فوائد متنوعة من آية
الصيام
قال
تعالى: [يأيها الذين ءامنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم
تتقون]
فوائد عقدية:
1-إطلاق لفظ الإيمان على من كان من أهل الوعيد؛ ذلك أنه يدخل في
خطاب الله بالإيمان: كل من معه أصل الإيمان ولو كان من أهل الوعيد من الفساق, وليس
الخطاب خاصا بمن أتى بالإيمان الواجب؛ إذ لو كان خاصا بمن أتى بالإيمان الواجب
لكان من لم يأت به ليس مخاطبا بإيجاب الصيام عليه.
2-أن مسمى الإيمان المفترض في أول زمن النبوة ليس هو مسمى الإيمان
المفترض في آخر زمن النبوة, ولهذا خاطبهم باسم الإيمان قبل إيجاب الصيام عليهم.
3-أن التشريع صفة من صفات الله, فالذي يوجب الواجبات هو الله
سبحانه.
4-قوله:[لعلكم تتقون] فيه إثبات التعليل في أوامر الله, وأن من
صفاته: الحكمة.
فوائد مقاصدية:
1-الشارع لا يأمر إلا بما تضمن مصلحة راجحة, فأمره بالصيام؛ لكون
الصيام تضمن مصلحة راجحة.
والشريعة تأمر بما مصلحته خالصة أو راجحة.
والشريعة تأمر بما مصلحته خالصة أو راجحة.
2- قوله:"
لعلكم تتقون" تعليلٌ للأمر بالصيام, وهو أبلغ في بيان مقصد الشارع.
3- قوله:"
لعلكم تتقون" فيه: أن من مقاصد الشارع في الصيام: تحقيق عبودية الله, وتقواه.
4-قوله:"لعلكم تتقون" فيه النظر إلى المآلات.
فوائد
أصولية:
1-قوله:"كتب" فيه: أن إيجاب الله للواجبات قد يأتي بغير
"أمر" أو صيغة "افعل".
2-قوله:"عليكم" فيه أن من صيغ الوجوب: اسم فعل الأمر, وهو
ظاهر في الوجوب.
3-قوله:"كما كتب الذين من قبلكم" فيه: أن شرع من قبلنا
إذا جاء شرعنا به فهو شرع لنا, وهذا بالإجماع.
4-قوله:"الصيام", استعمل الصوم بمعناه
اللغوي استعمالا مقيدا, والتقييد من الشارع لم يخرجه عن حقيقته, ومعناه الكلي.
ومنهم من ذهب إلى أن الصيام الذي هو قربة معروف عند العرب, وأنه عُرف
في الجاهلية من اليهود, فلا يكون معناه في اللغة مطلق الصوم, ولا يكون استعمال
الشارع له من باب المجاز – على القول به-.
و"أل" فيه عهدية.
5-قوله:"الصيام" هنا مجمل, قد جاء بيانه في الآيات بعدها,
وفي السنة, والبيان يحصل بكل دليل شرعي.
فوائد
بلاغية:
1-البدء بالنداء فيه تنبيه السامع لما بعدها من الأمر العظيم.
2-قوله:"آمنوا" عبر بالفعل للدلالة على أن الإيمان قد
يزول ويتغير, فيكون أدعى لامتثال الأمر.
3-قوله:"آمنوا" حذف المتعلَّق؛ للدلالة على أنهم أتوا
بجميع ما يثبت لهم أصل الإيمان.
4-قوله:"الذين آمنوا" فيه: تشريف لهم باسم الإيمان.
5-قوله:"كما كتب" الكاف هنا للتشبيه, واختلف في معنى
التشبيه: فمنهم من قال: في الوقت والمقدار.
ومنهم من قال: في أصل فرض الصوم.
فوائد
فقهية:
وجوب الصوم على كل مسلم بالغ عاقل.
والمتأمل في الآية يقف على فوائد كثيرة في علوم شتى.
والله أعلم
كتبه
د. أحمد محمد الصادق
النجار
21-8-1437هـ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق