الفرق بين طاعة ولي الأمر ومحبته:
يخلط بعض الناس بين طاعة ولي الامر ومحبته, فيظن أنه يلزم من الطاعة المحبة, وأن الطاعة تدور مع المحبة وجودا وعدما, فتوجد بوجودها, وتنتفي بانتفائها دوران الحكم مع العلة
وهذا ظن خاطئ؛ لاختلاف العلة بين وجوب الطاعة ووجوب المحبة.
فالطاعة سببها الولاية, والمحبة سببها الديانة, فيطاع الامير بالمعروف؛ لأنه ولي الامر.
وأما المحبة فإنما يحب لأجل الدين, فبقدر ما معه من ايمان يحب, وبقدر ما معه من معصية يبغض.
ولا يلزم من هذا البغض: نزع اليد من الطاعة.
ولا يلزم منه ايضا: إهانته, والتعدي على حقوقه.
وعليه فاذا أخطأ الإمام خطئا ظاهرا لا تأويل معه فإنه لا تبرر اخطاؤه.
ولا يتحدث عنها أيضا في المجالس, وانما يحذر من الخطأ, ولا يتعرض للامام؛ لحرمة الانكار عليه علانية, ولما يلزم على الانكار عليه علانية من المفاسد العظيمة.
واخيرا: الحمد لله على وسطية السلفية اهل السنة والجماعة.
ولا يلزم من خطأ بعض من ينتسب للسلفية في هذه المسألة ان يكون خطؤهم هو منهج السلف, فأخطاء بعض السلفيين لا تنسب للسلفية بحال, كما أن أخطاء بعض المسلمين لاتنسب للإسلام بحال.
والله أعلم
تنبيه:
جاء عن أنس بن مالك، قال: نهانا كبراؤنا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لا تسبوا أمراءكم، ولا تغشوهم، ولا تبغضوهم، واتقوا الله واصبروا؛ فإن الأمر قريب» أخرجه ابن أبي عاصم في السنة
والمراد بقوله: لا تبغضوهم- على فرض ثبوتها- البغض الذي يؤدي إلى معصيتهم, ونزع اليد من طاعتهم, وليس المراد عموم البغض؛ لأنه كما تقدم في المقال السابق أن سبب الحب والبغض الدين, فيحب بقدر إيمانه, ويبغض بقدر معصيته, ولا يلزم من هذا البغض نزع اليد من طاعتهم.
وقد روى هذا الاثر البيهقي في الشعب وغيره بلفظ ولا تعصوهم بدل ولا تبغضوهم
وعلى كل حال فإذا ثبتت لفظ البغض فيكون المراد به بغضا خاصا, وهو الذي يؤدي إلى المعصية
وإذا لم تثبت فلا يبقى في الأثر إشكال
والله أعلم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق