وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
هذه العبارة متضمنة لإجمال، وما هو باطل في نفسه:
الإجمال في العبارة الأولى، والبطلان في العبارة الثانية.
ومصدرها الجهمية.
ومفادها: تعطيل الله عن استوائه على عرشه.
وهذا مخالف لما في القرآن من إثبات استوائه جل وعلا على عرشه.
فإضافة الاستواء إلى الله نصٌّ في كون الله متصفا به
فلا تقبل التأويل
والله أضافه إلى نفسه وهو أعلم وأصدق، ويريد الخير والهداية لعباده، فمن نفاه عنه لزم منه تنقص الله في علمه وصدقه وبيانه.
ولو لم يكن الله متصفا به حقيقة لأقام القرائن على مراده، وإلا لزم منه أنه أراد إضلالهم تعالى الله عن ذلك.
ثم إن المكان المضاف الى الله لفظ مجمل فإن أريد به الوجودي فالله منزه عنه، فالله ليس في ذاته شيء من مخلوقاته، ولا مخلوقاته في شيء من ذاته، كما لا تحيط به مخلوقاته.
وإن أريد المكان العدمي فهذا حق، فالله فوق مخلوقاته، وكان ولا شيء غيره، كما دلت عليه الأدلة.
فإن زعموا أن الاستواء يلزم منه التغير
قيل له: وهذا لازم لكم فيما تثبتونه من الصفات
فلا يكون إذن عالي القدر، ولا يكون مستوليا؛ لأنه لم يكن شيء غيره، وهو الآن على ما كان عليه
بل لا يكون ربا
فجوابكم علينا جواب لنا عليكم.
وما يقرره الجهمية وأذنابهم كالأحباش إنما هو مبني على أصول فاسدة جعلتهم يتجرؤون على صفات الله، كدليل الأعراض وحدوث الأجسام، والتركيب والاختصاص.
والمسلك الصحيح في الرد على هؤلاء: مراعاة المخاطَب.
فإن كان المخاطَب عاميا أو شبه عامي فنميل إلى مخاطبته بما عليه هؤلاء من طعنهم في ظواهر نصوص الكتاب، وعدم التفاتهم إلى النصوص الشرعية، ومخالفتهم لإجماع السلف، ومقتضى اللغة؛ لأن هذا الذي يدركه العامي، ولما في قلب العامي من تعظيم القرآن والسنة.
كذلك يبين له أن حقيقة ما عليه هؤلاء أنه ليس هناك إله؛ لأن نفي الصفات يلزم منه نفي الذات.
وإن كان المخاطَب ممن يجيد التفاصيل، والدلالة العقلية.
فنميل إلى مخاطبته بإبطال أصل ما عليه هؤلاء، فإذا بطل الأصل بطل ما بني عليه.
وفق الله أهل السنة لكل خير، وهدم بهم مذاهب أهل البدع.
أجاب عنه
أحمد محمد الصادق النجار
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق