الاثنين، 24 أغسطس 2015

إلى أين يا أحمد بازمول؟!!



بينما أتصفح الشبكة العنكبوتية وقعت عيني على مقطع لأحمد بازمول ( العلامة سابقا عند بعض الشباب، وشيخ الفجأة لاحقا) بعنوان "رد صوتي على من يقول لماذا كل شيء ترجعون للشيخ ربيع" فسمعته
فقفَّ شعري منه.
يقول فيه: ( لماذا ترجعون في كل شيء للشيخ ربيع ربيع
يا أخي نحن ما نتعصب لربيع، لكن ائتني بعالم كبير مثل الشيخ ربيع أنا أذهب إليه عند المحن والخلافات والفتن
أما مسائل الطهارة والصلاة يحسنها العلماء
أرجع إليهم كلهم عادي
لكن في مسائل دقيقة تحتاج الرجوع الى العلماء )
يا لله العجب ما هذا الطعن المبطَّن في العلماء؟!
أمور الفتن والمحن لا يدركها العلماء فلا يرجع إليهم فيها، أما الطهارة والصلاة فهذا هو محل اجتهادهم!.
يا رجل ماذا تركت لأهل البدع من الطعن في علمائنا؟!
قديما قيل فيهم: لا يفقهون الواقع( اي واقع الجرائد ونشرات الأخبار لا الواقع الذي يتوقف عليه التصور)
واليوم شابهتهم فقلت فيهم: لا يعرفون أمور الفتن والمحن!!
ولا يحسنون المنهج!
ألا تخاف من الله في تنفير الشباب عن علمائهم في أمور الفتن والمحن؟!
قل لي بربك من أين تستقي هذه التأصيلات الفاسدة؟!
أتريد من السلفيين أن يكونوا حزبيين؟!
أتريد من السلفيين ألا يصدروا إلا عن شيخ واحد أو بعض الشيوخ؟!

ألا تتق الله
دَعِ الشباب وشأنهم
يرتبطون بعلماء أهل السنة في الدين كله.
وكفاك تنقصا لهم.
إن لم يكن هذا تعصبا للشيخ ربيع فماذا يكون إذن؟
أتريد أن تسميه بغير اسمه أو ماذا؟!
قال ابن تيمية:(ومن تعصب لواحد بعينه من الأئمة دون الباقين فعو بمنزلة من تعصب لواحد بعينه من الصحابة دون الباقين، كالرافضي الذي بتعصب لعلي دون الخلفاء الثلاثة وجمهور الصحابة، وكالخارجي الذي يقدح في عثمان وعلي
فهذه طرق أهل البدع والأهواء الذين ثبت بالكتاب والسنة والإجماع أنهم مذمومون خارجون عن الشريعة والمنهاج الذي بعث الله به رسوله صلى الله عليه وسلم.
فمن تعصب لواحد بعينه من الأئمة ففيه شبه من هؤلاء ...)

والعالم يُنقٓل له الوصف فيبين الحكم، فلا فرق بين وصف متعلق بالطهارة أو وصف متعلق بالفتن.

يا رجل لربما بتأصيلك الفاسد هذا تكون أشد ممن لمزوا العلماء بعدم فقه الواقع من جهة أن الواقع ليس من الدين ولا يتوقف عليه تصور الحكم، فجهلهم به ليس فيه منقصة
بخلاف أن يلمزوا بعدم فقههم لباب الفتن،  وعدم إحسانهم للمنهج.
وإعطاءُ الفتنة قدرها ومنزلتها وحكمها من الدين.
والمنهج من الدين.

وأمور الفتن يشترك بعلمها العلماء في الجملة
وليس هي كعلوم الآلة التي ربما يتفاوت في بعضها العلماء.
والكلام عن العلماء لا فيمن دونهم.
والحمد لله على كل حال.

وكتبه
أحمد محمد الصادق النجار

السبت، 22 أغسطس 2015

حكم تعلم المنطق


حكم تعلق المنطق

المنطق يبحث عن التصورات والتصديقات

وعلم المنطق وسيلة وليس مقصدا, وهذه الوسيلة في الأصل ليست من علوم المسلمين, وإنما أول من وضعه هم: اليونان؛ لأجل محاربة فكر دخيل عليهم.
ثم ترجمه بعض المسلمين، وأدخلوه في العلوم الإسلامية, وزعموا أنهم يحفظون به هذه العلوم، بل والعقائد.
والحق: أن علم المنطق لا يحتاج إليه في تقرير العلوم؛ لكثرة الباطل الذي فيه, وما فيه من حق فإن العقلاء يعلمونه.
فهذا العلم ابتداءً لا يحتاج إليه في العلوم, لكن لما أدخل في العلوم, وتترس به المتكلمون كان على المتضلع في العقيدة الصحيحة, المتمسك بالسنة أن يدرس المنطق، ويعرف مصطلحاته، وما اشتمل عليه من حق وباطل؛ لأجل أن يزيف الباطل ويظهر الحق، ولأجل أن يعرف مصطلحات المتكلمين ويفهمها على وجهها.

فيكون تعلم المنطق وسيلة لمقصد صحيح, ولوجود الحاجة إلى ذلك.

كتبه
أحمد محمد الصادق النجار
٧-١١-١٤٣٦هـ

الخميس، 20 أغسطس 2015

وقفة مع مقطع للشيخ محمد بن هادٍ عُنون له في الشبكة بـ"قد طالت غيبة إخواننا علينا"


الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده.
أما بعد, فقد سمعت مقطعا للشيخ محمد بن هادٍ يتكلم فيه عن أثر في تاريخ بغداد.
وهذا الأثر أخرجه البغدادي في تاريخ بغداد من طريق إسحاق بن داود السمرقندي يقول قدم قريب لي من الشاش فقال أتيت بن حنبل فجعلت أصف له بن المنذر وجعلت أمدحه فقال ابن حنبل: لا أعرف هذا, قد طالت غيبة إخواننا عنا, ولكن أين أنت عن عبد الله بن عبد الرحمن عليك بذاك السيد عليك بذاك السيد عليك بذاك السيد عبد الله بن عبد الرحمن ))
فاحتج الشيخ محمد حفظه الله بهذا الأثر على أن من غاب عن الشيخ من تلاميذه فإنه يتوقف فيهم, وإذا غاب عنك أخوك فمرت السنون الطوال ليس بينك وبينه وصل وتَمرُّ الحوادث وتتجدد الأحداث وتعصف الفتن ويأتي ويريد أن تزكيه ماذا تقول؟! أنت ما تعرفه الآن؟ ما حاله؟ لا تدري ماذا جدَّ عليه؟ فما أمامك إلا أن تقول بمثل مقالة أحمد، نعم أعرفه ولكن هذه المدة الطويلة التي بيني وبينه ما أعرف ما هو حاله فيها .
وقبل أن أبين بُعدَ هذا الفهم, وما يترتب عليه من المفاسد لابد من معرفة أن ردَّ خطأ أحد المشايخ لا يلزم منه الطعن فيه, ولا الحط من كرامته.
فليس في السلفية تقديس الأشخاص, وإنما يُعظَّم المشايخ بالقدر الشرعي, ومن تعظيمهم: تنبيه الناس عما وقعوا فيه من أخطاء؛ حتى لا يقلدهم الناس فيها.
وقد ظن بعض الناس أن بعض المشايخ فوق النقد بحيث لا يُبيَّن ما وقعوا فيه من أخطاء, وهذا لا يرضى به المشايخ أنفسهم فيما نحسبهم.
وإنما كان رد الخطأ هنا عاما؛ لكون التقرير كان عاما, وقد شاد به الكثير, وفُرِّغ, وتناقله جمع من الطلاب.
وليس في الرد على المشايخ تجرئة الناس عليهم, بل فيه تقديم الحق على الرجال, وتعويد الطلاب على ذلك, وأن المشايخ مهما بلغوا من العلم فإنهم يخطئون.
وبعد هذه المقدمة التي ما كان ينبغي لي ذِكرها؛ لكونها مقرَّرة: لولا بعض من يُوَجِّه الكلام على غير وجهه, ويدَّعي العصمة في بعض المشايخ معنى وإن كان يردها لفظا.
أبدأ في بيان ما تضمنه كلام الشيخ محمد بن هادٍ:
أولا: هذا الأثر الذي بنا عليه الشيخ حكما -وإن صح قل: أصلا - من طريق إسحاق بن داود السمرقندي قال قدم لي قريب من الشاش ...
يُقدَح فيه سندا أن فيه مجاهيل, وأن هذا القريب الذي بنيت عليه هذه القصة: مجهول أيضا, فكيف يصح بناء حكمٍ على رواية مجاهيل؟!
أضف على ذلك: أنه من رواية أحمد بن حامد أبو سلمة السمرقندي
 انظر: المغني في الضعفاء للذهبي.  قال ابن طاهر المقدسي: (( كان يكذب ))
وفي لسان الميزان لابن حجر: قال الإدريسي: (( حدثنا عن أبيه يكذب ويحدث عمن لم يلحقه مات بعد الستين وثلاث مائة )).
أبعد هذا يعتمد على هذا الأثر؟!!

ثانيا: ما تضمنه الأثر مناقض لما في كتب الجرح والتعديل, ومعارض لإجماع الأئمة, كما سيأتي.
ثالثا: لما قال أحمد عن أبي المنذر، لا أعرف هذا! قد طالت غيبة إخواننا عنا. قال الشيخ محمد بن هادي: يعني ما أدري ماذا حاله الآن؟ لما طالت الغيبة وانقطعت الأخبار ما أدري ما حاله؟ قال: لا أعرف هذا! قد طالت غيبة إخواننا عنا
وهذا الفهم لكلام الإمام أحمد بعيد – مع القطع بعدم صحة الكلام أصلا عن الإمام أحمد -؛ لأن الإمام أحمد لا يعرف ابن المنذر أصلا, فهو مجهول عنده,  لا أنه عرفه ثم طالت غيبته عليه, ولهذا قال: لا أعرف هذا؟, ثم استأنف كلاما جديدا بأن إخوانه الذين يعرفهم قد طالت غيبتهم عنه من باب الاشتياق إليهم, وهم أيضا أخبر بابن المنذر؛ لأنهم أهل بلده, ثم أرشد السائل إلى من هو خبير بسمرقند.
والشيخ محمد بن هادٍ حفظه الله خرج بحكم وهو:" إذا سُئلت ببلدٍ عن تلميذ من تلاميذك ولو كان من قُدامى تلاميذك، لكن انقطعت أخباره عنك وليست بينك وبينه صلة، وعندك الأخبار عن آخر تُحيل على الآخر، أما هذا فتتوقف فيه
وهذا التوقف بناه على علة وهي: انقطاع خبره والصلة, مع أنه قد وثقه قبل الانقطاع.
ويجاب على هذا بـ:
1-أن الحكم مخالف لاتفاق المحدثين من أن الإمام إذا وَثَّق رجلا ثم غاب عنه أن توثيقه مستصحب, إلا إذا ورد عن الإمام نفسه ما ينفيه, فتكون العلة التي ذكرها الشيخ فاسدة غير معتبرة.
وهذا ما شهدت به كتب الجرح والتعديل.
2-أن العلة التي ادُّعيت وجدت في أحكام الأئمة مع تخلف التوقف عنها, فنجد الأئمة يزكون وتوجد العلة وهي الانقطاع, ومع ذلك لا ينقضون أحكامهم, فتخلف الحكم مع وجود العلة نقضٌ لها.
وبعد أن بطل ما تعلق به الشيخ سندا ومضمونا, أضيف أمرا جديدا وهو: اللوازم الباطلة التي تلزم من هذا التقعيد من الشيخ محمد:
أولا:  كل من وثقه العلماء فإن التزكية تبطل بالانقطاع أو يتوقف فيه, فيبطل توثيق وتزكية الأموات للأحياء, كتزكية الألباني والعثيمين للشيخ ربيع مثلا.
ثانيا: يلزم الشيخ أن يعمله في التجريح, فمن جرحه وانقطع عنه خبره يلزمه أن يتوقف فيه, وألا يتكلم فيه بتجريح, وهذا لازم لا يلتزمه الشيخ, وهو لازم باطل في نفسه.
ثالثا: تعلق الشباب ببعض المشايخ, وكثرة تردادهم عليه؛ حتى لا تبطل التزكية, أو يتوقف فيها.
وربما يكون التعلق شركيا؛ لأجل ألا يتكلم فيهم قد يظهرون الموافقة لما يعتقدونه خطئا, وقد يخافون من المشايخ خوفا شركيا.
رابعا: إبطال قاعدة الاستصحاب, وإلغاؤها, فالأصل بقاء ما كان على ما كان, ولا نخرج عن هذا الأصل إلا بدليل, أو ظاهر يزيل الأصل, لا مجرد الاحتمالات.
أما كون الفتن تعصف وقد يتغير فهذا مجرد احتمال, لا يتعلق به حكم, وهو غير رافع للأصل.
خامسا: إلحاق المشقة الشديدة بالطلاب والمشايخ, فمن لم تكن عنده آلة الاتصال لمانع فكيف سيتصل؟, وكم سيستقبل المشايخ من الاتصالات ونحوها والطلاب كثر؟!
والشريعة ميسرة.
ومن تأمل وجد لوازم أخرى فاسدة, وفساد اللازم يدل على فساد الملزوم.
والحمد لله على كل حال.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

وكتبه
أحمد محمد الصادق النجار

6-11-1436 هـ

الثلاثاء، 18 أغسطس 2015

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. بعض الناس من فرقة الاحباش (اتباع عبد الله الحبشي) يقولون مثل هذا "كان الله ولا مكان وهو الآن على ما كان " وكيف نردّ عليهم في هذه ؟ بارك الله فيكم


وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
هذه العبارة متضمنة لإجمال، وما هو باطل في نفسه:
الإجمال في العبارة الأولى، والبطلان في العبارة الثانية.
ومصدرها الجهمية.
ومفادها: تعطيل الله عن استوائه على عرشه.
وهذا مخالف لما في القرآن من إثبات استوائه جل وعلا على عرشه.
فإضافة الاستواء إلى الله نصٌّ في كون الله متصفا به
فلا تقبل التأويل
والله أضافه إلى نفسه وهو أعلم وأصدق، ويريد الخير والهداية لعباده، فمن نفاه عنه لزم منه تنقص الله في علمه وصدقه وبيانه.
ولو لم يكن الله متصفا به حقيقة لأقام القرائن على مراده، وإلا لزم منه أنه أراد إضلالهم تعالى الله عن ذلك.
ثم إن المكان المضاف الى الله لفظ مجمل فإن أريد به الوجودي فالله منزه عنه، فالله ليس في ذاته شيء من مخلوقاته، ولا مخلوقاته في شيء من ذاته، كما لا تحيط به مخلوقاته.
وإن أريد المكان العدمي فهذا حق، فالله فوق مخلوقاته، وكان ولا شيء غيره، كما دلت عليه الأدلة.

فإن زعموا أن الاستواء يلزم منه التغير
قيل له: وهذا لازم لكم فيما تثبتونه من الصفات
فلا يكون إذن عالي القدر، ولا يكون مستوليا؛ لأنه لم يكن شيء غيره، وهو الآن على ما كان عليه
بل لا يكون ربا
فجوابكم علينا جواب لنا عليكم.

وما يقرره الجهمية وأذنابهم كالأحباش إنما هو مبني على أصول فاسدة جعلتهم يتجرؤون على صفات الله، كدليل الأعراض وحدوث الأجسام، والتركيب والاختصاص.
والمسلك الصحيح في الرد على هؤلاء: مراعاة المخاطَب.
فإن كان المخاطَب عاميا أو شبه عامي فنميل إلى مخاطبته بما عليه هؤلاء من طعنهم في ظواهر نصوص الكتاب، وعدم التفاتهم إلى النصوص الشرعية، ومخالفتهم لإجماع السلف، ومقتضى اللغة؛ لأن هذا الذي يدركه العامي، ولما في قلب العامي من تعظيم القرآن والسنة.
كذلك يبين له أن حقيقة ما عليه هؤلاء أنه ليس هناك إله؛ لأن نفي الصفات يلزم منه نفي الذات.
وإن كان المخاطَب ممن يجيد التفاصيل، والدلالة العقلية.
فنميل إلى مخاطبته بإبطال أصل ما عليه هؤلاء، فإذا بطل الأصل بطل ما بني عليه.
وفق الله أهل السنة لكل خير، وهدم بهم مذاهب أهل البدع.

أجاب عنه
أحمد محمد الصادق النجار

الاثنين، 17 أغسطس 2015

أصول الفقه الدرس الأول الشيخ أحمد النجار



* اصول الفقه هو علم جليل أخذ عظمته من موضوعه .

* موضوع أصول الفقه هو الأدلة ، والأدلة لها شرفها في الاستنباط منها وفي أخذ الأحكام منها .

ومن باب أن هذا العلم مهم كان يتوجب على طلبة العلم الأهتمام به ، لأن طالب العلم لا يمكن له أن يفهم كلام الله تعالى وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم فهما صحيحاً إلا بإتقانه هذا العلم .

# فوائد تعلم علم أصول الفقه.

1 - فهم مراد الله عزوجل ومراد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وهذا يجعل طالب العلم حريص أشد الحرص على تعلم هذا العلم.

2 - أنه شرط للاجتهاد ، إذ  لا يمكن للمجتهد أن يجتهد إلا إذا كان معه أصول الفقه ، فالاجتهاد في المسائل والترجيح بين الادلة والأقوال متوقف على العلم بأصول الفقه .

3 - معرفة أحكام النوازل والمستجدات تدرك بمعرفة علم أصول الفقه .

4 - انه لا يتناقض في الفقه ، فالذي يتقن هذا العلم لا يوجد تعارض عنده بين الأدلة وترجيحها في أي مسألة.

# يستفاد من علم أصول الفقه في الاستنباط ، بأن نستنبط من نصوص الكتاب والسنة حكماً ، وإذا لم نجد حكماً فإننا نجتهد ، ولا سبيل للاجتهاد إلا بمعرفة علم أصول الفقه .

♢ حكم تعلم أصول الفقه

( قد يكون فرض عين أو فرض كفاية ) .

يكون تعلمه فرض عين للمجتهد والمتخصص يكون تعلمه فرض كفاية يجب تعلمه على بعض أفراد الأمة من حيث الجملة .

♢ هل على المجتهد أن يتعلم كل ما ذكر في كتب أصول الفقه ؟

لا ، وانما يجب عليه أن يتعلم القدر الذي يكفيه في الاستنباط والاجتهاد .

♢ ما هو علم أصول الفقه ؟

أصول الفقه بمعنى أدلة الفقه إجمالاً ووجه دلالتها من حيث الاجمال لا التفصيل .

ان تعرف كل مما يلي وانه دليل :

القراءن.
السنة .
القياس .
الإجماع  .

وكيفية ان نستنبط من هذه الأدلة الأحكام

# ما هي مكونات أصول الفقه ؟

1 - مقدمة : الأحكام ويدخل فيها :

الإيجاب والندب والتحريم  والكراهة والإباحة
فلا يمكن أن تفهم أصول الفقه إلا إذا عرفت الأحكام  .

2 - ثلاثة ابواب وهي : -

1 - الأدلة وهي الكتاب والسنة والإجماع والقياس من حيث الجملة.

2 - دلالات الألفاظ  ويدخل فيها الأمر والنهي والعالم والخاص والمطلق والمقيد والنص والظاهر والمجمل والمبين والنسخ

3 - التعارض والترجيح ويكون عندما يحصل هناك تعارض بين دليل ودليل أو قاعدة وقاعدة .

وطالب العلم إذا أراد ان يتقن فنا من فنون العلم فلا بد من أن يضبط أبوابه.

قام بالاعتناء بها وتفريغها
طالبة علم
مجموعة شرح المتون لكل الفنون.
https://youtu.be/eDCK8-I6pV8 عبر YouTube

تقديس الأشخاص

تقديس أقوال آحاد المشايخ وتصرفاتهم يدخل تحت بابين مذمومين:
الأول: الغلو.
الثاني: التقليد المذموم.
ولهذا التقديس صور، منها:
١-تقديم أقوالهم وتصرفاتهم على دلالة الدليل الشرعي.
٢-التعصب لبعضهم دون بعض.
٣-تقديم قول بعضهم؛ لمجرد الهوى.
٤-تقديم قول بعضهم خوفا منهم، أو رجاء رفعة.
٥-إلزام الناس بأقوال بعضهم.
٦-اشتراط تتويب الناس عندهم -تصريحا أو عرفا-.
٧-اعتقاد العصمة فيهم ولو في باب حالا ومعنى لا لفظا.
إلى غير ذلك

وكم من إنسان واقع في التقديس وهو لا يشعر، بل ينافح عنه وهو يحسب أنه يحسن صنعا.

ويخلط بعضهم بين التعظيم والتقديس، فالتعظيم إعطاء العالم قدره ومنزلته، والتقديس مجاوزة ذلك.
كما يخلط بعضهم بين الرجوع للعلماء وتقديسهم، فلا يلزم من الرجوع إليهم تقديسهم.

وهذا التقديس يناقض قواعد الشريعة ومقاصدها؛ فيجر إلى التفرق والتحزب، ويقود إلى التناحر والتباغض.
ويدخل العبد في طاعة هواه.

فعلى كل مسلم أن يراقب الله في نيته وقصده، وأن يعلم أن الله سائله، وأنه سيقبر وحده.
فالنجاة النجاة بلزوم منهج السلف حقيقة.
فالعلماء يعظمون التعظيم الشرعي، ويعرف لهم حقهم، من غير غلو ولا تجاوز.
وما أوقع الناس في الشرك إلا الغلو في الصالحين
فالحذر الحذر
ورحم الله أهل السنة جمعوا بين الحكمة والعدل.
اللهم اجعلنا منهم، وعلى سننهم.

وكتبه:
أحمد محمد الصادق النجار

السبت، 15 أغسطس 2015

الكلام على نيات الآخرين ومقاصدهم منكر شرعا وعقلا وعرفا



الحمد لله وحده, والصلاة والسلام على من لا نبي بعده.
أما بعد, فإن الناس في حكم الشريعة يعاملون بما ظهر منهم, ولا يحكم على بواطنهم؛ لأن الباطن أمر غيبي لا يطلع عليه إلا الله.
وأحكام الإسلام عُلقت بالظاهر لا بالباطن.
وقد قال النبي - صلى الله عليه وسلم - «إني لم أؤمر أن أشق على قلوب الناس ولا عن بطونهم»
فأَمْر النبي صلى الله عليه وسلم بعدم التنقيب على قلوب الناس أمرٌ لأتباعه, والأصل في الأمر أنه للوجوب.
وحتى في التحاكم بين الناس فالقاضي عليه أن يحكم بناء على الحجج الظاهرة, ولا يحكم بما يعلمه في حقيقة الأمر؛ لأنه لا يستطيع أن يقيم عليه البينة.
ومن الفقهاء من قال: يحيل القضية إلى قاضٍ آخر.
عن أم سلمة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إنكم تختصمون إلي، ولعل بعضكم أن يكون ألحن بحجته من بعض، فأقضي له على نحوٍ مما أسمع منه، فمن قطعت له من حق أخيه شيئا، فلا يأخذه، فإنما أقطع له به قطعة من النار  أخرجه مسلم
فأخبر النبي صلى الله عليه وسلم أنه يحكم بناء على الظاهر, وقد يكون مخالفا لما في نفس الأمر, وهذا الحكم منه صلى الله عليه وسلم ليس من باب الاجتهاد الذي أخطأ فيه إذا كان مخالفا لما في نفس الأمر, وإنما هو حكم صحيح بناء على الحجج الظاهرة.
ومن المعلوم: أن النبي صلى الله عليه وسلم لا يقَرُّ على اجتهاد أخطأ فيه, فيكون الحكم بناء على الظاهر ليس من قبيل الاجتهاد الذي أخطأ فيه إذا كان مخالفا لما في نفس الأمر.
ومما يدل أيضا على أن الحكم على النيات منكر:  أن نبينا صلى الله عليه وسلم المأمورين بالاقتداء به عامل المنافقين بالظاهر مع أنه يعلم كثيرا منهم.
وقد أجمع العلماء على أن أحكام الدين على الظاهر، وإلى الله السرائر, كما ذكره ابن بطال في شرح البخاري.
ومن أقوال الصحابة: ما جاء عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال: " إن أناسا كانوا يؤخذون بالوحي في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإن الوحي قد انقطع، وإنما نأخذكم الآن بما ظهر لنا من أعمالكم، فمن أظهر لنا خيرا، أمناه، وقربناه، وليس إلينا من سريرته شيء الله يحاسبه في سريرته، ومن أظهر لنا سوءا لم نأمنه، ولم نصدقه، وإن قال: إن سريرته حسنة أخرجه البخاري.
فعلق الأخذ بالباطن على الوحي, والوحي قد انقطع؛ فيكون الأخذ بالباطن قد انقطع.
وقد اشتمل قول عمر على مرفوعٍ وبيانٍ للمرفوع, فالمرفوع منه ما نسبه إلى عهد النبي صلى الله عليه وسلم, والبيان ما بعده.
كما أن الحكم على النيات يجر إلى مفاسد عظيمة, والشريعة لا تأتي بالمفاسد الخالصة, أو الراجحة .
فإذن قاعدة الشريعة: "أن الأحكام يحكم فيها بالظواهر، والله تعالى يتولى السرائر".
وأحكام الدنيا متعلقة بالظاهر, والنيات تبع لها.
والنية محلها القلب.
وعليه فلا يجوز للإنسان أن يتعلق بالمظنة والتهمة ويدع الظاهر.
وقد أنكر النبي صلى الله عليه وسلم على أسامة لما قتل الذي قال لا إله إلا الله.
عن أسامة بن زيد رضي الله عنهما، يقول: بعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الحرقة، فصبحنا القوم فهزمناهم، ولحقت أنا ورجل من الأنصار رجلا منهم، فلما غشيناه، قال: لا إله إلا الله فكف الأنصاري فطعنته برمحي حتى قتلته، فلما قدمنا بلغ النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: «يا أسامة، أقتلته بعد ما قال لا إله إلا الله» قلت: كان متعوذا، فما زال يكررها، حتى تمنيت أني لم أكن أسلمت قبل ذلك اليوم  أخرجه البخاري
وكما أن الحكم على النيات والمقاصد منكر شرعا هو أيضا منكر عقلا؛ وذلك أن الباطن غيبي, والعقل لا مدخل له بنفسه في الغيبيات.
ولأن العقل له حد ينتهي إليه.
أضف على ذلك: أنه منكر عرفا, فقد تعارف أصحاب الفطر السليمة, والعقول الصريحة على إنكاره, وذم أهله.
فظهر لنا مما تقدم أن الحكم على النيات والمقاصد منكر في الشريعة, ومخالف لقواعدها, وفيه تعدٍّ على الناس, وتجنٍّ عليهم.
وهو من التسرع في الحكم على الناس.
ومنكر أيضا عقلا وعرفا.
وإنك لتجد أقواما قد غفلوا أو تغافلوا عن هذا, فيحكمون على الناس بالنظر إلى مقاصدهم, وما انطوت عليه قلوبهم.
فيصفونهم بالغيظ, والحقد, ونحوها من أعمال القلوب.
والناظر في أقوال هؤلاء ليُخيَّل إليه أن الله أطلعهم على قلوب الناس, وكشفها لهم.
وقد قَلَبَ هؤلاء قاعدة الشريعة؛ فجعلوا الحكم متعلقا بالباطن لا بالظاهر, فنسأل الله العافية.
وهنا يجب عدم الخلط بين الحكم على نيات الآخرين وبين الحكم على ما يؤول إليه القول والفعل, فالأول مذموم؛ لما تقدم, والثاني من العالم الخبير محمود.
فمآلات الأقوال والأفعال تدرك؛ لأنها لازمة للقول والفعل, وليس هو من باب الكلام في النيات.
وهذا درج عليه الأئمة, فمثلا:
عن حماد بن زيد وذكر هؤلاء الجهمية قال: (( إنما يحاولون أن يقولوا ليس في السماء شيء ))
وعن عباد بن العوام قال: (( كلمت بشر المريسي وأصحاب بشر فرأيت آخر كلامهم ينتهي أن يقولوا ليس في السماء شيء ))
وعن جرير بن عبد الحميد يقول: (( كلام الجهمية أوله عسل وآخره سم وإنما يحاولون أن يقولوا ليس في السماء إله ))
فينبغي عدم الخلط بين المسألتين.
ومما يجب أن يعلم: أن لازم القول ليس بقول للقائل إلا إذا التزمه القائل, أو صرح به.

وأخيرا: فليتق الله الذين يتكلمون في نيات الناس ومقاصدهم, وليبتعدوا عن هذا التهويل؛ فإنه سيعود عليهم, ولن ينفعهم.
ومن يحتل على إسقاط الناس بالكلام في نياتهم فإنه يعامل بنقيض قصده, ويفضحه الله سبحانه, ويسد عليه كل طريق فتحه لذلك.
والحمد لله رب العالمين.

وكتبه
أحمد محمد الصادق النجار
29-10-1436هـ

الجمعة، 14 أغسطس 2015

أسئلة أصولية

س/ شيخنا هل القواعد الأصولية يلزمها أن تكون قطعية بحيث تتوارد عليها الأدلة ؟


لا يلزم من القواعد الأصولية أن تكون قطعية في نفسها، قطعية في دلالتها، وإنماقد تكون قطعية في نفسها ظنية في دلالتها، وقد تكون ظنية في نفسها قطعية في دلالتها، وقد تكون ظنية في نفسها ظنية في دلالتها.
وقد تكون قطعية في نفسها ودلالتها.
إلا أنه يجب التنبه إلى أن جماعة من أهل الكلام يجعلون أصول الفقه قطعيا
فأما ما كان قطعي الثبوت كالكتاب والسنة المتواترة فواضح
وأما ما كان ظنيا كخبر الآحاد والقياس
فقطعيته باعتبار ما ثبت من الأدلة العقلية الدالة على وجوب العمل به، كما بينته في شرحي على المنهاج للبيضاوي.  
وذهب الشاطبي إلى أن أصول الفقه قطعي؛ لأنه مبني على الأدلة العقلية وكليات الشريعة المبنية على الاستقراء، وكلاهما قطعيان، فيكون ما نتج عنهما قطعي.
فالشاطبي بناه على أمرين: كليات الشريعة، والأدلة العقلية.
أما كون كليات الشريعة قطعية فلا إشكال فيه، إلا أن أصول الفقه ليس كله مبنيا على الكليات.
وأما كون الظن لا يدخل الأدلة العقلية فباطل، بل ما يسمى أدلة عقلية يدخله الوهم، فضلا عن الظن.
ومن استقرأ أدلة المتكلمين ومن أعظهما دليل الأعراض الذي يقيمون عليه عقائدهم يجد أن جملة من مقدماته وهمية، فضلا عن أن تكون ظنية.

ثم إذا نظرنا إلى كتب الأصول فسنجد فيها مسائل ودلائل ظنية مما يدل على أن واقع كتب الأصول تدلل على أنه ليس كله قطعيا.


س/ ما هي أهم المسائل التي خالف فيها الأحناف جمهور الأصوليين ؟


خالف الأحناف الجمهور في طريقتهم، وأيضا في مسائل منها: الزيادة على النص نسخ، ودلالة العام على أفراده قطعية، إلى غير ذلك.

س/ طريقة بناء الأصول على الفروع التي ينتهجها الأحناف صحيحة ؟
ليست صحيحة بإطلاق لأنها مبنية على فروع مذهبية، فيتكون الاصول بناء على المذهب الفقهي.


س/ شيخنا هل كان هناك أثر لمدرستي أهل الحديث و أهل الرأي في تكون علم الأصول و نضجه علما أن الشافعي نهل من المدرستين ؟



لاشك أن لهاتين المدرستين تأثيرا على أصول الفقه، فمن كان من أهل الحديث فسيكتب أصوله مبنيا على تعظيم الحديث على الرأي، وستكون ترجيحاته الأصولية مبنيه على هذا التعظيم؛ حتى إنهم كانوا يأخذون بالمراسيل ويقدمونها على القياس في الجملة، وتوسعوا في سد الذرائع
ومن كان من أهل الرأي فسيكون للرأي أثر في ترجيحاته، ولذا تجدهم يشترطون في الراوي أن يكون فقيها حتى يقدم على القياس، وإلا فإن القياس يقدم، ونحو ذلك.
وأهل الحديث إنما اعتنوا بالحديث؛ لقربهم من أهله، وكثرته عندهم، فقد كانوا في المدينة وغيرها،  والصحابة  والتابعون متوافرون بينهم.
وأهل الرأي قلَّ عندهم الحديث؛ لبعدهم عن أهله، فلجئوا الى استعمال الرأي لعدم وجود الأثر أو قلته. 
والإمام الشافعي نهل من مدرسة مالك ومدرسة أبي حنيفة،  فكان لذلك أثر في كتابته الأصولية.
فوقف على جملة من الأحاديث لم يقف عليها أهل العراق، وكذلك أعمل القياس فيما لا نص فيه، ورده إذا صادم النص، وبين أنه ليس كل قياس يكون صحيحا
وأنكر الرأي المجرد وقال من استحسن فقد شرع.
فجمع بين الحديث والاجتهاد.

أجاب عنها
أحمد محمد الصادق النجار

الاثنين، 10 أغسطس 2015

سئمنا من تشويه بعض السلفيين للسلفية



فما أبعد هؤلاء المشوِّهين عن تصور الحق في نفسه ومآلاته، وعن تصور الباطل في نفسه ومآلاته.
فقد جنوا عليها -في نظر من لا يعرفها حقيقة- بالتعجل، ورمي الكلام على عواهنه، وإلزام من أخطأ بالتوبة عند مشايخ معينين، وتقديم الأشخاص على الحق فيعرفون الحق بالرجال لا الرجال بالحق.
وقد يصحح بعضهم ما يرى أنه باطل لكون فلان قال به، بل تجد من يجعل الحق يدور وجودا وعدما مع قول فلان.
فيا لله العجب يستحدثون أصولا ما عرفها السلف، بل منها ما ذمه السلف وأنكروه.
تجدهم مذبذبين بين الحق الذي تمليه عليهم الفطرة والنقل الصحيح والعقل الصريح وبين التعصب والتقليد والهوى
بل تجد بعضهم في قرارة نفسه يعتقد ما يراه ويشاهده أنه مخالف لما عليه السلف لكن ترد عليه الشبه فتحجب الحق الذي في نفسه

حقيقة
سئمنا من تشويه هؤلاء

اللهم أظهر الحق، وانصر أهله

ومع هذا الملل والسآمة فإن الواجب على طلبة العلم: نشر العلم، والاشتغال به، والإعراض عنهم، وعدم الالتفات إليهم؛ فالله ناصر دينه
ولا ينبغي أن يكونوا حديثي المجالس.
فوجود هؤلاء لله فيه حكمة
وهذه سنة الله في خلقه، فالله يميز الخبيث من الطيب، وبوجود هؤلاء يظهر المحق من المبطل، والمتأصل في العلم والسنة من الدعي، والذي يخاف الله من الذي يخاف غيره، والذي يترك الحق حرصا على الجمهور من الذي يستمسك بالحق وإن تركه الناس ...

وأخيرا الحرص الحرص على نشر أصول السلف، وبيانها للناس
والجماعة ما وافق الحق ولو كنت وحدك

وتشويه من شوه لا يجعلنا نترك التسمي بالسلفية، أو يكون في قلوبنا شيء منها، أو نوافق من يدعو إلى عدم التسمي بها.

فالسلفية حق، والانتساب إليها انتساب محمود.
وهو ليس انتسابا إلى أشخاص، وإنما هو انتساب إلى من عصمهم الله في الجملة.

وأخطأ من ظن أن السلفية الحقة حزب من الأحزاب المذمومة شرعا.

فالله الله في الوسطية والاعتدال، وعدم ترك المسلمات لتشويه المشوهين.

كتبه
أحمد محمد الصادق النجار
٢٤-١٠-١٤٣٦هـ

الجمعة، 7 أغسطس 2015

مجموع أجوبة أحمد النجار في العقيدة



السلام عليكم:عندي سؤالان1/ما حكم الطواف بالقبور؟ 2/قوله (صلى الله عليه وسلم)من كان في قلبه مثقال ذرة من ايمان:ماالمقصود بالايمان هنا هل هو عمل القلب او عمل الجوارح؟


وعليكم السلام
اما جواب السؤال الاول؛ فالطواف تقربا لغير الله شرك أكبر؛ لأن الطواف عبادة، وقد جعله الله خاصا بالبيت الحرام، وصرف العبادة لغير الله شرك أكبر
وهو من فعل أهل الجاهلية
أما إذا كان تقربا لله لكن في غير المسجد الحرام فإنه يكون محرما باتفاق المسلمين وهو من البدع.
-محرم؛ لمخالفته للأمر في قوله تعالى وليطوفوا بالبيت العتيق
-بدعة؛ لأنه تقرب لله بعبادة في غير محلها
وقد بينتُ ذلك في رسالتي" تحرير القواعد المتعلقة بأحكام زيارة القبور"
وأخطأ من نسب هذا التفصيل للمرجئة؛ لأنه ينافي مذهب المرجئة
فالمرجئة يرون ان الانسان قد يفعل الكفر او يقوله ظاهرا ويكون مؤمنا في الباطن
ويحصرون الكفر الباطن في التكذيب
وهذا أمر ينبغي التنبه له

اما جواب السؤال الثاني فالمراد مثقال ذرة من الايمان الواجب، والايمان الواجب يدخل فيه قول القلب وعمله ويدخل فيه أيضا عمل الجوارح،

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته لو توضح ياشيخ بعض المصطلحات الكلامية مثلالجوهر الفرد والجسمالهيولي والصورةوأيضا تعريف العقل؟


وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
هذه مصطلحات فلسفية استعملها أهل الكلام؛ لنفي صفات الله.
والمراد بها:
١-الجوهر الفرد هو: الذي لا يقبل الانقسام.
وهذا لا يعرف في النصوص، بل هو مخالف لها.
ولم ينطق به احد من سلف الامة.
والذي دلت عليه النصوص الاستحالة.
٢-الهيولى هو: المادة ، او المحل.
وهناك مصطلح آخر وهو: الهيولى الاولية بمعنى: المادة المجردة عن الصور.
ويجعله بعض الفلاسفة ثابتا خارج الذهن.
٣-الصورة هي: الاعراض التي تقوم بالمادة، او الحال.

واما الجسم فهو لفظ مجمل يحتمل حقا وباطلا
وموقف أهل السنة من الالفاظ المجملة: التوقف في اللفظ والاستفصال في المعنى
وعليه:
فان اريد بالجسم ما عليه اهل اللغة، ويريدون به: الجسد، فهذا منفي في حق الله.
وان اريد بالجسم ما عليه بعض اهل الكلام, ويريدون به: ما يشار اليه فهذا حق، فقد أشار النبي صلى الله عليه وسلم الى الله في حجة الوداع.
لكن اللفظ يتوقف فيه، ويعبر عن المعنى الحق باللفظ الشرعي.
والمتكلمون منهم من جعل الجسم مركبا من الجوهر الفرد، ومنهم من جعله مركبا من الهيولى والصورة.

ولا يجوز التخاطب بهذه المصطلحات الا عند الحاجة ومع من لا يفهم الا هذه المصطلحات

بقي العقل؛ فالعقل يحصره المتكلمون في العلوم الضرورية او بعضها؛ وبناه جماعة منهم على نفي تأثير الاسباب في المسببات.
وتكلمت عن هذا في رسالتي "موافقة شيخ الاسلام ابن تيمية لائمة في السلف في تقرير القواعد والضوابط المتعلقة بباب الاسماء والصفات"

والعقل عند الفلاسفة هو:الجوهر القائم بنفسه.
فالعقل الاول عندهم هو الرب، وصدرت عنه بقية العقول.
فكل عقل صدر عنه ما دونه الى العقل العاشر، وعن العقل العاشر صدرت الافلاك.

واما عند اهل السنة فيطلق العقل على الغريزة، وعلى العلوم الضرورية، وعلى العلوم النظرية، وعلى العمل بالعلم.

وتفصيل هذه الامور ليس هذا محله.
وكتب شيخ الاسلام ابن تيمية مليئة ببيان هذه المصطلحات ونقض باطلها

شيخنا هل صفة النفس ثابتة لله تعالى ؟ وما معناها في حق الله تبارك وتعالى ؟


النفس على الراجح ليست صفة لله وانما المراد بها الذات
وهو تعبير شرعي عن الذات
وذاته سبحانه متصفة بالصفات
دل على اثبات لفظ النفس: قوله تعالى: تعلم ما في نفسي ولا أعلم ما في نفسك

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.هل (الأعلى) من أسماء الله الحسنى؟


وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
الأعلى من أسماء الله؛ لقوله تعالى: سبح اسم ربك الأعلى
ومن أسمائه أيضا: العلي، كما قال تعالى: وهو العلي العظيم
وصفته: العلو
وهو علو ذاتي لا ينفك عن الله

السلام عليكم،هناك شبهة يأتي به بعض أهل البدع وأود من فضيلتكم الرد عليها. وهي كالتالي:اذا كان الأصل في العبادات التحريم  الا بدليل، فلماذا لا تطلقون وصف البدعة على مسائل لم يريد فيه نص كبناء دور اليتامى  وما أشبه


وعليكم السلام
هذه الشبهة مبنية على عدم تصور الفرق بين باب العبادات وبين باب العادات
فالبدعة المذمومة شرعا لا تدخل العادات من حيث هي عادات وانما هي مختصة بالعبادات او بما قصد به التعبد
وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: انتم اعلم بامور دنياكم
فبناء الدور للايتام ونحوه داخل تحت العادات والاصل فيها الاباحة
ثم ان جنس مصلحتها شهد له الشارع بالاعتبار وليس هناك دليل خاص يعارضه فتكون من قبيل المصلحة المرسلة

ومن الغلط ان يحكم على العادات من حيث هي عادات من غير ان تضاهي الشرعية ولا يقصد بها التعبد بالبدعة؛ لمنافاتها للبدعة
فالبدعة محلها العبادات والتعبد، وكذا وسائلها، لا العادات المحضة

سؤال: الثواب انما يكون بعد ورود الشرع ، هل كذلك الامر بالنسبة لأهل الفترة ام انهم يثابون على ما عملوا من عبادات لم يبلغهم دليلها ؟


والجواب: أن اهل الفترة يمتحنون يوم القيامة، فلا ثواب ولا عقاب الا بعد الامتحان
فمن امتثل أمر الله دخل الجنة، ومن عصى دخل النار
واما قبل ذلك فلا تقبل اعمالهم لفقد الشرط وهو الايمان
وعليه فلا يثابون
وقد قرأتُ مقالا لبعضهم أبعد في النجعة  فرق فيه بين الثواب والعقاب، وزعم ان الذي وردت به النصوص هو العقاب، وان نفي الثواب لا يستقيم الا مذهب الاشاعرة الذين ينفون التحسين والتقبيح العقليين
وهذه  مجازفة بعيدة عن التأصيل
ومادام ان الكاتب يتفق معنا في العقاب فسيكون مدار الحديث على الثواب:

الثواب متوقف على شرط وهو الايمان فمن انتفى عنه الايمان انتقى عنه الثواب
وقد جاء في صحيح مسلم عن عائشة قال قلت يا رسول الله ابن جدعان كان في الجاهلية يصل الرحم ويطعم المسكين فهل ذاك نافعه؟ قال: لا ينفعه ؛ انه لم يقل يوما: رب اغفر لي خطيئتي يوم الدين)
فعبر عن الايمان ببعض اجزائه، وحعله وصفا للثواب، فدل على ان الثواب مشروط بالايمان.
فقوله:( لا ينفعه) معلل بقوله انه لم يقل يوما ...
وقد بوب النووي على هذا الحديث فقال:(باب الدليل على ان من مات على الكفر لا ينفعه عمل)

ويستثنى من ذلك من اسلم وحسن اسلامه فانه يكتب له ما كان يعمله فيما سلف
فقد اخرج مسلم  في صحيحه من حديث حكيم ان النبي صلى الله عليه وسلم قال له:( أسلمت على ما أسلفت من خير)
واخرج النسائي من حديث ابي سعيد ان النبي صلى الله عليه وسلم انه قال:( اذا اسلم العبد فحسن اسلامه كتب له كل حسنة كان ازلفها ... )
فكونه يثاب عليها مشروط بحسن الاسلام

واما قول الكاتب ان النصوص وردت بالعذاب دون الثواب فهذا باطل؛ لان النصوص قيدت الثواب بالايمان والعمل الصالح، والايمان منتف عن اهل الفترة

واما احتجاجه بزيد بن عمرو بن نفيل انه من اهل الجنة
فالرد ان زيدا - ان صحت الاحاديث- قد مات على التوحيد وكان متبعا لملة ابراهيم كما دلت عليه تلك الاحاديث فخرج عن كونه من اهل الفترة

السلام عليكم شيخناهل يشتق من الخبر صفة مطلقاً؟ ماالضابط؟الإشكال في عدم معرفة ضابط يميز لنا قول العلماء (هذا خبر وليس بصفة)لو تتفضلون بالتفصيل قليلاً؛ فالموضوع مشكل عليّ.جزاكم الله عني خيراً


وعليكم السلام
هناك فرق بين باب الاخبار وباب الصفات
فلا يشترط في الاخبار التوقيف بخلاف الصفات
فاذن الضابط هو التوقيف
والاخبار قد يكون بما صيغته الاسم، وقد يكون بما صيغته الصفة
فيشترك من باب الصفات فيما صيغته صيغة الصفة
الا ان الفارق ما تقدم وهو التوقيف

السلام عليكم حفظكم الله شيخنا وسدد خطاكم: أشكل علي من أن بعضهم نقل عن جمهور الأشاعرة أنهم يقولون بزيادة الايمان ونقصانه فهل يمكن بهذا إخراجهم من كونهم غلاة المرجئة نرجو من فضيلتكم مزيد من التوضيح والييان


وعليكم السلام   حفظكم الله
الاشاعرة لا يقولون بزيادة الايمان نفسه ونقصانه
وانما بعضهم يلبس فيقول الايمان يزيد وينقص ويرجع ذلك الى امر خارج عن حقيقة الايمان
او يرجعه الى المؤمن به
وكلام الجويني وغيره ظاهر في هذا
ولعل بسط ذلك يكون في موظن آخر

هل قول بعضهم "لفتنة المرجئة أشد علينا من فتنة الازارقة" يتنزّل على مرجئة الفقهاء ؟!


والجواب:
المرجئة في اطلاق السلف يراد بهم الفقهاء
واذا ارادوا الجهمية صرحوا بهم
بوركت

السلام عليكم هل الاشاعرة مرجئة في باب الايمان وهل الخلاف بين أهل السنة ومايسمى مرجئة الفقهاء لفظي أم جوهري نرجو من فضيلتكم التوضيح


وعليكم السلام
الاشاعرة مرجئة في الايمان؛ لأنهم يخرجون العمل عن مسمى الايمان، ويفسرونه بالتصديق، بل يعدون من غلاة المرجئة؛ اذ لا فرق بينهم في الحقيقة وبين الجهمية في الايمان.

واما الخلاف بين اهل السنة ومرجئة الفقهاء فهو حقيقي، وليس لفظيا
فقد ترتب على اخراجهم العمل عن مسمى الايمان القول بعدم الزيادة والنقصان؛ لأنه لا يتبعض عندهم
كما حرموا الاستثناء؛ لان الايمان حقيقة واحدة
الى غير ذلك كحكمهم على الفاسق
والاقرب هو وصفهم بالتناقض لا تهوين الخلاف؛ لأنهم أخرجوا العمل ورتبوا العقاب على الترك
ثم ان السلف قد اشتد نكيرهم على مرجئة الفقهاء حتى قال بعضهم لفتنة المرجئة أشد علينا من فتنة الازارقة
ولو كان الخلاف لفظيا لما أنكروا عليهم هذا الانكار

هل نحكم على الكفار الاصليين بالكفر المعين؟أم المطلق؟ مع التعليل؟ وجزاكم الله خيرا


نحكم على الكفار الاصليين بالكفر عيني، لعدم تلبسهم بنقيضه.
فهم لم ينطقوا بالشهادتين حتى لا نكفرهم.
وأظن أنه حصل هناك التباس بين الكفر الاصلي وبين كفر الردة
فالقاعدة التي يذكرها أهل السنة" التكفير المطلق لا يلزم منه تكفير المعين"
هذه فيمن نطق بالشهادتين ثم وقع في امر كفري، كالقول بخلق القرآن.

ومعرفة متى تنزل القواعد الكلية من أهم المهمات، حتى لا يحصل الخلط.
والله اعلم

☀ السلام عليكم شيخ أحمديقول أحدهم : ( إذا قلتم يا أهل السنة انكم تأخذون بظاهر النصوص فقول الله تعالى " كل شئ هالك إلا وجهه "يعني يهلك كل شيء في الله إلا الوجه فقط ! .فالصحيح أن وجهه يعني ذاته لا صفة الوجه في الآية.) 🔺فما الجواب المفصّل عليهم ؟ وفقكم الله وسددكم


وعليكم السلام
هذا المعترض ما أجهله بلغة العرب، وما أتي المؤولة الا من جهلهم باللغة التي خاطبنا الله بها 
أيتوهم هؤلاء أن الوجه قائم بنفسه؟!
الوجه صفة تقوم بموصوف، وليس الوجه عينا قائمة بنفسها.
ونحن نأخذ بطاهر النصوص على مقتضى لغة العرب
فمعنى الآية تبقى ذاته التي من أوصافها الوجه، فأطلق الله الوجه في الآية وأراد به الذات التي من صفاتها الوجه
وليس المراد الذات وحدها بدون الوجه
وهذا يفهمه صبيان أهل السنة قبل علمائهم

وهولاء المؤولة يقصدون بهذا التشنيع على اهل السنة والجماعة فيضربون أشنع الأمثلة؛ لينفروا عن مذهبهم

ولم يتفطن هؤلاء أنهم بهذا يضحكون عليهم العقلاء، ويدللون على بطلان مذهبهم.
فسبحان الله جنوا على مذهبهم بأنفسهم
ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين


السلام عليكم.يقول بعضهم: معية الله حقيقية.كيف يجمع بين ذلك وبين تفسير معية الله بالعلم ...؟


وعليكم السلام
تفسير للسلف للنصوص قد يكون بالمعنى وقد يكون باللازم
وتفسيرهم باللازم فرع اثباتهم للمعنى
فالمعية معناها المصاحبة وهي معية حقيقية
ولا يلزم منها المخالطة
ومن لازم المصاحبة: العلم
وبالتالي لا منافاة بين التفسيرين
بخلاف تفسيرات اهل الكلام، فهم يفسرون باللازم مع نفي المعنى
وهذا تحريف
ولمزيد بسط فلو تراجع" القواعد والضوابط السلفية في أسماء ىصفات وب البرية" او شرحي لقواعد الأسماء والصفات

شيخنا ما رأيك بمن يقول بأن علماء السلف لم يهتموا بالرد على اليهود والنصارى كما أهتم في ذلك علماء المعتزلة والأشاعرة ، وأنهم انشغلوا فقط بالرد على طوائف المسلمين المخالفة ؟


والجواب من وجوهين:
الأول بالمنع: علماء السلف قد اهتموا بالأديان وردوا على اليهود والنصارى
ومؤلفاتهم كثيرة، ومنها:
-الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح
-هداية الحيارى في اجوبة اليهود والنصارى
-دراسات في الاديان لشيخنا سعود الخلف
وغير ذلك
وهو فرض كفاية اذا قام به البعض سقط عن الآخرين
الثاني بالتسليم جدلا: ضرر من ينتسب للإسلام في إضلال المسلمين أعظم من ضرر غير المسلمين على المسلمين فكان اشتغال السلف بالفرق هو الموافق للحكمة
واذا تعارض الرد على اليهود والنصارى مع الرد على الفرق كان الواجب تقديم الرد على الفرق؛ لأن مفسدة عدم الرد عليهم تربو على مصلحة الرد على اليهود والنصارى
والنبي صلى الله عليه وسلم في احدى غزواته للمشركين اراد بعض الصحابة ان تكون لهم سدرة يعكفون عندها 
فأنكر عليهم ولم يؤجل انكاره الى ان يرجع من غزو المشركين
هذا مع التسليم جدلا وإلا فعلماء السلف يردون على الفرق ويردون ايضا على اليهود والنصارى
وأما المعتزلة والأشاعرة حتى وإن اشتهروا بالرد على اليهود والنصارى إلا أن كثيرا من حججهم مبني على أصول باطلة فلا تكون حجتهم عليهم كاملة

الشيخ أحمد ....جزاك الله خيرا...ماهي أقوال العلماء في الخوارج ..وماهو الراجح فيها...نفع الله بكم


اختلف العلماء في حكم الخوارج
فمنهم من يرى كفر الخوارج، وهو صنيع البخاري وصرح به ابن العربي
واحتجوا بقوله صلى الله عليه وسلم: يمرقون من الدين.
ولحكمهم على من خالفهم بالتكفير فيكونون أحق به.
ومنهم من لا يرى كفرهم وهو قول الجمهور
ومنهم من يرى التوقف وهي رواية عن احمد
والراجح: عدم كفرهم ؛ لقول علي: من الشرك فروا.
ولم يخالفه احد من الصحابة في زمن علي-فيما اعلم- فيكون اجماعا منهم.
وعلي رضي الله عنه من أعرف الناس بأقوال النبي صلى الله عليه وسلم في الخوارج، ومع ذلك لم يكفرهم

واما معنى قوله صلى الله عليه وسلم يمرقون من الدين
 اي يخرجون من السنة
فهم لا يأخذون بالسنة اذا خالفت ظاهر القرآن
والدين في الحديث محمول على الدين الكامل، والاسلام الكامل، لا أصله


الشيخ أحمد...هل هناك فرق بين يوم القيامة والساعة؟ بارك الله فيكم.


يوم القيامة هو: اليوم الذي يقوم الناس فيه لرب العالمين
والمراد بالساعة هي: الساعة التي يبعث الله فيها الموتى من قبورهم
فهما اسمان لمسمى واحد
وانما تنوعت اسماء هذا اليوم ؛ لأهميته وعظمته.

ورد حديث "...يَا رَسُولَ اللهِ، مَا لَكَ عَنْ فُلَانٍ؟ فَوَاللهِ إِنِّي لَأَرَاهُ مُؤْمِنًا، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَوْ مُسْلِمًا»..." وحديث "اذا رأيتم الرجل يعتاد المساجد فاشهدوا له بالإيمان" قال الالباني : ضعيف ومعناه صحيح . السؤال : في الحديث الاول منع من إطلاق الإيمان على رجل وفي الثاني أجازه ، فمتى يصح وصف الرجل بالإيمان ومتى لا يصح وصفه الا بالاسلام ؟ 


والجواب: 
الشيء اذا كان له أصل وكمال ومبتدأ ومنتهى فإنه يصح الاثبات والنفي
فيصح الاثبات باعتبار أصله ومبتدئه ويصح النفي باعتبار كماله ومنتهاه
وهذا معروف في لغة العرب وعليه دل القرآن
فمن عمل عملا وصنع شيئا ولم يتقنه فيصح في لغة العرب ان يقال له: ما عملت، وما صنعت
فينفى عنه العمل والصناعة باعتبار كمالها واتقانها وان كان قد أتى بأصل العمل
وعليه
فجواب السؤال:
ان الايمان لما كان له أصل وكمال صح إثباته باعتبار أصله 
ونفيه باعتبار كماله
ومنه قول النبي صلى الله عليه وسلم لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن
فهذا نفي لكمال الايمان الواجب لا أصله
فالزاني لا يخرج بزناه من الايمان بالكلية ولهذا يطبق عليه الحد، واقامة الحدود على المعاصي دليل على كونه مؤمنا والا لو كفر لقتل؛ لقوله صلى الله عليه وسلم من بدل دينه فاقتلوه

أيضا مما تضمنه السؤال: مسألة الظاهر والباطن
فإذا أردت أن تحكم على رجل فاحكم له بالاسلام؛ لأن الاسلام متعلق بالظاهر بخلاف الايمان فهو متعلق بالباطن 
ولهذا ارشد النبي صلى الله عليه وسلم سعدا ان يقول عن الرجل انه مسلم
والسلف كانوا يهابون ان يقولوا للرجل مؤمن ويقولون مسلم

والجواب يحتمل بسطا أعظم من هذا
والله أعلم


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شيخنا الفاضل... من مؤسس المذهب الاشعري؟وكيف نرد عل من قال ان اهل السنه والجماعة ينسبون هذه الفرقة الضاله الى الصحابي الجليل ابي موسى الاشعري


وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
مؤسس المذهب الأشعري وواضعه هو أبو الحسن الأشعري
كما يعترف بذلك الاشاعرة أنفسهم، ويصرحون به ومنهم البيجوري في التحفة
والاشاعرة يرجعون نسب أبي الحسن الى ابي موسى الاشعري كما فعل ابن عساكر وغيره، لا عقيدته
وكونه ينتسب إليه لا يدل على أنه أخذ بعقيدته
والصحابة بريئون من عقيدة الأشاعرة براءة الذئب من دم يوسف
فالصحابة والتابعون ومن اتبعهم بإحسان لا يعرفون عقيدة الاشاعرة فضلا عن اعتقادها والقول بها
والاشاعرة إنما تلقوا عقيدتهم من اصول الجهمية والمعتزلة فهم وان خالفوهم في بعض آرائهم إلا أن الاصول في الجملة واحدة، خصوصا متأخروهم
ولمزيد بسط فلو يراجع كتابي" تبصير ذوي العقول بحقيقة مذهب الأشاعرة في الاستدلال بكلام الله والرسول"


السلام عليكمما هو تعريف الصفات الخبرية عند أهل السنة؟


وعليكم السلام
الصفات الخبرية عند أهل السنة، هي: الصفات التي ثبت بالخبر فقط.
والمراد بالخبر: نصوص الكتاب والسنة.
ومثالها: الوجه واليدان والقدمان ونحوها
فهذه الصفات لا مجال للعقل فيها.
والصفات الخبرية يقابلها الصفات الخبرية العقلية، وهي: التي دل عليها الخبر ابتداء وكذلك العقل تبعا
فالعقل لا يستقل بالدلالة في باب الصفات؛ لان الصفات غيب، والغيب لا يعرف الا بالخبر
وإنما يكون العقل تابعا
ومن الامثلة على الصفات الخبرية العقلية: العلم والقدرة ونحو ذلك

شيخنا بارك الله فيكمما قولكم في تفضيل بعض افراد الامة على بعض افراد الصحابةكمن يقول عمر بن عبدالعزيز افضل من معاويةوهل في مجرد الصحبة ورؤية النبي صلى الله عليه وسلم فضل

والجواب:
لا يصح مقارنة الصحابة بأحد ممن جاء بعدهم
ففضل الصحبة لا يدانيها فضل، ومجرد رؤية النبي صلى الله عليه وسلم مؤمنا به فضل عظيم، يتقدم ما عداه من الفضائل.
وكل صحابي أفضل من كل من جاء بعده
يقرر هذا: قول ابن مسعود:( إن الله نظر في قلوب العباد بعد قلب محمد صلى الله عليه وسلم فوجد خير القلوب قلوب أصحابه ... ) بالمعنى، وهذا الاثر له حكم الرفع
فهذا الخيرية شهد بها العليم الخبير جل جلاله
فمن قدم غير الصحابة على الصحابة فقد طعن في هذه الشهادة
قال الامام احمد:( فأدناهم صحبة هو أفضل من القرن الذين لم يروه)
بعد هذا يظهر خطأ من يفضل عمر بن عبد العزيز على معاوية
قال بعض السلف:( الغبار الذي دخل في أنف فرس معاوية مع النبي صلى الله عليه وسلم خير من مثل عمر بن عبد العزيز )
ولما سئل ابو اسامة أيهما أفضل معاوية او عمر بن عبد العزيز قال:( أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يقاس بهم أحد )
وقد جعل اهل العلم الطعن في معاوية بابا للطعن في غيره من الصحابة
ومن طعن في معاوية فإنه يجانب ويهجر
وكما ان تفضيل عمر بن عبد العزيز على معاوية منكر، كذلك ما يقوله بعض الناس أن عمر بن عبد العزيز هو خامس الخلفاء الراشدين
وهذا فيه طعن مبطن في معاوية رضي الله عنه
فعمر بن عبد العزيز مع مكانته ومنزلته لكن لا يرقي الى فضل معاوية رضي الله عنه

السلام عليكم .مامعنى قول الأشاعرة  بأن القرآن عبارة عن كلام الله أو حكاية وهل هناك كتاب يتكلم عن هذا الموضوع ؟


وعليكم السلام
الاشاعرة يرون ان لفظ القرآن مخلوق، وأنه عبارة عن كلام الله، وليس هو كلام الله
والعبارة كالترجمة، فيعبر المعبر عما في نفس الله
ويلزم منه تشبيه الله بالاخرس- تعالى سبحانه- الذي لا يستطيع ان يعبر عما في نفسه
كما يلزم منه ان يكون المعبر اكمل منه
وأما الحكاية فهذا قول الكلابية، لا الاشاعرة
والحكاية: المماثلة، فيحاكي كلام الله
وكلاهما قولان بدعيان يلزم منهما لوازم باطلة.
ولمزيد بسط لو يراجع: مختصر الصواعق لابن القيم
وايضا شرحي لضوابط صفات الله


السلام عليكم ورحمة الله هل يجوز لي أن أطلق لفظ (الأكرم) على شخص أم أن هذه صفة خاصة بالله سبحانه وتعالى كما في قوله تعالى "اقرأ وربك الأكرم" وجزاك الله خيرا.


وعليكم السلام ورحمة الله
الاكرم أبلغ من الكريم، وهو على وزن أفعل التفضيل
وقد جاء وصف الله بالاكرم كما قال تعالى وربك الأكرم
فلا احد أكرم من الله سبحانه
والاكرم تفيد الكمال المطلق في الكرم
وعليه فلا ينبغي اطلاقها على غير الله سبحانه
وانما يسوغ اطلاقها على المخلوق مقيدة كان تقول: أكرم الخلق، أكرم العلماء ونحو ذلك
والله أعلم

▪ إذا قال قائل ان هذا القرآن الذي بين دفتي المصحف ونتاقله بين أيدينا ليس صفة لله ! وإنما أثر من آثار صفة الكلام الأزلية. وعليه القرآن مخلوق .كما أن المطر من آثار رحمة الله .فما الجواب ؟▪وأيضا لأن الصفة لا تنفصل عن الموصوف . وهذا القرآن عندنا منفصل عن الله .نحمله معنا ؟ ونضعه في سياراتنا ؟▪ولأنه لو احترقت صفحة من المصحف الشريف لكان على ذلك احترقت صفة الله؟▪وإذا قال القائل هل كل آية من القرآن صفة لله ؟👈أرجو أن يتسع صدركم للجواب عن كل جزئية مما سبق تدوينه .فهذه نقاط يثيرها أهل الكلام عندنا .


اقول بادئ ذي بدء: أن هذه الشبه يثيرها من كان أعجميا لا يعرف اللغة العربية
ويكفي أن نقول له: اذهب وتعلم اللغة العربية قبل ان تتكلم.
ثم إن الكلام هو ما يخرج من الذات بالتلفظ به
وهو لا يقوم بنفسه وإنما يقوم بقائله
فمن قال قولا كان القائل من أضيف إليه القول دون غيره
والكلام يضاف الى من تكلم به، ويشتق له منه اسم فيقال: المتكلم
هذه هي لغة العرب، بل اللغات كلها كذلك

واما القرآن فهو فرد من أفراد كلام الله، لا أثر له، فالقرآن كلام الله ولهذا قال سبحانه وإن أحد من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله
فجعل القرآن كلاما له سبحانه
ولا يصح قياسه على المطر؛ لأن المطر عين قائمة بذاتها، بخلاف القرآن فلا يقوم بنفسه
والله سبحانه يتكلم اذا شاء بما شاء ، فكلامه سبحانه من جهة آحاده متعلق بالمشيئة كما قال تعالى ولما جاء موسى لميقاتنا وكلمه ربه
فتكليم الله لموسى لم يكن أزلا، وإنما بعد مجيئه للميقات، فدل على تعلقه بالمشيئة
وكذا تكليم الله لجبريل بالقرآن.
فيا عجبا كيف يكون القرآن أثرا لكلام وهو من كلام الله؟!
أيظنون أن القرآن يمشي وحده كما تمشي المخلوقات؟!
أيظنون أن الله لم يتكلم به حقيقة وهو الذي أضافه الى نفسه؟!
أأنتم أعلم أم الله؟

أما قولهم القرآن منفصل نحمله معنا
فأقول: ما أجهلهم بلغة العرب!
الكلام اذا خرج من قائله وكُتب في الالواح فإنه يحمل ومع ذلك ينسب الى قائله
فالدي يُحمل ما كُتب لكن القائل له لا يتغير
والقرآن كلام الله حيثما تصرف
فنفس الحروف هي كلام الله لكن ما كتبت به الحروف مخلوق وهو الذي يحرق
فنعوذ بالله من الجهل
وكل آية في القرآن فالله تكلم بها حقيقة
والكلام لا يقوم بنفسه وانما يضاف الى من تكلم به
هذا ما كتبته على عجالة
والله المستعان


السلام عليكم ورحمة اللهما القول الصواب في الساحر؟ وهل في حكمه الكاهن والمنجم ؟حفظكم الله


وعليكم السلام ورحمة الله
الساحر الذي يستعمل الشياطين يكفر عينا، فهو يتقرب بالكفر للشياطين
وفي حكمه من كان يستعين بالشياطين في الوصول للأمور المغيبة كالكاهن والمنجم

 :قال النبي صلى الله عليه وسلم :«إن الله خلق الرحمة يوم خلقها مائة رحمة، فأمسك عنده تسعا وتسعين رحمة، وأرسل في خلقه كلهم رحمة واحدة...» الرحمة التي أمسكها عنده هي التي سيرحم بها عباده اي انها من صفاته فكيف عبّر عنها ب: (خَلَقَ) ومعلوم ان صفاته غير مخلوقة؟


والجواب:
ان المصدر يطلق على الفعل تارة وعلى المفعول تارة أخرى
والذي يحدد ذلك السياق
فالرحمة تطلق على فعل الله فتكون صفة له كقوله تعالى ورحمتي وسعت كل شيء
وتطلق ايضا على المفعول وهو أثر الصفة
كقول الله للجنة انت رحمتي أرحم بك من أشاء
والمراد بالرحمة في هذا الحديث المفعول لا الفعل
بدليل انه خلقها
وليست الرحمة التي أمسكها هي صفة وانما هي أثر صفته سبحانه
وهذه الرحمة في هذا الحديث لم يضفها الله لنفسه كما أضافها في قوله للجنة انت رحمتي
فدلالة الحديث على كونها مخلوقة دلالة صريحة
وهي غير الرحمة التي أضافها الى نفسه سبحانه
وكما قدمتُ الرحمة التي اضافها لنفسه فان الرحمة التي يضيفها الله لنفسه قد يراد بها الفعل فتكون صفة لها وهي من باب اضافة الصفة الى الموصوف
وقد يراد بها المفعول فتكون من باب اضافة المخلوق الى خالقه


السلام عليكم ورحمة الله وبركاتهاتمنى نعرف ماهو ضابط الشرك اﻻكبر واﻻصغر ومتى نقول هذا أصغر وهذا أكبر!!!


وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
ضابط الشرك الاكبر هو جعلُ ندٍّ لله في العبادة
فلابد فيه من تسوية غير الله بالله في العبادة
قال تعالى ومن الناس من يتخذ من دون الله أندادا يحبونهم كحب الله
وقال حكاية عن المشركين تالله ان كنا لفي ضلال مبين إذ نسويكم برب العلمين
وأما الشرك الاصغر فضابطه
ان يطلق الشارع عليه شركا او ما في معناه وكان وسيلة للشرك الاكبر
فلابد فيه من هذين القيدين حتى يكون شركا أصغر
ولو تراجع رسالتي" أسئلة مهمة عن الشرك الاصغر والجواب عنها"


شيخناهل نرى جبل احد في الجنه ؟؟


الذي جاء في صحيح البخاري من حديث أنس ان النبي صلى الله عليه وسلم قال عن احد:(هذا جبل يحبنا ونحبه )
وجاء عند الطبراني:( أربعة جبال من جبال الجنة وذكر منها أحد)
وفيه كثير بن عبد الله المزني قال عنه النسائي والدارقطني متروك الحديث
وقال ابن حبان روى عن أبيه عن جده نسخة موضوعة لا يحل ذكرها في الكتب ولا الرواية عنه.
وهذا الحديث من رواية كثير عن أبيه عن جده.
وجاء ايضا عند ابي يعلى من حديث سهل( أحد ركن من أركان الجنة)
وفيه عبد الله بن جعفر والد علي بن المديني
قال عنه ابو حاتم منكر الحديث جدا يحدث عن الثقات بالمناكير
وقال ابن عدي: وعامة حديثه لا يتابعه احد عليه وهو مع ضعفه ممن يكتب حديثه.
وجاء ايضا عند ابن ماجه من حديث انس (إن أحدا جبل يحبنا ونحبه وهو على ترعة من ترع الجنة
وفيه عبد الله بن مكنف الانصاري
قال البخاري في حديثه نظر.
وجاء عند الطبراني في الاوسط من حديث ابي عبس عن ابيه عن جده وفيه(أحد جبل يحبنا ونحبه وهو على باب الجنة)
قال الطبراني تفرد به ابن ابي فديك.
ومحمد بن اسماعيل بن مسلم بن ابي فديك صدوق كما قال الحافظ ابن حجر في التقريب.
قال الهيثمي في المجمع: وفيه عبد المجيد بن ابي عبس لينه ابو حاتم 
وفيه من لم أعرفه.

فالاحاديث الواردة في الباب ما بين موضوع وضعيف جدا وضعيف
الا ما ثبت في صحيح البخاري.
والخلاصة انه لم يثبت حديث صحيح في ان احدا جبل في الجنة
وعليه فلا يصح اثباته ولا نفيه وانما يتوقف في ذلك؛ لأنه أمر غيبي.


يا شيخ..
ما ضابط الجمال الذي يحبه الله سبحانه وتعالى؟


الجمال هو ضد القبح
وقد جاء في صحيح مسلم ان النبي صلى الله عليه وسلم قال:( ان الله جميل يحي الجمال)
فهي صفة ذاتية لا تنفك عن ذات الله واسمائه وصفاته وافعاله
له الجمال المطلق الذي لا يعتريه نقص بوجه من الوجوه
وكل جمال في الكون فهو من أثر جماله سبحانه


سؤال للشيخ ماهي الأبواب التي يكْثُر فيها التنازع العقدي بين أهل السنة وغيرهم؟و الغزالي تلميذ للجويني ،، هل استفاد ما أضافه وما زج به في أصول الفقه من الجويني ؟والسؤال الأخير أكثر الفرق المنحرفة التي أثرت في أصول الفقه الأشاعرة والمعتزلة،، أم يوجد فرق أخرى لها تأثير في أصول الفقه؟


والجواب: كل أبواب العقيدة حصل فيها التنازع بين أهل السنة ومخالفيهم كالربوبية والالوهية والاسماء والصفات ومسائل الايمان والقدر والصحابة الى غير ذلك
فتارة يكون الخلاف بين اهل السنة والقبورين
وتارة بين أهل السنة والمعطلة والممثلة
وتارة بين أهل السنة والقدرية والجبرية
وتارة بين أهل السنة والوعيدية والمرجئة
وتارة بين أهل السنة والرافضة والناصبة
وهكذا

وأما بالنسبة للغزالي فهو وشيخه الجويني من مدرسة واحدة
الا ان الغزالي قد أضاف بعض الاشياء في الاصول كإدخاله للمقدمات المنطقية
والغزالي في تأثره بشيخه في كتابه المنخول  ليس ككتابه المستصفى
وذُكر في ترجمة الغزالي كما في السير أنه لما ألف المنخول ورآه الجويني قال له:،دفنتني وأنا حي، فهلا صبرت
وفي المسائل الكلامية بينهم من التناقض الشيء الكثير؛ لاعتمادهم على الامور العقلية
والله يقول: ولو كان من عند غير الله لوجودوا فيه اختلافا كثيرا

وأما الفِرَق التي أثرت في أصول الفقه فهي الاشاعرة والمعتزلة
ذلك ان من أوائل من ألف بعد الشافعي على طريقة الجمهور
الباقلاني وهو أشعري
وعبد الجبار وهو معتزلي
ثم بعد دلك الجويني والغزالي والرازي والآمدي وغيرهم
فهؤلاء هم عمدة من جاء بعدهم
وحتى طريقة الحنفية لم تسلم من المعتزلة والماتريدية
وهذا يؤكد الى الدعوة الى تصفية أصول الفقه من الدخيل


شيخنا حفظكم عندي سؤالان في المسائل الكلامية أريد الإفادة فيهماالأولإلى أي حد وفق الأشاعرة في مسألة الجبر والإختيارالثانيكيف اعتبر ابن رشد الخلاف بين المتكلمين والفلاسفة فيما يتعلق(بالبعث والمادة وعلم الله) اختلافا شكليا واجتهادا لا يكفر به


والجواب: الاشاعرة في مسألة الجبر والاختيار اشتمل قولهم على حق وباطل
أما الحق فهو أنهم نفوا أن يكون العبد هو الذي خلق فعل نفسه، خلافا للقدرية
وأما الباطل فهو نفيهم أن يكون للعبد قدرة مؤثرة، وحقيقة قولهم هو قول الجبرية الخلص
والجبرية الخلص يقولون العبد مجبور على الفعل، كالريشة في معب الريح
ولمزيد تفصيل فليراجع كتابي" قواعد أهل الأثر في الإيمان بالقدر"


جاء في حديث ابن صياد لما ساله "ماذا خبات لك " قال (ابن صياد) " الدخ" فما توجيه هذاالحديث؟ بارك الله فيكم


والجواب:
النبي صلى الله عليه وسلم كان قد خبأ له يوم تأتي السماء بدخان مبين كما في مسند أحمد
فلما سأله النبي صلى الله عليه وسلم ماذا خبأت لك
 أجاب: الدخ، وهي بمعنى: الدخان
وكان ابن صياد من الكهان تخبره الشياطين بالمغيبات.
قال بعض الشراح : لما كان علم الكهان ناقصا ما استطاع ان يكمل كلمة الدخان.

وفي سؤال النبي صلى الله عليه وسلم لابن صياد فائده وهي: جواز سؤال الكهان؛ لاختبارهم وفضحهم أمام الناس


السلام عليكم ورحمة الله وبركاتهوعندي سؤال يا شيخنا...ما هو معنى الاستحلال... وهل يختلف معناه شرعا عن معناه في اللغة...


وجزاكم الله خيرا
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
الاستحلال الذي يشترط في تكفير من ارتكب ذنبا دون الكفر هو : الاستحلال العقدي
والمراد به: أن يعتقد حل ذلك الذنب بقلبه
ومن هنا يفارق المستحل العاصي
والمستحل مكذب لله ورسوله صلى الله عليه وسلم.

وأما معنى استحل شيء لغة فهو: عده حلالا
وكما ذكرتُ يشترط في التكفير ان يكون ذلك بقلبه


السلام عليكم شيخ أحمد هل يصح قول: (السيد المحترم)وجزاكم الله خيرا.


وعليكم السلام
إطلاق السيد على غير الفاسق ممن هو أهلٌ جائز، من غير ملاحظة المعنى الكامل، والذي هو من خصائص الرب.
 وأما على الفاسق فإنه لا يجوز؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: (لا تقولوا للمنافق سيدنا؛ فإنه إن يك سيدكم فقد أسهطتم ربكم) أخرجه أحمد
وهذا السؤدد الذي يصح إطلاقه لغير الفاسق هو سؤدد يناسب المخلوق، وهو ناقص بنقصه.
والاولى أن يكون الاطلاق بدون"أل" لانها تفيد الاستغراق.
وقد جاء إطلاقه في النصوص على المخلوق بغير الألف واللام، كما قال تعالى: وسيدا وحصورا
وقال صلى الله عليه وسلم في الحسن: ( إن ابني هذا سيد...)

أما السؤدد المطلق الذي لا يعتريه نقص فهذا لله وحده، ولهذا قال صلى الله عليه وسلم: ( السيد الله) أخرجه احمد
وبهذا يُجمع بين أدلة الجواز ودليل المنع، والجمع أولى من الترجيح.


شيخنا احسن الله اليكم
ماحكم قول كرم الله وجه بدل ( علي رضي الله عنه)


الأصل فيها الجواز، وهي من باب الدعاء
لكن لما صارت شعارا للرافضة يخصون بها عليا دون غيره
مع ثلبهم للصحابة
كان تركها هو الاولى
ولم يعرف عن السلف أنهم يخصون عليا بذلك
وإنما شاع عند بعض النساخ

ولربما يقال إن استعمالها محرم لكن لم أقف على أحد من العلماء قال بالحرمة


شيخنا اين يكون حشر الخلائق يوم القيامة وحسابهم وما معنى قوله عن الارض يوم القيامه (فاذا دكت الأرض دكاً دكا) وهل يرفع الناس للسماء بعد الحساب  للجنة والنار اذ وجودهما في السماء هل ورد في ذلك شيئ منه السنه وبارك الله في علمكم


والجواب: نفع الله بكم وثبتنا الله على الصراط المستقيم يوم القيامة
ان الناس يبعثون على الارض المعروفة ثم يساقون ويحشرون الى الارض المبدلة
قال تعالى: يوم تبدل الارض غير الارض والسماوات
وعلى هذه الارض يحاسبون قال تعالى: وأشرقت الارض بنور ربها ووضع الكتاب وجيء بالنبيين والشهداء وقضي بينهم بالحق وهم لا يظلمون ووفيت كل نفس ما عملت وهو أعلم بما يفعلون
وبعد المرور على الصراط ممن يَسُر حسابهم وثقلت موازينهم وأخذوا صحائفهم بأيمانهم يدخلون الجنة
وأوسط الجنة الفردوس وفوقه عرش الرحمن
والجنة موجودة بعد الصراط، عليها باب اول من يستفتحه نبينا صلى الله عليه وسلم
وأما النار فعليها الصراط قال تعالى وإن منكم إلا واردها
نسال الله الجنة ونعوذ به من النار

اما قوله تعالى: كلا اذا دكت الارض دكا
فمعناه حركت وزلزلت
وهذه الارض تدك بعد دك فلا يبقى على ظهرها شيء

ولمزيد بسط لو ترجع الى كتابي" الايمان بما بعد الموت( مسائل ودلائل)"


السلام عليكمشيخ أحمد ما معنى قول شيخ الإسلام رحمه الله في الأصبهانية: "وإن أريد بالقدماء تعدد صفات قديمة لذات قديمة؛ فنفي هذا مصادرة على المطلوب، فلبسوا على المسلمين بقولهم: إن إثبات الصفات يقتضي تعدد القدماء".


وعليكم السلام
المعتزلة لما نفوا صفات الله زعموا أن إثباتها يلزم منه تعدد القدماء اي تعدد الذوات القديمة؛ لأن الصفات عندهم مخلوقة
وأخص وصف لله عندهم القدم
فاذا كانت هذه صفات لله فقد شاركته في القدم فاستحقت ان تكون آلهة
وهذا مرداهم من تعدد القدماء
لكن على فرض انهم ارادوا بالقدماء تعدد صفات قديمة لذات واحده قديمه؛ بناء على ان الصفة ليست قائمة بذاتها، بل بموصوف، فهذا حق وهو قول اهل السنة
وبهذا يكونون قد لبسوا على المسلمين؛ لاستعمالهم الالفاظ المجملة.

هذا الذي أفهمه من عبارة شيخ الاسلام ابن تيمية
بارك الله فيكم


السلام عليكم أحسن الله إليكمماهو الضابط في تعليق المشيئة وجاء في الزيارة لابأس طهور إن شاء الله


وعليكم السلام
المشيئة فد تأتي في الكلام ويراد بها التحقيق، كقوله تعالى: لقد صدق الله رسوله الرؤيا بالحق لتدخلن المسجد الحرام ان شاء الله آمنين
وقوله صلى الله عليه وسلم في دعاء زيارة الاموات وإنا إن شاء الله بكم لاحقون
وقد تأتي المشيئة ويراد بها التعليق
فالمشيئة التي يراد بها التعليق لا يجوز استعمالها في الدعاء، فلا يجوز ان يقول: اللهم اغفر لي إن شئت؛ لأن الله لا يتعاظمه شيء أعطاه
والله لا مكره له

وما ذكر في السؤال ليس دعاء وإنما هو خبر
 فعائد المريض يقول له: طهور ان شاء الله
 بمعنى ان احتسبت الاجر فسيكون مرضك تطهيرا لك من ذنوبك
أو مجرد المرض تطهير للذنوب.
ولما كان خبرا منعلقا بمعين صح تعليقه بالمشيئة؛ لأن الانسان لا يجزم هل يكون المرض تطهيرا لهذا المعين او لا؟
للقاعدة: تحقق الوعد في المعين لابد فيه من توفر الشروط وانتفاء الموانع .

والله أعلم 


السَّلَاْمُ عَلَيْكُمْ وَ رَحْمَةُ الله وَ بَرَكَاْتُهُ شيخنا ، ما معنى هذه العبارة 
من قواعد السلف [ترك الطمع في ادراك كيفية صفات الباري]


وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
هذه قاعدة عظيمة من قواعد السلف
فهم يقطعون الطمع في ادراك كيفية صفات الله؛ لأن الله غيب، والغيب لا مجال لمعرفته الا بالخبر؛ لأنه لم يُر وليس له نظير.
وليس هناك خبر عن كيفية صفات الله، فانقطع الطمع في معرفة كيفية صفاته.
والمنفي علمنا نحن بالكيفية، لا الكيفية في نفس الأمر، فلصفات الله كيفية لكن لا نعلمها
وقد قال تعالى: ولا يحيطون بشيء من علمه إلا بما شاء


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .أحسن الله إليكم شيخنا ...هل الحديث الذي فيه :سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم هل يزني المؤمن؟فأجاب :بنعم .يصح عن رسول الله وإن كان يصح فكيف الجمع بينه وبين الحديث الصحيح الذي فيه لايزني الزاني حين يزني وهو مؤمن؟


وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
جاء في تهذيب الآثار للطبري قال ابو الدرداء يا رسول الله هل يسرق المؤمن قال قد يكون ذلك، قال فهل يزني المؤمن قال بلى ...
قال الالباني: موضوع.

والايمان يصح إثباته للزاني من وجه، ونفيه عنه من وجه آخر.
فيثبت له من جهة أصله
وينفى عنه من جهة كماله الواجب
فمعنى قوله صلى الله عليه وسلم لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن
 أي: وهو مؤمن كامل الايمان؛ لأن النصوص قد دلت أن الايمان بالكلية لا يرتفع عن العاصي
وهذه هي عقيدة أهل السنة خلافا للخوارج والمعتزلة
فالفاسق لا يعطى الايمان الكامل ولا يسلب عنه أصل الايمان


السلام عليكم ..أسأل الله لي ولكم الهُدَى والسداد..
هل يصح القول (بأن أهل السنّة أعَزّهم الله- أجْرَوا نصوصَ الصفات على ظاهرها عدا قول الله تعالى ﴿وهو معكم أينما كنتم﴾ فقد قاموا بتأويلِه)؟!


وعليكم السلام
قاعدة أهل السنة والجماعة إجراء النصوص على ظاهرها من غير تأويل.
وهي قاعدة كلية لم تتخلف عند اهل السنة. 
فما من نص في صفات الله الا وأجروه على ظاهره.
لكن قد يخفى على بعض طلبة العلم التفسير بالمطابقة والتضمن
والتفسير باللازم. 
فأهل السنة يفسرون بالمطابقة والتضمن
ويفسرون ايضا باللازم.
والتفسير باللازم ينظرون فيه الى السياق.
ولكي أوضح هذا سأمثل بآية المعية لتي سأل عنها السائل:
المعية معناها لغة: المقارنة والمصاحبة
ولهذا المعنى: لازم يدل عليه السياق.
لما اقول: اللبن مع الماء في الكأس
معنى المعية تحقق في هذا المثال ؛ لان اللبن قد صاحب الماء
 وهذا المعنى في هذا المثال له لازم وهو الاختلاط والامتزاج
وهذا اللازم يختلف باختلاف السياق، فليس كل موطن يكون لازم المعية الاختلاط
كما لو سألتُ رجلا فقلتُ له هل امرأتك معك فقال لي نعم 
مع أنها في البيت
هنا المصاحبة وجدت لكن الاختلاط انتفى لانها في البيت وهو ليس في البيت
وكذلك لما اقول:  اسير والشمس معي، فلا يلزم من هذه المعية الاختلاط والا احترقتُ
وانما معنى المعية الذي هو المصاحبة متحقق.
ومعية الله معناها المصاحبة لكن لازم المعية يختلف من سياق الى سياق
ففي قوله تعالى وهو معكم 
معنى المعية موجود ومتحقق وهو المصاحبة لكن لازم المعية في هذه الاية العلم
فالعلم لازم وليس هو المعنى 
والتفسير باللازم مع اثبات المعنى يقر به اهل السنة
والمعية في قوله تعالى انني معكما
معناها متحقق مع موسى وهارون لكن لازم المعية في هذه الاية النصرة
اذن يختلف اللازم باختلاف السياق اما المعنى فانه لا يختلف
فأهل السنة لم يؤولوا هذه الاية وإنما فسروها باللازم مع اثباتهم للمعنى
بخلاف المتكلمين فانهم يفسرون باللازم مع نفي المعنى
وهذا الفيضل بين اهل السنة والمتكلمين
ولمزيد بسط فلتراجع رسالتي" القواعد والضوابط السلفية في اسماء وصفات رب البرية" و " شرح قواعد الاسماء والصفات" وهي موجودة في موقعي alngar.com


أحسن الله اليكمهل لفظ الذات بمعنى "الموجود في الخارج" من كلام العرب ام هو من وضع اهل العقائد؟


والجواب:
لفظ الذات تأنيث ذو، و"ذو" ملازمة للإضافة، فتقول ذو مال، وذو كرم، وهكذا
ثم عرفوها فصارت الذات، فقام التعريف مقام الاضافة.
فلفظ الذات مولد محدث، وهو يطلق على الموجود في خارج الذهن المتصف بالصفات.
وهذا اللفظ وان كان محدثا الا أنه بهذا المعنى صحيح، والالفاظ المحدثة اذا كان معناها صحيحا فلا إشكال في إطلاقها
الا أن إطلاق النفاة للفظ الذات إطلاق ليس صحيحا لانهم ينفون الصفات، والذات كما ذكرنا عُرِّفت فقام التعريف مقام الاضافة.
وفد تطلق الذات تنزلا مع اهل الكلام عن الذات المجردة عن الصفات، لكن هذه الذات موجودة في الذهن لا في الخارج
فليس هناك ذات خارج الذهن إلا وهي متصفة بالصفات


 أحسن الله عملكم ..ما حكم من يناجي ربه ويغير اسمه بلغته ؟ مثال بدل (الله) يقولون ( خدا )  بضم الخاء وفتح الدال .


والجواب: الله سبحانه لا يدعى الا باسمائه الحسنى؛ لقوله تعالى ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها
وما أُخبِر به عن الله فلا يجوز للإنسان أن يدعوا الله به، فلا يقول مثلا يا شيءاغفر لي.
هذا هو الأصل، لكن لو أن إنسانا لا يعرف العربية، ولا يستطيع أن يتعلم النطق بالاسماء الحسنى اما لعدم من يعلمه، أو لعجزه، ففي هذه الحال يجوز له أن يدعو الله بالاسم المترجم؛ اضطرارا؛ ولأن الله يقول فاتقوا الله ما استطعتم، ويقول: لا يكلف الله نفسا إلا وسعها


شيخنا الكريم: يعترض بعض الأشاعرة علی أهل السنة ويقول: ما دليلكم علی أن الإرادة قسمان، هل لكم شاهد من أهل اللغة، وهل نقل عن أحد منهم أن الإرادة تأتي بمعنی المحبة كما تقولون في الإرادة الشرعية.


والجواب: دل على تقسيم الارادة الى قسمين استقراء النصوص الشرعية.
و الإرادة تأتي بمعنى المحبة لغة وشرعا، وأعني بالارادة هنا: الارادة الشرعية.
أما لغة؛ فقد جاء عن ثعلب كما في اللسان: الإرادة تكون محبة وغير محبة.
وهذا فيه دلالة على تقسيم الارادة الى قسمين.
وثعلب قال عنه الذهبي: إمام النحو.
ووُصف بأنه أعلم الكوفيين.

والارادة مستلزمة للمحبة، فالشيء الذي يراد لابد ان يكون محبوبا اما لذاته او لكونه وسيلة لما يحب لذاته
فما يحَب لذاته تتعلق به الارادة الشرعية
وما يحب لغيره تتعلق به الارادة الكونية
فالارادة الكونية لا تستلزم ما يحب لذاته، بخلاف الارادة الشرعية.

وأما شرعا؛ فقد دلت على ان الارادة الشرعية مستلزمة لما يحب لذاته أدلة منها: قوله تعالى: يريد الله ليبين لكم
فهذه الارادة بالسبر لا تخلو إما ان تكون كونية او شرعية.
ولا يصح ان تكون كونية؛ لان الكونية لا يمكن أن تتخلف في بعض أفرادها.
وقد حصل في الخلق من لم يبيَّن له ، كالمجنون والاصم ونحوهم، ولهذا يمتحنهم الله يوم القيامة.
فإذن لا يصح أن تكون الارادة هنا: الارادة الكونية؛ فتعينت ان تكون الشرعية التي هي مستلزمة لما يُحَب لذاته، وهو المطلوب.
والعجيب من هذه المعترض فالاشاعرة يجعلون المحبة من معنى الارادة فيقولون الله مريد للكفر ومحب له.
وجمهور الناس يخالفونهم فيفرقون بين المحبة والارادة.
واهل السنة يقولون: كل ما أحبه فقد أراده، وليس كل ما أراده الله فقد أحبه
بمعنى المحبوب لذاته

هذا ما يمكن أن يجاب به اختصارا


ماحكم التسمية بنور الله ؟ ولماذا ؟


والجواب: النور نوران:
١- صفة من صفات الله سبحانه؛ لقوله صلى الله عليه وسلم لأحرقت سبحات وجهه ما انتهى اليه بصره من خلقه.
فتكون إضافة النور إليه من باب إضافة الصفة إلى الموصوف.
والصفة المضافة إليه سبحانه لا يجوز أن يتسمى بها المخلوق؛ لأنها خاصة بالله سبحانه، فبالإضافة تختص الصفة. 
ولأنه يلزم من التسمي بها ان يشارك الخالق في خصائصه، وهذا من أبطل الباطل.
٢- مخلوق من مخلوقات الله، ومنه قوله صلى الله عليه وسلم ججابه النور.
فتكون إضافة النور هنا من باب إضافة المخلوق إلى خالقه.
والاصل في اضافة المعنى او الصفة أنه من باب إضافة الصفة إلى الموصوف، وهذا الذي دلت عليه النصوص.
وقد يراد به المخلوق فتكون الاضافة إضافة خلق؛ كقوله للجنة: أنت رحمتي أرحم بك من أشاء.
ولما كانت عبارة" نور الله" تحتمل الصفة وتحتمل غيرها لم يجز التسمي بها؛ للإيهام، وما لا يتم ترك المحرم الا به فإنه يكون واجبا.
وسدا لذريعة القول بخلق صفات الله كما هو مذهب المعتزلة.


سلام عليكمشيخنا ما الفرق بين الفلاسة والمتكلمين ، ومن يقول ان علم الكلام من احداث الفلاسفة فما الجواب عن ذم المتكلمين للفلاسفة كالغزالي عندما ألف تهافت الفلاسفة وغيره ..


وعليكم السلام
الفلاسفة هم المنتسبون للفلسفة، والفلسفة كلمة يونانية معناهامحب الحكمة
والفلاسفة المتقدمون لم يعرف عنهم الكلام في الالهيات وما وراء الطبيعة، الا قليلا، وانما هذا عرف عن متأخريهم ، ومن أبرزهم ارسطوا الذي يعد المعلم الاول وهو اول من عرف عنه القول بقدم العالم.
والفلسفة عندهم هي: التشبه بالاله بقدر الطاقة.
والفلاسفة منهم وجوديون
ومنهم مؤلهة وغير ذلك
واما الفلاسفة الذين ينتسبون للاسلام كابن سينا فارادوا الجمع بين الفلسفة والشريعة ولهذا من ضلالهم انهم زعموا ان الملائكة هي العقول التي يتكلم عنها ارسطو.

وأما المتكلمون فهم المنتسبون لعلم الكلام.
وعلم الكلام: يبحث في ذات الله وصفاته واحوال الممكنات بطريقة محدثة.
ومن الفروق بين الفلاسفة والمتكلمين:
ان الفلاسفة كأرسطو يتكلمون عن الوجود من حيث هو، وانقساماته، وليس لديهم معرفة بالله
وأما المتكلمون فيتكلمون عن ذات الله وصفاته.

ومما ينبغي ان يعلم: ان المتكلمين اخذوا كثيرا من أصولهم من الفلاسفة
والغزالي في كتابه تهافت الفلاسفة أنكر عليهم في الجملة ثلاث قضايا: قدم العالم، وإنكار علم الله بالجزئيات، وإنكار المعاد، وكفرهم بها، كما نبه على ذلك ابن تيمية.
وقد استطال الفلاسفة على الغزالي؛ لأنه كان يرد عليهم بأصولهم، لا بنور الكتاب والسنة، وهدي سلف الأمة.
فالمتكلمون يذمون الفلاسفة في بعض القضايا لكنهم يستعملون اصولهم وقواعدهم.


حفظكم الله:هل يصح قول: شاءت الإرادة الإلهية؟


الجواب: لا يصح، لأن الإرادة صفة قائمة بالمريد، وليست هي عين المريد، والذي يشاء هو المريد بإرادته وقدرته.
ثم إن الارادة الكونية هي المشيئة، فكيف يقال: شاءت الارادة؟!
وتصحيح العبارة ان يقال: شاء الله وفق حكمته.


 
سؤال هل الملائكة الحفظه تحفظ المؤمنين فقط ام عامة الناس ؟


والجواب: 
الملائكة تحفظ العباد كلهم من أمر الله، كما قال تعالى: له معقبات من يديه ومن خلفه يحفظونه من أمر الله
جاء عن مجاهد في تفسير الآية: مع كل انسان حفظة يحفظونه من أمر الله.
فهذه ملائكة تتعاقب على العباد لحفظه
ولا ينافي حفظهم لقدر الله، لأنه إذا جاء القدر خلوا بينه وبين أمر الله


السلام عليكم و رحمة الله و بركاته،كيف يكون إثبات الأشاعرة للأسماء؟ هل هو كإثبات أهل السنة و الجماعة؟بوركتم


وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
إثبات الأشاعرة للأسماء ليس كإثبات أهل السنة والجماعة
ويظهر ذلك في أمور:
الأول: الاشاعرة مختلفون في أسماء الله هل هي توقيفية أو لا، 
فجمهورهم أنها توقيفية؛ لأنها من باب الألفاظ
وذهب الباقلاني إلى أنها ليست توقيفية، واشترط للتسمية شرطان...
وتوقف الجويني.
الثاني: الأشاعرة يفرقون بين الاسم والتسمية، فالاسم غير مخلوق، والتسمية مخلوق
والاسم عندهم هو عين المسمى.
الثالث: الاسم ينقسم عندهم الى ما دل على الذات فقط كاسم الله، فيكون علما محضا.
وما دل على المعنى وهي الاسماء المتضمنة لما يثبتونه من الصفات
وما دل على الفعل كالخالق، وهذا عندهم مخلوقة، فيتسمى الله بالخالق لان له مخلوقا، لا أنه متصف بصفة الخلق
الرابع: معاني الاسماء انحرفوا فيها ولا يثبتونها كما يثبتها اهل السنة
فتارة يرجعونها الى المخلوق، وتارة الى السلب، الى غير ذلك.
والاسماء التي اضمنت معاني مستحيلة في زعمهم يصبتون ألفاظها دون معانيها.
والخلاصة: إثبات الأشاعرة للأسماء الحسنى انحرفوا فيه عن هدي الصحابة ومن اتبعهم بإحسان


السلام علیکم  هل تشبه صفات الله صفاتنا؟ لا! لماذا لا؟ ونحن نقول، فلان کریم اوحکیم  اورؤف!! اولیست هذه من صفات الله؟

وعليكم السلام ورحمة الله
الأسماء وأسماء صفات الله قسمان:
١- ما هو مختص بالله، لا يشاركه فيها غيره سبحانه.
٢- ما هو مشترك.
وهذا القسم وهو المشترك ينظر إليه بثلاثة اعتبارات:
الأول:  من حيث هو، من غير إضافة الى الخالق أو المخلوق.
بمعنى ينظر للسمع مثلا من حيث هو سمع، فهذا الذي يشترك فيه الخالق والمخلوق
والصفة من حيث هي: اي المعنى الكلي الذهني.
فالسمع معناه الكلي: إدراك المسموعات.
وهذا المعنى يشترك فيه الخالق والمخلوق.
فسمع الله هو ادراك المسموعات
وسمع المخلوق هو ادراك المسموعات
وان كان حال الاضافة ليس السمع كالسمع.
وهذا يتضح بما سيأتي.
الاعتبار الثاني: حال اضافتها للخالق، فهذه مختصة بالله، لا يماثله فيها أحد.
وهذا معنى قوله تعالى: ليس كمثله شيء
الاعتبار الثالث: حال اضافتها للمخلوق، وهذه مختصة بالمخلوق.
وبهذا يتضح:
ان الله كريم، وكرمه يليق به، للإضافة.
والمخلوق كريم، وكرمه يليق به.
وليس كرم الله ككرم المخلوق، فليس هناك تماثل بينهما
والخلاصة: أن الاشتراك بين الخالق والمخلوق في الاسم والمعنى الكلي العام فقط، اما في الخصائص فليس هناك اشتراك.
والله سبحانه هو الذي سمى نفسه سميعا وبصيرا
وسمى المخلوق سميعا بصيرا
وهو الذي قال: ليس كمثله شيء
ولا أحد أعلم بالله من الله
قل أأنتم أعلم أم الله
والله مباين لخلقه في ذاته واسمائه وصفاته.
والذي ينبغي على المسلم أن يشتغل بالتعبد بمقتضى صفاته سبحانه
لا أن ينشغل بالتحريف والتعطيل.
أعاذنا الله منهما
ولا يفتح الانسان قلبه للشبه وانما عليه ان يقدر الله حق قدره.


بارك الله فيك يا شيخ أحمدسؤال هل يجوز اسقاط بعض الحروف من أسماء الله تعالى أو صفاته بسبب كثرة اﻻستعمال.أو بعبارة أخرى: هل يجوز النحت في أسماء الله تعالى وصفاته .أفيدونا بارك الله فيكم .


والجواب: النحت هو اسقاط احرف من كلمتين او اكثر حتى تجعل كلمة واحدة؛ طلبا للاختصار.
كقولهم عبشمي من عبد وشمس.

وهذا لا يصح في باب أسماء الله وصفاته لأمور:
الأول: أسماء الله وصفاته توقيفية من جهة اللفظ والمعنى؛ فلا يجوز تغيير ألفاظها.
الثاني: أنه منافي لتعظيم أسماء الله وصفاته،  والله يقول: وما قدروا الله حق قدره.
الثالث: ان هذا من التحريف اللفظي لأسماء الله، وهو نوع من الإلحاد في أسمائه وصفاته.
الرابع: أنه يتعارض مع المقصود من تعريف الله لنا أسماءه وصفاته؛ إذ إن المقصود أن يتدبر الاسم وما اشتمل عليه من معنى حتى يتعبد الله بمقتضاه، لا أن يشتغل باختصاره، وإسقاط بعض حروفه، وقد لا يتضح المعنى الكامل بالنحت، ونحو ذلك.
الخامس: يتعارض مع التأدب مع أسماء الله وصفاته.
السادس: لا حاجة للاختصار؛ لسهولة ألفاظ الاسماء والصفات واختصارها، ووضوح معناها.
ومما يدخل في هذا الباب: تغيير بعض الحروف واستبدالها بغيرها في اسماء الله، او تصغيرها، فهذه كله له نفس حكم النحت. 
أما الألفاظ المعبدة كعبد الرحمن. فالنحت فيها جائز، لأنه يرجع الى العبد لا إلى الله، فيقال: دحيم، وعزوز.
وقد جاء هذا عن السلف.
ومن باب الفائدة: لا يجوز النحت في الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم؛ لأنه ينافي تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم، كما يفعل بعضهم فيكتب( صلعم).


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
 أريد أن تفيدني عن مسألة ( تصغير أسماء الله الحسنى) مثل :عزوز  هل المسألة مجمع عليها أم مختلف فيها ؟؟


هذه الاسماء تطلق على الله وتطلق على المخلوق كما قال تعالى: قالوا ياأيها العزيز
فإذا أطلقت على المخلوق من غير ملاحظة الصفة فيصح التصغير، لأنه لا محذور في ذلك الا اذا كرهه.
كذلك يجوز ان تقول: عبود، وعبيد؛ لعدم وجود ما يمنع، وهو راجع ل "عبد" لا لاسم الله سبحانه.
وأما إذا أطلقت على الخالق؛ فإنه لا يجوز تصغيرها؛ لأن التصغير ينافي التعظيم، وأسماء الله عظيمة، أخذت عظمتها من عظمة الله سبحانه
ولا أعلم خلافا في عدم جوازها.


شيخنا ماهو ضابط موالاة ومعاداة الكفار وهل كل موالي كافر مطلقاً أرجو التوضيح للفائدة وبارك الله في علمكم


والجواب:
أصل الموالاة: المحبة
ويترتب عليها أعمال القلوب الاخرى والجوارح
وأصل المعاداة: البغض
ويترتب عليه أعمال القلوب الاخرى والجوارح

والكفار تحرم موالاتهم وتجب معاداتهم؛ لأن موالاتهم فيها اعزاز لهم، ولا يجتمع اذلالهم لكفرهم مع موالاتهم
قال ابن القيم:( والولاية إعزاز فلا تجتمع هي وإذلال الكفر ابدا، والولاية صلة فلا تجامع معاداة الكافر ابدا)
ثم ان تولي الكافر اما ان يكون كاملا فيكون منهم
واما ان يكون في القليل وهذا يجر الى الكثير
قال الشيخ السعدي:( التولي التام يوجب الانتقال الى دينهم والتولي القليل يدعو الى الكثير ثم يتدج شيئا فشيئا حتى يكون منهم)
وضابط معاداتهم: هو اظهار بغضهم والتبرء منهم وعدم نصرتهم
كما في قوله تعالى عن ابراهيم ومن معه: إذ قالوا لقومهم إنا براء منكم ومما تعبدون من دون الله كفرنا بكم وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء ابدا الآية
والموالاة المنهي عنها قسمان:
الأول: أن تكون لأجل الدين
وهذا القسم كفر، كما قال تعالى: ومن يتولهم منكم فإنه منهم
وقال تعالى لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله الآية
الثاني: أن تكون لأجل الدنيا مع تضمنها لامر محرم كالتجسس على المسلمين
وهذا القسم محرم وهو من  كبائر الذنوب
كما حصل في قصة حاطب بن أبي بلتعة  لما أراد أن يخبرهم بقدوم رسول الله صلى الله عليه وسلم الى مكة
فالمولاة التي جاء النهي عنها في الاسلام هي الدينية او المستلزمة للدينية
اما الدنيوية المحضة فهذه لم يأت النهي عنها
وهنا أنبه على صورة وهي: اذا كان المسلم في حال ضعف، ويخاف على نفسه من الكفار فيجوز له ان يظهر موالاتهم بقدر الحاجة ويبطن معاداتهم؛ لقوله تعالى الا ان تتقوا منهم تقاة
كما أنبه على انه يجوز ان يعامل الكفار معاملة حسنة اذا كانت المصلحة مقتضية لذلك كما قال تعالى لا ينهاكم الله عن الذيم لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجركم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا اليهم

وبهذا التقرير يتبين ان الموالاة مطلقا لها صور، وليس الحكم فيها واحدا، ومن صورها ما يكون كفرا اكبر ومنها ما لا يكون كفرا أكبر
ومنها ما لا يدخل في المنهي عنه أصلا
وضابط ما كان كفرا أكبر: أن يكون لاجل الدين
ولهذا حاطب رضي الله عنه اعتذر بأنه لم يفعله ردة ولا كفرا ولا رضا بالكفر بعد الاسلام
فدل ذلك على ان هذا القيد هو مناط الموالاة الكفرية.
مع التنبيه هنا انه ليس كل من وقع في المولاة الكفرية يكون كافرا عينا، بل لابد من توفر الشروط وانتفاء الموانع
وضابط ما كان دون ذلك: ان يكون لأجل الدنيا
وأخيرا: ليس كل تعامل مع الكافر يكون من جنس الموالاة المحرمة.
هذا ما أمكن ذكره مختصرا جوابا على هذا السؤال
والله أعلم


سؤالان فضيلة الشيخ :س1 / هل يلزم النصراني المعتقد للتثليث عند دخوله في الإسلام التلفظ بأن عيسى عليه السلام عبد الله ورسوله ؟س2 / ما ضابط التشبه بالكفار وهل يلزم كون المتشبه بهم فيه أن يكون من خصائصهم وما القول فيما كان من خصائصهم ثم شاركهم فيه غيرهم من المسلمين وكان لهم فيه اعتقاد شركي كالكرفتة والدبلة ؟


الجواب عن السؤال الأول: من أهل العلم  كأبي العباس القرطبي من اشترط في المثلث اذا أراد الدخول في الإسلام أن يزيد على التلفظ بالشهادتين قوله وأن عيسى عبد الله ورسوله
والأقرب: أنه ليس بشرط؛ لعموم قوله صلى الله عليه وسلم: ( أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله محمد رسول الله...)
ودخل فيه النصارى.
وكان النصارى في عهد النبي صلى الله عليه وسلم يدخلون في الاسلام ولم ينقل عنه أنهم يزيدون على الشهادتين بأن يقولوا وأن عيسى عبد الله ورسوله

وأما الجواب عن السؤال الثاني:
فالتشبه بالكفار محرم؛ لقوله صلى الله عليه وسلم:( ومن تشبه بقوم فهو منهم)
ولا يشترط فيه القصد؛ لأن النهي عُلِّق على مجرد التشبه, لا قصد التشبه.
والتشبه إنما يكون فيما هو من خصائصهم.
وما كان من خصائصهم على درجتين:
الاولى: ما كان من خصائص دينهم، فهذا التشبه بهم فيه محرم، وقد يصل إلى الكفر.
الثانية: ما لم يكن من خصائص دينهم، فهذا التشبه بهم فيه محرم، ولا يصل إلى الكفر بمجرد التشبه.
وسبب النهي عن التشبه بهم فيه؛ لأن التشبه بهم في الظاهر يجر إلى التشبه بهم في الباطن، فينسلخ العبد من دينه.

وأما إذا كان الفعل مشتركا وليس من خصائصهم ، ولا له أصل فاسد في دينهم، وليس هو في شرعنا  فهذا يشرع فيه المخالفة، والمخالفة أعم من التشبه.
وكذلك اذا انتفى كون الفعل من خصائصهم، فيكون بذلك قد انتفت علة تحريم التشبه، فيكون فعله جائزا، والاولى المخالفة.
ومن هنا: يعرف حكم الدبلة والكرافيت، فإذا كان لها أصل عقدي فاسد، كما في السؤال؛ فالاشتراك الحاصل مبني على أصل فاسد فيكون فاسدا؛ إذ الواجب عدم التشبه بهم.
 وغلط بعض المسلمين في التشبه بهم لا يسوغ التشبه بهم.

ذكر شيخ الإسلام رحمه الله فـي الأصبهانية أن الإنشاء نوعان: إنشاء تكوين، وإنشاء تشريع.أرجو التكرم بشرح هذين النوعين، وبيان الفرق بينهما.


والجواب: 
الانشاء هنا في مقابل الاخبار وهو: الطلب.
وهذا الطلب اما ان يتعلق بمطلوب كوني، فيكون الطلب كونيا ، كما في قوله تعالى فقال لها وللأرض ائتيا طوعا أو كرها
وإما أن يتعلق بمطلوب شرعي، فيكون الطلب شرعيا، كما في قوله تعالى أوفوا بالعقود
والفرق بينهما:
أن الطلب الكوني لابد من وقوعه
أما الشرعي فقد يقع وقد لا يقع
والطلب الكوني يستلزم الإرادة الكونية دون الشرعية.
واما الشرعي فيستلزم الشرعية دون الكونية.
وهناك فروق أخرى


سلام عليكم حكم من طلب من ميت ان يدعو له عند الله بطلب نفع أو دفع ضر هل هو مطلقاً شرك أكبر أو يفرق بين الحاضر عند القبر والغائب ؟؟!


وعليكم السلام
طلب الدعاء من الميت شرك أكبر مطلقا؛ لأنه سؤالٌ للميت ما لا يقدر عليه، فهو داخل في عموم قوله تعالى: ولا تدع من دون الله ما لا ينفعك ولا يضرك فإن فعلت فإنك إذا من الظلمين
ومن طلب من الميت الدعاء فقد دعا من دون الله ما لا ينفعه ولا يضره فيكون من الظالمين اي: المشركين
وقد تحقق في هذا الطلب انه سؤال مع افتقار وذل، وهذه هي حقيقة الدعاء
والميت بموته انقطع عمله فهو لا يملك لنفسه- فضلا عن غيره- نفعا او ضرا
بل حتى الشفاعة يوم القيامة لا يملك ان يشفع لغيره الا بعد اذن الله سبحانه
وما تقدم بيانه هو حكم الطلب ، لا حكم الطالب.
وأما الكلام عن الطالب فليس هذا محله


السلام عليكمشيخنا أحسن الله إليكماهي المنهجيه في دراسة كتب العقيدة ؟


وعليكم السلام
دراسة جُمَل العقيدة يجب وجوبا عينيا على كل مسلم؛ لأن بها يعرف العبد ربه، ويعرف حقه سبحانه، ويستقيم له دينه

وأما المنهجية لطالب العلم في دراسة العقيدة:
فعلى طالب العلم أن يبدأ اولا بكتاب مختصر جامع لمسائل العقيدة، كمقدمة ابن أبي زيد او العقيدة الواسطية أو نحوهما من الرسائل الجامعة المختصرة حتى يتصور المسائل تصورا مجملا، ويكون تصوره لعا تصورا صحيحا.
وطالب العلم قبل ان يتعلم علما : عليه ان يتصوره ويعرف ابوابه ومجمل مسائله
فإذا أتقن مختصرا جامعا : حفظا وفهما، او تكرارا وفهما
ينتقل لدارسة كل باب وحده
فيبدأ أولا ما يتعلق بباب الإيمان بالله
وهو يشتمل على الربوبية والألوهية والأسماء والصفات
فيبدأ في كل نوع بمختصراته ثم ينتقل الى ما هو أعلى الى أن يصل الى جرد المطولات
ثم اذا أتقن هذا الباب ينتقل الى الملائكة ثم الكتب ثم الرسل ثم اليوم الآخر ثم القدر ثم ما ألحق كباب الاسماء والاحكام والصحابة والإمامة
وقد وضعتُ في موقعي خطة تأصيلية في العقيدة يمكن الاستفادة منها:www.alngar.com
وعلى طالب علم العقيدة ان يعتني بجانبين: الجانب العلمي وذلك بان يعرف  مذهب اهل السنة وأدلتهم، ثم يعرف مذاهب المخالفين وشبههم وكيفية الرد عليهم
والجانب الآخر المهم وهو الجانب الايماني؛ فتظهر أثر العقيدة على سلوك طالب العلم
وهذا جانب مهم يجب على طالب العلم أن يعتني به
وعلى طالب العلم ان يميز بين مسائل أصول العقيدة، التي لا يسوغ لأحد أن يجتهد فيها
وبين فروع العقيدة التي يسوغ فيها الاجتهاد
ويميز ايضا بين أصول أهل السنة، وطريقة استدلالاتهم
وبين أصول أهل البدع، وطريقة استدلالاتهم
وعلى طالب العلم ان يعتني بجمع اقوال السلف من الصحابة ومن بعدهم في كل مسألة عقدية، لان الحق لا يخرج عما قرره السلف
والعبرة بقول جمهورهم الموافق لما عليه الصحابة، لا اقوال افرادهم
وعلى طالب العلم ان يعرف ما اختصت به كل فرقة من فرق أهل البدع حتى لا ينسب لها ما لم تقله، وحتى يستطيع ان يميز بين الفرق
هذا ما يمكن ذكره ملخصا جوابا على هذا السؤال


شيخنا بارك الله فيكهل يقال في اسماء الله تعالى وتقدس وصفاته صيغة مبالغة كالتواب والرزاق وهل يجوز القسم بصفاته سبحانهوعندنا قسم منتشر بين الناس وهو قولهم "وحق الله" فهل هذا سائغ شرعاافيدونا بارك الله فيكم


والجواب: يصح أن يقال عما كان من أبنية من المبالغة كفعلان بأنه صيغة مبالغة.
والمراد بالمبالغة هنا: الكثرة، فهو سبحانه كثير الرحمة، وكثير الرزق، ونحو ذلك
وهذا لا إشكال في إطلاقه على أسماء الله
ولا أعرف أحدا من علماء أهل السنة أنه استشكل هذا الاطلاق

وأما القسم بصفات الله فجائز، فصفات الله ليست مخلوقة، وإنما هي قائمة بذات الله سبحانه، خلافا للمعتزلة ومن نحا نحوهم.
والحلف بصفات الله داخل في قوله صلى الله عليه وسلم:( من كان حالفا فليحلف بالله) لأن الصفة داخلة في مسمى الاسم.
وقد بوب البخاري باب الحلف بعزة الله وصفاته وكلماته
وذكر تحته الادلة الدالة على جواز الخلف بالصفة

والقسم الذي لا يجوز هو القسم بالمخلوق، وصفات الله ليست مخلوقة.

وأما القسم ب حق الله
ففيه تفصيل:
فيحتمل ان يراد بالحق: صفته سبحانه كما قال تعالى ذلك بأن الله هو الحق وعليه فيكون الحلف به جائزا.
ويحتمل أن يراد بالحق: فعل العبد الذي هو عبادته سبحانه 
وعليه فيكون الحلف به غير جائز؛ لأنه قسم بمخلوق.
وما دام أنه يحتمل فلعل تركه أولى؛ فإن ترك ما يحتمل الى ما لا يحتمل أولى، وأبعد عن الشبهة.
وهذا كله بالنظر الى اللفظ، دون القصد
أما إذا قصد بالحق عبادة الله سبحانه فإن الحلف بحق الله يكون محرما، وذلك أن القصد عيّن أحد الاحتمالين.
والله أعلم



السلام عليكم - فضيلة أبي عبد الله - ورحمة الله وبركاته.قال شيخ الإسلام في "الرسالة المدنية في تحقيق المجاز والحقيقة":(وأمّا من قال منهم بكتاب "الإبانة" الذي صنفه الأشعري في آخر عمره، ولم يُظهِر مقالةً تُناقِض ذلك، فهذا يعد من أهل السنة). انتهى.فهل هذا الكلام يدلُّ على تمام عودة أبي الحسن الأشعري إلى مذهب السلف؟فإن لم يدلَّ، فما معناه؟وجزاكم الله خيرا.


وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
ابو الحسن الاشعري رجع الى ما ظنه مذهب السلف ولم يرجع الى مذهب السلف حقيقة؛ لانه عرف مذهب السلف معرفة مجملة لا مفصلة، فاذا فصل في مسائل الاعتقاد يقع في مخالفة مذهب السلف
والاشعري في طوره الكلابي كان ينفي الصفات الفعلية ويفسرها بالمخلوق المنفصل
وقد يجعلها ازلية
هذه هي عقيدته في الصفات
ولما ألف كتاب الابانة ذكر ما انتُقد عليه ذكرا مجملا لا مفصلا
فأثبت مثلا الاستواء
وإثباته الاستواء في الابانة لا ينافي اثباته الاستواء في طوره الكلابي لانه يثبته ازليا لا متعلقا بالمشيئة
او يحعله فعلا يفعله الله في العرش
وانما يصح ان يقال انه رجع اذا أثبت الاستواء مثلا في الابانه على أنه صفة فعل, لا صفة ذات
والله يقول الا الذين تابوا وأصلحوا وبينوا
وأما عبارة شيخ الاسلام فمدلولها ان كتاب الابانة في الجملة ليس عليه ملاحظات لان فيه ذكر العقيدة مجملة ، وما ذكره الاشعري على سييل الاجمال صحيح موافق في اللفظ لمذهب السلف
فكون الاشعري ذكر ان الله يستوي على عرشه هذا صحيح
فمن قال بهذه المقالة ولم يأت ما يناقضها من تأويل الاستواء بالاستيلاء ونحو ذلك فهو يعد من اهل السنة
ولا يلزم من الثناء على الكتاب الثناء على الكاتب
ثم ان الاشعري اذا فصل هذا الاجمال وقع في الزلل والخطأ مما يدل على عدم رجوعه
وقد ذكر ابن تيمية هذا الكلام في معرض بيان مراد يحيى بن عمار لما قال:  الاشعرية الجهمية الإناث 
فبين ان مراده هو وغيره الأشعرية الذين ينفون الصفات الخبرية 
واخيرا: لا يلزم من الثناء على الفاظ كتاب الابانة في الجملة ان يكون الكاتب على عقيدة صحيحة


سائل يسأل: هل يطلق لفظ الاشتياق على الله من باب الإخبار.لأنه في الآونة الأخيرة انتشرت عبارة( قد يبتلى الله بعض عباده بالذنوب لاشتياقه لسماع مناجاتهم)


والجواب: باب الإخبار لا يشترط فيه التوقيف كما يشترط في باب الأسماء والصفات
لكن يشترط فيه ألا يكون معناه سيئا
ولفظ الشوق قد يتضمن معنى سيئا في حق الله وهو أن الشوق قد يصحبه اهتياج واحتراق على المحبوب، وهذا ينزه الله عنه
ومنهم من قال الشوق لا يكون الا عن غائب والله لا يغيب عنه شيء
وعليه فلا يصح الإخبار عن الله بالشوق والاشتياق
والواجب ان يعبر بالمحبة او الود؛ لأنها هي التي جاءت بها النصوص الشرعية

ومن الألفاظ التي لا يصح إطلاقها على الله أيضا: العشق؛ لأن معه شهوة، والله منزه عن ذلك
والله أعلم


سائل يسأل : هل يطلق لفظ "شخص"على الله؟

والجواب: ان ما يصح ان يطلق على الله وصفا لابد ان يكون قد دل عليه الشرع؛ للقاعدة المتقررة عند أهل السنة لا يتعدى الكتاب والسنة في باب الأسماء والصفات
وعليه فلا نثبت من الصفات الا ما جاء به الشرع
ولفظ "شخص" قد جاءت به السنة ، وذلك فيما أخرجه مسلم ان النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لا شخص أحب إليه المدحة من الله)
وبوب البخاري باب قول النبي صلى الله عليه وسلم لا شخص أغير من الله
وعليه فيصح اطلاق لفظ"شخص" على الله، لكن من باب الخبر، وليس من باب أنه صفة له سبحانه
ووجه كونه ليس صفة: انه اخبار عن الذات وليس هو معنى او صفة قائمة بالذات
فالحديث فيه اخبار عن الذات، لا على معنى قائم في الذات
وقد جاء الحديث في رواية ب لا أحد
وإثباته كإثبات انه شيء كما في قوله تعالى قل أي شيء أكبر شهادة قل الله
ولا يلزم من اثبات لفظ "شخص" التماثل، فالقول فيه كالقول في غيره
فكما لا يلزم من اطلاق الذات على الله التماثل كذلك لا يلزم من اطلاق الشخص على الله التماثل
وأنبه هنا الى أن باب الإخبار لا يشترط فيه التوقيف، وإنما يشترط فيه ألا يكون معناه سيئا
والله أعلم

أجاب عنهاأحمد محمد الصادق النجاروقد جمعت٢١-١٠-١٤٣٦هـ