الحمد لله وكفى, والصلاة والسلام على
من اصطفى, وعلى آله وصحبه ومن اقتفى.
أما بعد:
فإن الله من رحمته أن أقام لعباده سبلا
ووسائل توصلهم إلى معرفته, ومعرفة الطريق الموصل إليه؛ وذلك أن حاجتهم لمعرفته
ومعرفة الطريق الموصل إليه سبحانه أعظم من حاجتهم إلى طعام والشراب.
فالسعادة الحقيقية إنما هي مع الله دون
غيره , فمن كان مع الله في جميع أحواله: بقلبه مستيقنا ومخلصا, وبلسانه ذاكرا,
وبجوارحه متعبدا, حصلت له الحياة الطيبة, والسعادة الحقيقية.
ولهذا لما حقق أولياء الله الإيمان به
أنست قلوبهم واطمئنت, وطارت فرحا بذلك.
فهذا الحسن البصري يقول: (( لو يعلم
الملوك وأبناء الملوك ما نحن فيه لجالدونا عليه بالسيوف ))
وقال ابن تيمية (( إن في الدنيا جنة من
لم يدخلها لا يدخل جنة الآخرة ))
وقال ابن القيم في الوابل الصيب ((
فمحبة الله تعالى, ومعرفته, ودوام ذكره, والسكون إليه, والطمأنينة إليه, وإفراده
بالحب, والخوف, والرجاء, والتوكل, والمعاملة بحيث يكون هو وحده المستولي على هموم
العبد وعزماته وإرادته هو جنة الدنيا, والنعيم الذي لا يشبهه نعيم, وهو قرة عين
المحبين, وحياة العارفين ))
وهذه دعوة لنفسي وأحبتي أن نرجع إلى
الله سبحانه, ونتوخى الطريق الذي يحبه ويقربنا إليه: في عقائدنا وعباداتنا
وأخلاقنا؛ حتى ننعم بسعادة الدارين, وجنةٍ أعظم نعيمها التلذذ برؤية الله سبحانه,
والأنس بلقائه.
ويا له من فوز عظيم, ولذة لا تدانيها
لذة.
فالله الله في التسابق بالأعمال
الصالحة؛ لنيل مغفرة الله, وجنة عرضها السماوات والأرض أعدها الله للمتقين.
وسبيل هذا اتباع الرسول الكريم صلى
الله عليه وسلم, واتباع من أمرنا باتباعهم وهم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم
ومن اتبعهم بإحسان.
فهذه دعوتنا:
الكتاب والسنة على فهم السلف
من أجلها نعيش, وعليها نسير, وبها
نقاتل,
وعليها نموت بإذن الله تعالى.
نبذل من أجلها أنفسنا وأعراضنا
وأموالنا
فأسأل الله أن يتقبل ذلك منا
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله
وصحبه أجمعين.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق