والمقصود باللغة الفصحى: اللغة الأكثر فصاحة والأعلى إتقانا
وهي لغة قريش، والتي نزل بها القرآن...
فاللغة الفصحي هي النقية الصافية التي لا تشوبها أي شائبة..
قال محمد التونجي:(وهي المتمثلة في تراث النصوص الأدبي في العصر الجاهلي والإسلامي)
ودونها الفصيحة... والحد الأدنى في الفصيحة صحة البناء اللغوي...
فالقرآن نزل بالفصحى وليس بالفصيحة
والأقرب في العامي أن يرد إلى الفصيحة لا إلى الفصحى.....
وإن كان هناك اختلاف بين المهتمين باللغة حول التغاير بين مفهومي اللغة الفصحى واللغة الفصيحة، وهل هما بمعنى واحد أو بمعنيين؟
والذي ملت إليه هو التفريق بينهما من جهة الدلالة والمقصود...
بمعنى أن الفصحى تتطلب الالتزم بأعلى درجات الفصاحة والبلاغة، والمقصود منها البلاغة..
وأما الفصيحة فلا تتطلب أعلى درجات الفصاحة وإنما يستخدم المتكلم الحد الأدنى من الجزالة اللغوية... والمقصود منها التواصل والتفاهم بين الناس.
ومنه
الآية: «وأخِي هارون هو أفصحُ منّي لسانا" [القَصص: 34]؛ ف"أَفْصحُ" هُنا صفةُ تفضيل للمُبالَغة مُؤنَّثُها "فُصحى".
ومن السطحية أن تأتي بكلام من لم يميز بين اللغة الفصحى واللغة الفصيحة، بمعنى أن القسمة عنده ثنائية: فصحى وعامية
فتجعله حجة لك في تخطئة من ميز بينهما وجعل القسمة ثلاثية: فصحى وفصيحة وعامية..!!!!
وهي أقرب إلى الاصطلاح...
المهم
تعدية (أحتاج) بنفسها ليست من الفصحى؛ لأنها لم تعرف في شعر الجاهلية ولا في زمن الاحتجاج، وليست هي الأكثر إتقانا...
لكن هل هي من الفصيحة أو العامية؟
قد قلت في مقالي السابق عن تعدية (احتاج) بنفسها (وإن كان إطلاق التخطئة يحتاج إلى مزيد بحث، لكن يكفينا القول بأنه خلاف الفصحى، وخلاف ما كان سائدا زمن الاحتجاج)
تأمل تقييدي بالفصحى وبما كان سائدا زمن الاحتجاج باللغة.
وهذا التقييد لا ينفي الاستعمال من بعض أهل العلم فيما بعد عصر الاحتجاج باللغة
ولم أنفيه ..
لكن هل هي فصيحة أو لا؟ محل تردد
طيب
هل يمكن جعل (احتاج) تتعدي بنفسها قياسيا على قاعدة التضمين؟
أولا: القول بالتضمين محل خلاف، والأصل إرجاع الأفعال إلى أصولها وما وُضعت له.
ثانيا: القول بالتضمين شرطه وجود المناسبة بين الفعلين، ويرجع في كل موطن إلى سياقه والقرائن، فلا يصح في كل سياق تضمين (#احتاج) معنى فعل يتعدى بنفسه،
ولابد أن يكون #المتكلم قد لاحظ هذه #المناسبة، فلو استعمل المتكلم الفعل على ظن أنه يتعدى بنفسه وهو يتعدى بإلى فإنه يكون خطأ في اللغة ولا يكون كلام المتكلم من باب التضمين؛ إذ لم يقصد إعطاء الفعل المذكور معنى فعل آخر يناسبه، حتى يُخرَّج على باب التضمين.
واعترض بعضهم على اشتراط القصد، وهو مردود بأنه خلاف الأصل، ويفتح باب الخطأ على اللغة والفساد.
ثالثا: حتى على القول بالتصحيح من باب التضمين لمن كان قاصدا المناسبة فإنه لا يجعله من #اللغة_الفصحى.
فعلى طالب العلم أن يكون دقيقا في فهمه، ولا يكون سطحيا ...
كتب
د أحمد محمد الصادق النجار
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق