الجمعة، 17 يونيو 2016

مناقشة الشيخ عبيد الجابري في رده على الشيخ صالح سندي 
في كون صفة السمع فعلية


الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده


أما بعد، فقد أسمعني أحد الإخوة اليوم مقطعا للشيخ عبيد الجابري يرد فيه على الشيخ صالح سندي في إثباته أن صفة السمع صفة فعلية لله سبحانه، وأن هذا هو مذهب أهل السنة والجماعة.


فقد سئل الشيخ عبيد في هذا المقطع:


((ما قولكم فيمن يقول: إن السمع والبصر صفتان فعليتان.


ويصف هذا بأنه كعتقد أهل السنة والجماعة؟


أقول: أولا لا حول ولا قوة إلا بالله


فهذا خطأ فاحش وكذب على أهل السنة والجماعة


فالسمع والبصر من صفات الله الذاتية.


ومقتضى هذا القول أن الله سبحانه وتعالى يسمع متى شاء .. ولا بسمع متى شاء


وهذا لم يقل به أحد من أئمة أهل السنة والجماعة ...


والقائل به هو تلميذنا صالح بن عبد العزيز سندي ...


ونحن نطالب الأخ صالح بالدليل على ما قال


فإن أتى به وأنى له ذلك


وبينه وبين الدليل .. خرط القتاد


وإلا فوجب عليه التوبة إلى الله... الى أخره))


ومناقشته:


أن الشيخ عبيدا في هذا المقطع صرح بنفي أن تكون صفة السمع فعلية بإطلاق، وهذا هو منطوق كلامه لا مفهومه.


وقد كنت رددت عليه في مقال سابق، وذكرتُ أن هذا قول الأشاعرة، وليس قولا لأهل السنة.


والعجيب أنه في هذا المقطع الذي يرد فيه على الشيخ صالح سندي نفى أن يكون هناك دليل صحيح صريح يثبت أنها صفة فعلية، وكأن الشيخ عبيدا لم يقرأ سورة المجادلة، ولا الآيات التي فيها إثبات صفة السمع لله بصيغة الفعل الذي يدل على المصدر والحدث.


وبدل أن يجيب الشيخ الجابري على هذه الأدلة


بدأ كعادته في النفي المطلق، وتفخيم العبارة، وتعجيز خصمه أن يقيم دليلا على دعواه


مع أن خصمه قد أقام الدليل.


وهذه مغالطة، وكان الواجب على الشيخ إبطال استدلال خصمه، لا أن يتغافل عنه.


وقد ذكرت في ردي على الشيخ عبيد الحجج، ونبهت على الفهم المغلوط الذي نطق به الشيخ وهو أنه يلزم من إثبات فعلية السمع أنه إذا شاء يسمع وإذا شاء لم يسمع.


وبدل أن ينقض ما نبهت عليه صار يكرر ما ذكرت أنه فهم خاطئ.


وهذا يدل على ضعف التصور لهذه المسألة من جهة، وعدم المقدرة على الرد من جهة أخرى.


والذي نطالب به الشيخ عبيدا أن يرد على دليل خصمه وحجته، وأن يدع أسلوب التعجيز والتحدي الذي لا يقوم على بينة صحيحة.


فهذا كلٌّ يجيده.


وإلا فليسلم للحق ويرجع عن الخطأ: فالحق أحق أن يتبع، ولا أحد فوقه.





وأما قوله: (فهذا خطأ فاحش وكذب على أهل السنة والجماعة)


فهذا حكمٌ لم يُقِم عليه حجة صحيحة، وبناه على مقدمة فاسدة.، وما بني على فاسد فهو فاسد.


والذي تشهد له الأدلة أن قول الشيخ عبيد خطأ فاحش وكذب على أهل السنة


فهذا شيخ الإسلام في معرض تقريره لمذهب أهل السنة يقول: ((فصل


في الصفات الاختيارية: وهي الأمور التي يتصف بها الرب عز وجل فتقوم بذاته بمشيئته وقدرته؛ مثل كلامه وسمعه وبصره وإرادته ومحبته ورضاه ورحمته وغضبه وسخطه؛ ومثل خلقه وإحسانه وعدله؛ ومثل استوائه ومجيئه ))


فهل كذب على أهل السنة؟!!





وأما قوله:(والقائل به هو تلميذنا صالح بن عبد العزيز سندي ...)


فأقول: قد فاق التلميذ شيخه في التأصيل والتدقيق والتحقيق، وهذا فضل الله يؤتيه من يشاء


ولو كان المقام مقام تقليد لكان الشيخ سندي أولى بالتقليد من الشيخ عبيد؛ لما ذكرته.


فكيف والدليل مع الشيخ سندي؟!


فكيف وأصول وقواعد أهل السنة تقرر قوله؟!





وأما قوله:(وإلا فوجب عليه التوبة إلى الله))


فهذا الذي نطالب به الشيخ عبيدا؛ لقوله على الله بلا حجة صحيحة.


وهو من باب النصح، لا الطعن.




تنبيه:


ما ينقله بعضهم من أقوال بعض العلماء في كونها ذاتية هي خارج محل النزاع في أكثرها.


فهؤلاء النقلة لم يحسنوا إلا جمع الأقوال، من غير تحريرها وبيان مناطها.








ولا أطيل ...


فهذه إشارات، ولعل الله ان ييسر كتابة بحث مستقل في بيان هذه المسألة بالتفصيل، مع تحرير ضابط الصفات الذاتية والفعلية.








كتبه


د. أحمد محمد الصادق النجار


في المسجد الحرام
11-9-1437هـ
https://www.facebook.com/permalink.php?story_fbid=1043931005656711&id=447195418663609

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق