قاعدة" الأنبياء يخبرون بمجازات العقول لا بمحالات العقول"
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد:
هذه القاعدة تعد من أجل القواعد وأهمها في بيان أن أبواب الغيب يجب الإيمان بها وإن لم تدركها العقول, فيجب الإيمان بالله وبأسمائه وصفاته إلى غير ذلك مما يتعلق بالغيب, وإن لم تدركه العقول, فليس مالا يدركه العقل لا يجوز اعتقاده في الدين.
فالشريعة - ولله الحمد - لم تجيء بما يعلم بالعقل بطلانه,وإنما تخبر بما يعجز عقل بعض الناس عن فهمه وتصوره.
وسأسوق الآن أقوال بعض أئمة السلف ومن وافقهم في تقرير ما تقدم, فإليك هذه الأقوال:
قال الإمام أبو القاسم التيمي( ) : ((نحن إذا تدبرنا عامة ما جاء في أمر الدين من ذكر صفات الله,وما تعبد الناس به من اعتقاده,وكذلك ما ظهر بين المسلمين,وتداولوه بينهم,ونقلوه عن سلفهم,إلى أن أسندوه إلى رسول الله من ذكر عذاب القبر,وسؤال منكر ونكير,والحوض والميزان,والصراط,وصفات الجنة,وصفات النار,وتخليد الفريقين فيهما,أمور لا ندرك حقائقها بعقولنا,وإنما ورد الأمر بقبولها والإيمان بها,فإذا سمعنا شيئا من أمور الدين,وعقلناه,وفهمناه,فلله الحمد في ذلك والشكر,ومنه التوفيق,وما لا يمكنا إدراكه وفهمه ولم تبلغه عقولنا آمنا به,وصدقناه,واعتقدنا أن هذا من قبل ربوبيته وقدرته,واكتفينا في ذلك بعلمه ومشيئته,.))
وقال : ((ليس مالا يدركه العقل فلا يجوز اعتقاده في الدين,وقد غلط الناس في هذا غلطا عظيما,فجعلوا ما يعجز العقل عن الإحاطة به مستحيلا في باب الدين,وقالوا:لا يجوز أن يعتقد إلا ما يدركه العقل.وإنما قول أهل السنة :أن ما لا يدرك بالعقل فمن حقه التوقيف وتفويض علمه إلى الله تعالى,وترك الخوض فيه,ولا نقول إنه يعرض على ميزان العقل فإن استقام قبل,وغلا طرح,فهذا مذهب من يبني دينه على المعقول.))
قال شيخ الإسلام : ((الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم يخبرون بما تعجز عقول الناس عن معرفته, لا بما يعرف الناس بعقولهم أنه ممتنع, فيخبرون بمحارات العقول لا بمحالات العقول, ويمتنع أن يكون في أخبار الرسول صلى الله عليه وسلم ما يناقض صريح المعقول, ويمتنع أن يتعارض دليلان قطعيان, سواء كانا عقليين أو سمعيين, أو كان أحدهما عقليا والآخر سمعيا.))( )
وقال: ((ومعلوم أن الأنبياء عليهم السلام أعظم من الأولياء, والأنبياء جاءوا بما تعجز العقول عن معرفته, ولم يجيئوا بما تعلم العقول بطلانه, فهم يخبرون بمحارات العقول, لا بمحالات العقول, وهؤلاء الملاحدة يدعون أن محالات العقول صحيحة, وأن الجمع بين النقيضين صحيح, وأن ما خالف صريح المعقول وصحيح المنقول صحيح.))( )
وقال : ((ولا يجوز أن يخبر الرسل بشيء يعلم بالعقل الصريح امتناعه,بل لا يجوز أن يخبروا بما لا بعلم بالعقل ثبوته.فيخبرون بمحارات العقول,لا بمحالات العقول,ويجوز أن يكون في بعض ما يخبرون به ما يعجز عقل بعض الناس عن فهمه,وتصوره,فإن العقول متفاوتة.))( )
وفي الختام ظهر لنا أن الشريعة لم تأت بشيء يحيله العقل وإنما تأت بما تقبله العقول الصريحة.
وعليه فيجب الإيمان بكل ما أخبر الله به من أمور الغيب من غير تحريف ولا تعطيل ومن غير تكييف ولا تمثيل.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد:
هذه القاعدة تعد من أجل القواعد وأهمها في بيان أن أبواب الغيب يجب الإيمان بها وإن لم تدركها العقول, فيجب الإيمان بالله وبأسمائه وصفاته إلى غير ذلك مما يتعلق بالغيب, وإن لم تدركه العقول, فليس مالا يدركه العقل لا يجوز اعتقاده في الدين.
فالشريعة - ولله الحمد - لم تجيء بما يعلم بالعقل بطلانه,وإنما تخبر بما يعجز عقل بعض الناس عن فهمه وتصوره.
وسأسوق الآن أقوال بعض أئمة السلف ومن وافقهم في تقرير ما تقدم, فإليك هذه الأقوال:
قال الإمام أبو القاسم التيمي( ) : ((نحن إذا تدبرنا عامة ما جاء في أمر الدين من ذكر صفات الله,وما تعبد الناس به من اعتقاده,وكذلك ما ظهر بين المسلمين,وتداولوه بينهم,ونقلوه عن سلفهم,إلى أن أسندوه إلى رسول الله من ذكر عذاب القبر,وسؤال منكر ونكير,والحوض والميزان,والصراط,وصفات الجنة,وصفات النار,وتخليد الفريقين فيهما,أمور لا ندرك حقائقها بعقولنا,وإنما ورد الأمر بقبولها والإيمان بها,فإذا سمعنا شيئا من أمور الدين,وعقلناه,وفهمناه,فلله الحمد في ذلك والشكر,ومنه التوفيق,وما لا يمكنا إدراكه وفهمه ولم تبلغه عقولنا آمنا به,وصدقناه,واعتقدنا أن هذا من قبل ربوبيته وقدرته,واكتفينا في ذلك بعلمه ومشيئته,.))
وقال : ((ليس مالا يدركه العقل فلا يجوز اعتقاده في الدين,وقد غلط الناس في هذا غلطا عظيما,فجعلوا ما يعجز العقل عن الإحاطة به مستحيلا في باب الدين,وقالوا:لا يجوز أن يعتقد إلا ما يدركه العقل.وإنما قول أهل السنة :أن ما لا يدرك بالعقل فمن حقه التوقيف وتفويض علمه إلى الله تعالى,وترك الخوض فيه,ولا نقول إنه يعرض على ميزان العقل فإن استقام قبل,وغلا طرح,فهذا مذهب من يبني دينه على المعقول.))
قال شيخ الإسلام : ((الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم يخبرون بما تعجز عقول الناس عن معرفته, لا بما يعرف الناس بعقولهم أنه ممتنع, فيخبرون بمحارات العقول لا بمحالات العقول, ويمتنع أن يكون في أخبار الرسول صلى الله عليه وسلم ما يناقض صريح المعقول, ويمتنع أن يتعارض دليلان قطعيان, سواء كانا عقليين أو سمعيين, أو كان أحدهما عقليا والآخر سمعيا.))( )
وقال: ((ومعلوم أن الأنبياء عليهم السلام أعظم من الأولياء, والأنبياء جاءوا بما تعجز العقول عن معرفته, ولم يجيئوا بما تعلم العقول بطلانه, فهم يخبرون بمحارات العقول, لا بمحالات العقول, وهؤلاء الملاحدة يدعون أن محالات العقول صحيحة, وأن الجمع بين النقيضين صحيح, وأن ما خالف صريح المعقول وصحيح المنقول صحيح.))( )
وقال : ((ولا يجوز أن يخبر الرسل بشيء يعلم بالعقل الصريح امتناعه,بل لا يجوز أن يخبروا بما لا بعلم بالعقل ثبوته.فيخبرون بمحارات العقول,لا بمحالات العقول,ويجوز أن يكون في بعض ما يخبرون به ما يعجز عقل بعض الناس عن فهمه,وتصوره,فإن العقول متفاوتة.))( )
وفي الختام ظهر لنا أن الشريعة لم تأت بشيء يحيله العقل وإنما تأت بما تقبله العقول الصريحة.
وعليه فيجب الإيمان بكل ما أخبر الله به من أمور الغيب من غير تحريف ولا تعطيل ومن غير تكييف ولا تمثيل.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق