تربية الناس على إطلاق لفظ الردة والتساهل فيه
إن المقصود بالردة: أن
يصير الرجل كافرا بعد إسلامه, والردة أغلظ من الكفر الأصلي, ولهذا كان المرتد شرا من الكافر الأصلي.
وتربية الجيل على إطلاق
لفظ الردة والتساهل فيه كما نراه في مواقع التواصل الاجتماعي وبعض القنوات
الفضائية: مخالف لهدي النبي صلى الله عليه وسلم وتعليمه أمته الحذر من رمي المسلم
بالكفر, فقد جاء عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله
صلى الله عليه وسلم قال: ( إذا قال الرجل لأخيه: يا كافر، فقد باء به أحدهما )
والتجاسر على وصف الآخرين
بالردة وكونهم مرتدين من غير بينة شرعية طريق الخوارج, فقد
قال ابن عبد البر رحمه الله: « ... سئل مالك عن قول رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(من قال لرجل يا كافر فقد باء بها أحدهما ) قال: « أرى ذلك في الحرورية
» فقلت له: أفتراهم بذلك كفارا، فقال: « ما أدري ما هذا »
ومما يشهد لمسارعة الخوارج في التكفير: ما جاء عن مولى
لبني هاشم أنه قال لنافع بن الأزرق: إن أطفال المشركين في النار، وإن من خالفنا
مشرك، فدماء هؤلاء الأطفال لنا حلال، قال له نافع: « كفرتَ، وأحللتَ بنفسك ... »
ثم إن المطلوب من العبد
عدم رمي الآخرين بالردة؛ لما في ذلك من ضرر على المسلم بيقين, وما وجد فيه ضرر على
المسلم فيطلب عدمه, فكما يطلب عدم القتل لحفظ النسل يطلب أيضا عدم رمي الآخرين بما
ليس فيهم لبقاء الأخوة الإيمانية.
ومن مفاسد هذه التربية:
إنشاء قوم يكفرون المسلمين ويستحلون دماءهم وأموالهم وأعراضهم.
فالحذر من التساهل في هذا
الباب
كتبه ناصحا: أحمد محمد
الصادق النجار
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق