التلقي من الكتب دون الاشياخ
من كان شيخه كتابه اكتسب المعلومة الجزئية المقروءة من غير مقدرة على تعديتها الى غيرها مما يشاركها في العلة، ومن غير معرفة الكلية التي اندرجت تحتها هذه الجزئية
ذلك أنه تلقى الجزئية من غير معرفة بكليتها، وإذا عرف كليتها لم يعرف مناط كليتها، وإذا عرف مناط كليتها لم يعرف كيف يلحق المسائل الأخرى المشتركة في هذا المناط بتلك الكلية.
ولذا ترى هؤلاء ومن في حكمهم ممن لم يتأصل تأصيلا قويا عند الأشياخ: مذبذبين، يتنقلون من مذهب إلى مذهب، ومن قول إلى قول، ومن ترجيح إلى ترجيح.
وما كان معروفا قد يصبح منكرا، والعكس.
ويحسبون أنهم بلغوا مبلغا في العلم، وأن لهم المقدرة على تدريس الطلاب، وتوجيهم.
وتراهم يتشدقون بالتأصيل والتقعيد، وعند التحصيل تجدهم يخطئون فيما ادعوا فيه أنه تأصيل وتقعيد، ويقلبون الحقائق، ويلزمون الناس بما هو مناقض للدعوى ، ويسمون الأشياء بغير اسمها؛ مما لا يدع مجالا للناظر إلا أن يقول:
وكلٌ يدعي وصلا للعلم. والعلم لا يقر لهم بذاك
وهذه دعوة لنفسي ولأحبتي من طلبة العلم أن يتأصلوا على المشايخ والعلماء المتمكنين في العلم الذين يهتمون بدقيق العلم، ويغوصون في علل الأحكام ومقاصدها.
وليكن انتقاؤهم للمشايخ أشد من انتقائهم للذيذ الطعام وأطيبه.
وليبتعدوا ما استطاعوا عن المتلقين عن الكتب، أو الذين تلقوا عن بعض الأشياخ ولم يتأصلوا عندهم.
وأقول لأهلي في ليبيا وغيرهم: احذروا أمثال هؤلاء، وابتعدوا عنهم، فليس كل من جلس للتدرس يكون مؤهلا، ويؤخذ عنه العلم.
كما أحذر من أهل البدع والتحزب، فهؤلاء فرقوا الأمة، وخرجوا عن أقوال الصحابة ومن اتبعهم بإحسان.
وإذا كان الواحد منا اذا مرض يذهب لمن يثق في طبه بعد أن يسأل الناس عنه
فليكن هذا أشد فيمن يصحح لنا العقائد، ويعلمنا دين الله.
والله هو الموفق وحده.
وكتبه
أحمد محمد الصادق النجار
من كان شيخه كتابه اكتسب المعلومة الجزئية المقروءة من غير مقدرة على تعديتها الى غيرها مما يشاركها في العلة، ومن غير معرفة الكلية التي اندرجت تحتها هذه الجزئية
ذلك أنه تلقى الجزئية من غير معرفة بكليتها، وإذا عرف كليتها لم يعرف مناط كليتها، وإذا عرف مناط كليتها لم يعرف كيف يلحق المسائل الأخرى المشتركة في هذا المناط بتلك الكلية.
ولذا ترى هؤلاء ومن في حكمهم ممن لم يتأصل تأصيلا قويا عند الأشياخ: مذبذبين، يتنقلون من مذهب إلى مذهب، ومن قول إلى قول، ومن ترجيح إلى ترجيح.
وما كان معروفا قد يصبح منكرا، والعكس.
ويحسبون أنهم بلغوا مبلغا في العلم، وأن لهم المقدرة على تدريس الطلاب، وتوجيهم.
وتراهم يتشدقون بالتأصيل والتقعيد، وعند التحصيل تجدهم يخطئون فيما ادعوا فيه أنه تأصيل وتقعيد، ويقلبون الحقائق، ويلزمون الناس بما هو مناقض للدعوى ، ويسمون الأشياء بغير اسمها؛ مما لا يدع مجالا للناظر إلا أن يقول:
وكلٌ يدعي وصلا للعلم. والعلم لا يقر لهم بذاك
وهذه دعوة لنفسي ولأحبتي من طلبة العلم أن يتأصلوا على المشايخ والعلماء المتمكنين في العلم الذين يهتمون بدقيق العلم، ويغوصون في علل الأحكام ومقاصدها.
وليكن انتقاؤهم للمشايخ أشد من انتقائهم للذيذ الطعام وأطيبه.
وليبتعدوا ما استطاعوا عن المتلقين عن الكتب، أو الذين تلقوا عن بعض الأشياخ ولم يتأصلوا عندهم.
وأقول لأهلي في ليبيا وغيرهم: احذروا أمثال هؤلاء، وابتعدوا عنهم، فليس كل من جلس للتدرس يكون مؤهلا، ويؤخذ عنه العلم.
كما أحذر من أهل البدع والتحزب، فهؤلاء فرقوا الأمة، وخرجوا عن أقوال الصحابة ومن اتبعهم بإحسان.
وإذا كان الواحد منا اذا مرض يذهب لمن يثق في طبه بعد أن يسأل الناس عنه
فليكن هذا أشد فيمن يصحح لنا العقائد، ويعلمنا دين الله.
والله هو الموفق وحده.
وكتبه
أحمد محمد الصادق النجار
بارك الله فيك
ردحذف