كلمة موجهة إلى العالِم
·
أيها العالم عليك أمانة حفظ الدين وتبليغه, وهي أمانة
عظيمة تصاحبها مشاق عظيمة, ولذا كانت منزلتك عالية متى ما حافظت على هذه الأمانة,
وإذا ضيعتها وقعت في ظلم كبير وكذب على الله ورسوله صلى الله عليه وسلم.
·
أيها العالم إظهار ك للبدع والمعاصي يصرف قلوب الناس عن
اتباعك ويكون سببا لمنع ظهور الحق, وهو ذنب عظيم وظلم كبير.
·
أيها العالم إظهار الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من
أوجب الواجبات, ونفعه عام للأمة.
·
أيها العالم إنما تقبل أقوالك وفتاويك إذا استقامت على
أصول الشريعة وكلياتها, ومتى خرجت أحكامك عن جهتها لم يستقم الأخذ بأقوالك, ولا
تقليدك في اجتهاداتك.
·
أيها العالم الأفضل في حقك حال إعزاز الدين أن تقول قولة
الحق ولا تترخص, فإن ضعفت فلك مندوحة في الترخص والسكوت عن كلمة الحق.
·
أيها العالم إن خشيت أن يترتب على قولة الحق منكر أعظم
وفساد على الأمة فيجب عليك السكوت إلى أن يكون في الكلام مصلحة راجحة, بخلاف ما لو
خشيت على نفسك فالأفضل وأعظم الجهاد أن تقول قولة الحق,
واسمع
لنصيحة ابن القيم في كلام له قيم يقول فيه: (فـ"من سئل عن علم فكتمه ألجمه اللَّهُ
يوم القيامة، بلجامٍ من نار" ، هذا إذا أَمِن المفتي غائلة الفتوى، فإن لم يأمن غائلتها، وخاف من ترتُّب شرٍّ أكبر من
الإمساك عنها، أمسك عنها ترجيحًا لدفع أعلى المفسدتين باحتمال أدناهما، وقد أمسك
النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- عن نقض الكعبة وإعادتها على قواعد إبراهيم ؛ لأجل
حَدَثان عهد قريش بالإسلام، وإن ذلك ربما نفَّرهم عنه بعد الدخول فيه) إعلام الموقعين عن رب العالمين (6/ 42)
·
أيها العالم لما كانت أقوالك وأفعالك تجري مجرى الاقتداء
كان زللك عظيما وخطؤك جسيما, فانتبه وراقب الله في أقوالك, واطلب من الله الإعانة
والتوفيق, وعليك أن تحتمل النقد العام المعلن في الخطأ العام المعلن.
كتبه: أحمد محمد الصادق
النجار
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق