المواءمة بين دعاة الاجتهاد ودعاة التقليد المذهبي
لما كان الأمر يحتمل تقريبا ومواءمة بما يحقق مقصد الشارع في الاجتماع والائتلاف، ويتحقق معه حفظ الدين في ضروريات وحاجياته وتحسينياته
صح لنا محاولة الائتلاف ونزع فتيل الحرب بين من لم يفهم الاجتهاد على وجهه السديد ولا التقليد المذهبي على وجهه الصحيح.
هذه المواءمة تقوم على تحديد مجال الاجتهاد ومحله ومجال التمذهب ومحله
فالاجتهاد محله من ملك آلة الاجتهاد، ويكون غاية ونتيجة، وتقوم عليه الفتوى، فالإفتاء يجب شرعا أن يكون بما غلب على ظن المفتي أنه مراد الله سواء كان ذلك بالنظر الكلي أو الجزئي
فمجال إعمال الاجتهاد: الفتوى والوصول إلى مراد الله ممن هو أهل للاجتهاد.
وأما التمذهب والتقليد المذهبي فيكون وسيلة وسلما، ومحله من لم يملك آلة الترجيح، ويصح الإفتاء به عند من لا يغلب على ظنه حكم يخالف ما عليه المذهب.
فمجال إعمال التمذهب: التدرج في سلم التعليم، ونقل قول المذهب .
ونكون بهذا قد جمعنا بين التمذهب والاجتهاد من الزاوية التي ظن أنهما لا يتلاقيان فيها، وبهذا الجمع نكون قد أعملنا التمذهب فيما يتحقق معه حفظ الدين، وكذلك أعملنا الاجتهاد والأخذ بخلاف ما عليه المذهب بالنظر إلى أقوى الدليلين: فيما يتحقق معه أيضا حفظ الدين؛ إذ إن الدين يحفظ من جهة السير على أصول صحيحة استدلالية يذهب معه العبثية في الاستدلال والتعلق بالأضعف، ويحفظ أيضا من جهة التسليم والامتثال لما ترجح أنه مراد الله يذهب معه اتباع الهوى وعدم تحقيق العبودية لله.
خاطرة
كتبها
د. أحمد محمد الصادق النجار
أستاذ مساعد بكلية علوم الشريعة / المرقب
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق