العلم معاشر الأحبة إنما يؤخذ عن أهله.
وأهله: من جمع بين العلم النافع والعمل الصالح.
فتجد العالم قد انطبق علمه على قوله وعمله، ورُئِي ذلك على لسانه وجوارحه.
وعلمه يحمله على الخوف من الله، والخوف من ظلم الناس ومن البغي عليهم.
عن الحسن البصري قال ( كان الرجل يطلب العلم فلا يلبث أن يُرى ذلك في تخشعه وهديه ولسانه ويده )
وعن المرُّوذي قال : قال لي أحمد ( ما كتبت حديثاً عن النبي صلى الله عليه وسلم إلا وقد عملت به , حتى مر بي الحديث : أن النبي صلى الله عليه وسلم احتجم وأعطى أبا طيبة الحجام ديناراً , فاحتجمت وأعطيتُ الحجّام ديناراً )
هكذا هم العلماء
وأما من غلا في التكفير والتبديع فهذا لا يؤخذ عنه العلم إلا إذا كان المصلحة راجحة على المفسدة وفق الضوابط المرعية.
وعدم أخذ العلم عنه؛ لعدم تصوره للحق فيما ضل فيه، ولما اشتمل عليه فعله من التنفير عن الحق، ورمي الناس بالباطل، وعدم التحلي بالأدب في معاملة الناس.
فتجد من يتكلم بأقذع العبارات وأشنعها، ويتحلى بالخلق السيء من الكبر، والتنقص، والازدراء، إلى غير ذلك.
ومَن هذا حاله فإن العلم لا يؤخذ عنه .
قال الامام مالك:(لا يكتب العلم إلا ممن يحفظ، ويكون قد طلب، وجالس الناس، عرف وعمل، ويكون معه ورع)
وقال الخطيب عن المنتسبين للعلم والحديث في زمانه ( وهم مع قلة كَتبِهم له وعدم معرفتهم به ، أعظم الناس كبراً وأشد الخلق تيها وعجبا ، لا يراعون لشيخ حرمة ، ولا يوجبون لطالب ذمة ، يخرقون بالراوين ويعنفون على المتعلمين خلاف ما يقتضيه العلم الذي سمعوه ، وضد الواجب مما يلزمهم أن يفعلوه .....).
ومن أخذ العلم عن هؤلاء فإنه يتأثر بهم، ويتحلى بأخلاقهم
وهذا أمر مشاهد، فلو جئت للمبتدئين في طلب العلم ممن يأخذ العلم عن هؤلاء فستجده فظا، غليظ القلب، ينطق بالكلمات التي يتورع عنها العامي المؤدب -إلارمن رحم الله-.
ولذا دفعا للمفسدة فإن الطلاب يحجبون عن الأخذ عن هؤلاء، وسدا للذريعة.
والمتصدرون منهم كُثُر، والله المستعان.
وتَعَلُّم الأدب من العلماء مقصد للسلف، وهو الذي يقتضيه العلم.
عن إبراهيم بن حبيب الشهيد قال : قال لي أبي ( يا بُني إيت الفقهاء والعلماء , وتعلم منهم وخذ من أدبهم وأخلاقهم وهديهم , فإن ذاك احب إلي لك من كثير من الحديث)
وقال عبد الله بن المبارك:(كاد الأدب يكون ثلثي العلم)
بل كانوا لا يأخذون العلم إلا عمن عرفوه بالعمل والأدب.
عن إبراهيم النخعي قال:(كانوا إذا أتوا الرجل ليأخذوا عنه نظروا إلى سَمْته، وإلى صلاته، وإلى حاله، ثم يأخذون عنه)
وفي الختام: يجب علينا الحذر من تلقي العلم عن هؤلاء، ولو جاءوا بقراب الأرض تزكيات.
وأنى لهم ذلك.
كتبه:
أحمد محمد الصادق النجار
وأهله: من جمع بين العلم النافع والعمل الصالح.
فتجد العالم قد انطبق علمه على قوله وعمله، ورُئِي ذلك على لسانه وجوارحه.
وعلمه يحمله على الخوف من الله، والخوف من ظلم الناس ومن البغي عليهم.
عن الحسن البصري قال ( كان الرجل يطلب العلم فلا يلبث أن يُرى ذلك في تخشعه وهديه ولسانه ويده )
وعن المرُّوذي قال : قال لي أحمد ( ما كتبت حديثاً عن النبي صلى الله عليه وسلم إلا وقد عملت به , حتى مر بي الحديث : أن النبي صلى الله عليه وسلم احتجم وأعطى أبا طيبة الحجام ديناراً , فاحتجمت وأعطيتُ الحجّام ديناراً )
هكذا هم العلماء
وأما من غلا في التكفير والتبديع فهذا لا يؤخذ عنه العلم إلا إذا كان المصلحة راجحة على المفسدة وفق الضوابط المرعية.
وعدم أخذ العلم عنه؛ لعدم تصوره للحق فيما ضل فيه، ولما اشتمل عليه فعله من التنفير عن الحق، ورمي الناس بالباطل، وعدم التحلي بالأدب في معاملة الناس.
فتجد من يتكلم بأقذع العبارات وأشنعها، ويتحلى بالخلق السيء من الكبر، والتنقص، والازدراء، إلى غير ذلك.
ومَن هذا حاله فإن العلم لا يؤخذ عنه .
قال الامام مالك:(لا يكتب العلم إلا ممن يحفظ، ويكون قد طلب، وجالس الناس، عرف وعمل، ويكون معه ورع)
وقال الخطيب عن المنتسبين للعلم والحديث في زمانه ( وهم مع قلة كَتبِهم له وعدم معرفتهم به ، أعظم الناس كبراً وأشد الخلق تيها وعجبا ، لا يراعون لشيخ حرمة ، ولا يوجبون لطالب ذمة ، يخرقون بالراوين ويعنفون على المتعلمين خلاف ما يقتضيه العلم الذي سمعوه ، وضد الواجب مما يلزمهم أن يفعلوه .....).
ومن أخذ العلم عن هؤلاء فإنه يتأثر بهم، ويتحلى بأخلاقهم
وهذا أمر مشاهد، فلو جئت للمبتدئين في طلب العلم ممن يأخذ العلم عن هؤلاء فستجده فظا، غليظ القلب، ينطق بالكلمات التي يتورع عنها العامي المؤدب -إلارمن رحم الله-.
ولذا دفعا للمفسدة فإن الطلاب يحجبون عن الأخذ عن هؤلاء، وسدا للذريعة.
والمتصدرون منهم كُثُر، والله المستعان.
وتَعَلُّم الأدب من العلماء مقصد للسلف، وهو الذي يقتضيه العلم.
عن إبراهيم بن حبيب الشهيد قال : قال لي أبي ( يا بُني إيت الفقهاء والعلماء , وتعلم منهم وخذ من أدبهم وأخلاقهم وهديهم , فإن ذاك احب إلي لك من كثير من الحديث)
وقال عبد الله بن المبارك:(كاد الأدب يكون ثلثي العلم)
بل كانوا لا يأخذون العلم إلا عمن عرفوه بالعمل والأدب.
عن إبراهيم النخعي قال:(كانوا إذا أتوا الرجل ليأخذوا عنه نظروا إلى سَمْته، وإلى صلاته، وإلى حاله، ثم يأخذون عنه)
وفي الختام: يجب علينا الحذر من تلقي العلم عن هؤلاء، ولو جاءوا بقراب الأرض تزكيات.
وأنى لهم ذلك.
كتبه:
أحمد محمد الصادق النجار
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق