مقصد الشارع من فرض الحجاب على المرأة
إن الله منع المرأة من إظهار زينتها؛ حماية لها من كل شر وأذى, ولذا علل الأمر بفرض بالحجاب بقوله: [ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ]
وجعل ذلك سببا في طهارة القلب, فقال تعالى: [وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِن وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ]
وأمر بعدم إبداء الزينة في قوله: [وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ]
ومنع من ضرب المرأة الأرض برجليها لتعلم الناس بزينتها؛ درءا للفتنة, قال تعالى: [وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ]
وفي امتثال المرأة لأمر الله بستر زينتها تحقيق الخضوع لله وتحقيق لعبوديته وخروج عن اتباع الهوى, وبهذا تتحقق المصالح الدنيوبة والأخروية.
وهو داخل تحت قدرتها ولا مشقة فيه خارجة عن المعتاد.
ولما كان فرض الله الحجاب على المرآة تكميلا لضروري وهو حفظ النسل, وسدا لذريعة الزنا والوقوع في الفاحشة أو مقدماتها, ودرءا للفتنة كان اللباس الذي يتحقق به الحجاب الشرعي مقيدا لا مطلقا, فليس كل ما تلبسه المرأة يكون حجابا شرعيا, وإنما الواجب في اللباس ما تحقق به مقصد الشارع من حفظ ضروري النسل ودرء الفتنة.
فيجب في اللباس حتى يحقق مقصد الشارع من فرض الحجاب أن يكون:
1-ساترا لجميع الزينة التي حرم الله إظهارها للأجانب.
2- واسعا.
3-غير مشتمل على الزبنة.
4- غليظا لا يصف البشرة.
5-غير مبخر ولا مطيب.
وأما غير الساتر والمشتمل على الزينة وغير الواسع والذي يكون فيه طيب فلا يتحقق به درء الفتنة, وكل ما كان سببا للفتنة فإنه محرم, وتكون المرأة معرضة لأذى الفساق, ولا يحصل به امتثال أمر الله بستر الزينة. وتكون معرضة لعقاب الله سبحانه.
فليس من الحجاب الشرعي تغطية الرأس مع لبس سروال, أو تغطية الرأس بمزخرف, كما هي عادة بعض النساء عند خروجهن.
والضابط: أن كل لباس أو عباءة يظهر زينة المرأة ويجملها في أعين الناس فهو حجاب غير شرعي ولا يتحقق به امتثال أمر الله.
فعلى المرأة أن تحذر من من الخروج بلباس غير شرعي كأن يكون ضيقا أو مزينا فتكون متوعدة بالنار, فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم:" صنفان من أهل النار لم أرهما، قال: نساء كاسيات عاريات،مميلات مائلات، رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة، لا يدخلن الجنة، ولا يجدن ريحها، وأن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا " رواه مسلم
جملني الله وإياكن بالتقوى.
كتبه د. أحمد محمد الصادق النجار
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق