لا يصح عن #الصحابة تأويل لآيات #الصفات
لم يثبت عن الصحابة أنهم أولوا آية من آيات الصفات, وكل ما ذكر عنهم أنهم أولوه إما أنه لم يصح عنهم أو أن النص ليس من آيات الصفات.
ومن ذلك: تفسير ابن عباس لقوله تعالى[ يَوْمَ يُكْشَفُ عَن سَاقٍ] بالشدة, فهذه الآية بمفردها ليست من آيات الصفات؛ لأن الساق جاءت منكرة لا مضافة إلى الله سبحانه ولا معرفة.
وكذا تفسيره قوله تعالى: {وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ} بقوة, فهي ليست من آيات الصفات؛ لأن أيد ليست جمع يد, وإنما هي من آد فهو أيد, أي: قوي.
وأما تفسيره النسيان في قوله تعالى: [ نسوا الله فنسيهم] بالترك, فليس هذا تأويلا؛ لأن نسي كما قال ابن فارس في مقاييس اللغة (5/ 421): (النون والسين والياء أصلان صحيحان: يدل أحدهما على إغفال الشيء، والثاني على ترك شيء). والذي يحدد أحد المعنيين: السياق.
وأما تأويل ابن عباس الكرسي بالعلم, فلم يصح عنه, قال ابن كثير في " تفسيره " (1/ 457): ( وعن ابن عباس وسعيد بن جبير أنهما قالا في قوله – تعالى – {وسع كرسيه السموات والأرض}، أي: علمه، والمحفوظ عن ابن عباس كما رواه الحاكم في مستدركه وقال: إنه على شرط الشيخين ولم يخرجاه، من طريق سفيان الثوري، عن عمار الدهني، عن مسلم البطين، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، أنه قال: " الكرسي موضع القدمين، والعرش لا يقدر قدره إلا الله – عز وجل – )
وهو من رواية جعفر بن أبي مغيرة وهو ليس بالقوي عن سعيد بن جبير, وقد خولف.
وكذا تأويله للمجيء بمجيء أمره, ولأعيننا بمرأى منا, وللوجه بـأنه عبارة عنه: لا أصل له وليس له سند.
كتبه د. أحمد محمد الصادق النجار
أستاذ العقيدة بكلية علوم الشريعة/المرقب
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق