المنهج السلفي هو طريق أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن اتبعهم بإحسان.
وكل مسلم سليم الفطرة والعقل لا يرضى أن يتبع إلا منهج أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ لعلمه بمكانتهم, وثناء الله ورسوله صلى الله عليه وسلم عليهم, ورضا الله عنهم وعن منهجهم.
قال تعالى: والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه وأعد لهم جنات تجري تحتها الأنهار خلدين فيها أبدا.
وقال تعالى: (فإن آمنوا بمثل ما آمنتم به فقد اهتدوا )
وقال صلى الله عليه وسلم: (( خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ))
والمنهج السلفي لا يكون إلا حقا.
والفرق المخالفة لما عليه الصحابة منهم من لا يرتضي منهج الصحابة , بل بعضهم يفسق بعض الصحابة.
ومنهم من يدعي للصحابة منهجا لا يقرون به ولا يعتقدونه.
والادعاء الجملي لاتباع منهج الصحابة لا يكفي في تحقيق الاتباع, بل لابد من الادعاء التفصيلي.
فالادعاء الجملي قد يكون موافقا لما في نفس الأمر على سبيل التفصيل, وقد لا يكون موافقا, فدخله الاحتمال, ولذا فلا يعتد به وحده خصوصا مع شيوع الكذب في هذه الدعوى.
فلا بد من الادعاء التفصيلي.
والادعاء التفصيلي ينبني على أمرين:
1-موافقتهم في الدلائل, بأن يكون الاستدلال واحدا, فيستدل المتبِع بما يستدل به المتبَع, فيكون مصدر التلقي واحدا.
أما مع اختلاف مصدر التلقي فإن دعوى اتباع الصحابة تكون كاذبة.
فلابد في الدلائل من الموافقة في جنس الأدلة وأعيانها
وقد يحتج المتبِع بما لا يحتج به المتبَع, وهذا سائغ بشرط ألا يبطل حجة المتبَع.
2-موافقتهم في المسائل, بأن تكون أحكام المسائل واحدة, فما لا يعرف بين الصحابة فيه خلاف فالواجب على المتبع أن يقول بقولهم حذو القذة بالقذة, وأما إذا اختلفوا في حكم المسألة على أقوال فالواجب على المتبِع ألا يخرج عن أقوالهم, فيأخذ بأحد أقوالهم بناء على الأدلة.
فلابد في المسائل من الموافقة في كل مسألة.
وإذا كانت المسألة مستجدة فتخرج على أصولهم وقواعدهم.
وإني أخاطب كل من يدعي أنه على منهج الصحابة ومن اتبعهم بإحسان أن يعرض دلائله ومسائله على منهجهم بالتفصيل فإن وافقهم موافقة كاملة فهو المتبع لمنهجهم حقيقة, وإلا فهو كاذب في دعواه.
والذي جرني إلى هذه الكتابة أنك كثيرا ما تسمع من يقول: أنا على منهج الصحابة, وأنا على مذهب أهل السنة والجماعة, وعند التحقيق والتفصيل تجده مخالفا لما عليه الصحابة ومن اتبعهم بإحسان.
مخالفة كلية أو جزئية
فلابد من التصور الصحيح لما عليه الصحابة؛ إذ قد يؤتى الإنسان من عدم تصوره, أو من تصور خاطئ.
وسلامة الفهم نعمة من نعم الله على العبد.
فأسأل الله أن يرزقنا حسن الفهم
كتبه
أحمد محمد الصادق النجار
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق