن شهد] "من" صيغة من صيغ العموم.
5- قوله: [فليصمه] فيه بيان واجب معين لا مخير.
6-قوله: [ومن كان مريضا أو على سفر فعدة من أيام أخر] محمول على الحقيقة من
غير تقدير محذوف – ولا مجاز في اللغة-, فالواجب على المسافر عدة من أيام أخر.
7-قوله: [ولتكملوا العدة] فيه التعبير بصيغة الأمر.
8-قوله تعالى: [ولتكبروا الله على ما هداكم] مجيء "على"
للتعليل.
وهنا ذكر الأمر مع التعليل.
وهنا ذكر الأمر مع التعليل.
فوائد
فقهية:
1-وجوب الصيام لمن شهد شهر رمضان.
وشاهد الشهر: من حضره وعلمه وكان مخاطبا
بصيامه.
ويصدق شهود رمضان بشهود جزء منه.
وهل المسافر شاهد للشهر؟
الجواب: يحتمله لفظ الشهود, وحمل اللفظ على معنييه غير المتنافيين جائز, لكنه موجِبٌ للصوم في وقته عند عدم العذر,
فوجود العذر مانع.
وأهل الأعذار تحقق فيهم سبب
الوجوب -وهو الشهود- منفكا عن وجوب الصوم
في وقته؛ لجواز ترك الصيام, وهذا الجواز منافٍ لماهية الوجوب.
وعليه: فقوله [فمن شهد منكم ]: عام, مخصوص بالمسافر والمريض والحائض.
وأما ظرف الصيام: فأيام الشهر لا لياليه؛ لأنه
عُلِّق بها شرعا.
لكن هناك واجب من الليل لا ينفك عن الأيام,
وهو: جزء من الليل قبل الفجر, وجزء من الليل بعد غروب الشمس.
وهذا الواجب إنما ثبت تبعا؛ لأنه لا يمكن
أن يتم الواجب إلا به, وما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب.
2-أن الصيام الذي أوجبه الله هو شهر, والشهر ما بين الهلالين, وقد
يكون ثلاثين, وقد يكون تسعة وعشرين.
وكونه شهرا إنما يعرف عند العرب بالرؤية
لا بالحساب, وهذا الذي جاء به الشرع.
وذكر الشهر يدل على وجوب صيامه كله لا
بعضه.
3-أن المجنون إذا أفاق بعد سنين فإنه لا يقضي ما فاته من شهور
رمضان؛ لأنه لم يشهدها.
وكذا الصبي إذا بلغ.
4- أن من شهد الشهر ولو في أثناء النهار فعليه الصوم إذا كان ممن
يجب عليه الصيام ولم يكن أفطره لعذر.
5-عدم جواز صوم يوم الشك؛ لأن الصائم له لم يشهد الشهر بعدُ.
6-الرخصة للمسافر أو المريض بالفطر في شهر رمضان حال سفره أو مرضه,
ثم عليه القضاء, فتأخير الصوم للمسافر والمريض جائز, والقضاء عليهما واجب.
7-جواز القضاء متتابعا أو متفرقا؛ للتنكير والإطلاق في قوله:[أيام
أخر].
وكذا جواز التأخير.
8-وجوب إكمال عدة شهر رمضان إذا لم يُر الهلال.
وهذا فيه إشارة إلى قاعدة :"اليقين لا يزول بالشك".
9-تكبير الله وشكره على ما أتم به من النعمة, وبسبب هدايته إياهم.
وقد أمر الله به في هذه الآية, مما يدل على توكيده.
10-ختم الصيام بالتكبير.
والمتأمل يقف على فوائد كثيرة
في علوم شتى.
والله
أعلم
كتبه
د. أحمد محمد الصادق
النجار
9-9-1437هـ
https://islamonline.net/%d8%b4%d9%87%d8%b1-%d8%b1%d9%85%d8%b6%d8%a7%d9%86/
ردحذفاهلا رمضان
جزاك الله خير
ردحذف