الاثنين، 30 أكتوبر 2023

مقاطعة_البضائع حال اعتداء الكفا ر على الإسلام والمسلمين

 #مقاطعة_البضائع حال اعتداء الكفا ر على الإسلام والمسلمين 


تكون واجبة ومن الجها د في سبيل الله إذا تعينت وسيلة وتوقف الإضرار بالكفا ر عليها, ولا مضرة فيها للمسلمين، فيكون من باب ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب...

قال الشيخ السعدي:( والمقصود أن مقاطعة الأعداء بالاقتصاديات والتجارات والأعمال وغيرها ركن عظيم من أركان الجهاد وله النفع الأكبر وهو جهاد سلمي وجهاد حربي) 


وأما إذا لم تتعين وسيلة للإضرار ولا مضرة فيها للمسلمين؛ فالأصل فيها الجواز، ولا نقول بوجوبها ولا باستحبابها... 


ومما يدل على أصل المقاطعة بالنظر إلى المعنى: أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج في غزوة بدر يطلب قافلة, وحرق نخل بني النضير, وأقر ثمامة منع أهل مكة الحنطة؛ كل ذلك لإجل الإضرارا بالكفار.

فقد روى البخاري ومسلم في صحيحَيهما، عن أبي هُرَيْرة - رضِي الله عنْه - أنَّ ثمامة بن أثال لمَّا أسلَم سافر إلى مكَّة للعُمرة، وقال لأهل مكَّة: "والله، لا يأتيكم من اليمامة حبَّة حنطة حتَّى يأْذَن فيها النَّبيُّ - صلَّى الله عليْه وسلَّم". 


ولا يشترط فيها إذن ولي الأمر إلا إذا توقف التحقق من القيدين السابقين عليه 

فالمقاطعة الجماعية لابد في جوازها من خلوها من الإضرار بالمسلمين، وهذا قد لا يتحقق إلا بأمر من ولي الأمر، فيتوقف الجواز على إذنه. 


وأما في المقاطعة الفردية، فللفرد أن يقاطع ما شاء من غير أن يعتقد وجوبها ولا استحبابها، 

فالنصرة وإن كانت واجبة على كل مسلم بما يستطيع إلا أن وسيلة المقاطعة لم يعينها الله وسيلة ولا دلت عليها إطلاقات النصوص الشرعية وإن تناولتها ولم تتوقف عليها النصرة، 

وقد تعلقت بباب البيع والشراء وهذا الباب لم يضيق الشارع فيه والأصل فيه التوسعة، وهذا يقتضي أن يكون الأصل فيها الجواز...

وأما جواز البيع والشراء مع اليهود فهذا في غير حال الاعتداء والحرب 


كتبه 

د. أحمد محمد الصادق النجار 

أستاذ مساعد بكلية علوم الشريعة

السبت، 21 أكتوبر 2023

هل يشترط في جها د الدفع القدرة؟

#تصحيح_مفاهيم

[هل يشترط في جها د الدفع القدرة؟]

■انتشر في مواقع التواصل الاجتماعي أن وجوب جها د الدفع لا يشترط له شرط
●ونقلوا في ذلك كلاما لشيخ الإسلام ابن تيمية، مع أن شيخ الإسلام ذكر أنه لا يشترط له شرط في معرض رده على من اشترط الزاد والراحلة، كما في الفتاوى الكبرى(٤/٦٠٨)...

■وغاب عنهم أن المقصود من أنه لا يشترط له شرط: الشروط التي يجب توفرها في جهاد الطلب، وأنه لا يشترط تكافؤ العدد والعدة بين المقاتلين حال هجوم العدو...

●وإنما الواجب على الإنسان أن يدفع العد و بحسب الإمكان، فإذا انتفت القدرة سقط عنه الوجوب العيني؛ لأن مناط التكليف: القدرة.
□وفي آخر الزمان عندما يهاجم ياجوج وماجوج المسلمين
يأمر الله عيسى عليه السلام ألا يقاتلهم؛ لأنه لا قدرة لأحد على قتالهم...صحيح مسلم
●فمع كونه جها د دفع ويمكن أن يوقعوا في العد و نكاية، ويعكر عليهم استقرارهم إلا أن الله منع نبيه؛ لعدم تحقق شرط القدرة على ردهم، وعدم تحقق المقصود من وجوب جها د الدفع وهو دفع الضرر عن المسلمين .

□وحتى إعد اد العدة إنما لا يكون مشروطا حال هجوم الأعدا ء.

■وليس في هذا إبطال للجها د ولا تحريمه ولا المنع منه، وإنما المقصود بيان متى يسقط الوجوب العيني؟

□جاء في مجمع الأنهر 1/633 في الغقه الحنفي: ( قال في الذخيرة : إذا جاء النفير إنما يصير فرض عين على من يقرب من العد و وهم يقدرون على الجها د...)
□وفي شرح عليش على خليل 3/141 في الفقه المالكي: ( وتعيّن ) بفتحات مثقلا أي صار الجها د فرض عين ( بفجئ ) أي هجوم ( العدو ) أي الكا فر الحربي على قوم بغتة ولهم قدرة على دفعه...)
□وفي التاج والإكليل 4/539 : ( قال ابن بشير : إذا نزل قوم من العد و بأحد من المسلمين وكانت فيهم قوة على مدافعتهم فإنه يتعين عليهم المدافعة )
□وفي أسنى المطالب أيضا 4/ 178 في الفقه الشافعي : ( ولا يجوز انتظارهم مع قدرة الحاضرين ) على القتا ل , عبارة الأصل : وليس لأهل البلدة ثم الأقربين فالأقربين إذا قدروا على القتا ل أن يلبثوا إلى لحوق الآخرين)

■أقول هذا ردا على من لا يزن الأمور بميزان الشرع ممن يحسب على المشايخ وطلبة العلم، ويتهم الناس بالنفاق...

لا تنزيلا على واقع خاص، فللتنزيل مقام آخر، أفرد له منشورا بإذن الله

كتبه
د. أحمد محمد الصادق النجار 

الثلاثاء، 17 أكتوبر 2023

تصحيح مفاهيم حول جها د الدفع

#تصحيح_مفاهيم حول جهاد الدفع

■تمر به في بعض الصفحات فيما يتعلق بأحداث غزة بعض التأصيلات والأقيسة والتعليلات التي لم يحسن أصحابها فقه مقدماتها

●فتراهم يحاولون جهدهم الجمع بين المختلفات ظنا منهم أنهم ينصرون غ ز ة

●وتراهم يخلطون بين مصالح جها د الطلب وبين مصالح جها د الدفع
فإذا ما حصلت مصلحة تتناسب مع مقصود مشروعية جها د الطلب كغيظ الكفا ر وكسر هيبتهم
وعدم النظر إلى إزهاق الأنفس في مقابل أجر الآخرة حملوها على جها د الدفع وحسبوها مصلحة وإن انتفى معها مقصود مشروعية جها د الدفع
(عدم فقه والله المستعان)

●وبعضهم يقيس حال اليوم بحال غزوات النبي صلى الله عليه وسلم، مع أن الحال لا يتوافق من كل وجه مؤثر!!

○نعم
لا يشترط تكافؤ العدد والعدة في الجها د لكن هذا بين المقاتلين (بين الجيشين)
ليس بين المدنين..
○وقد ذكر الفقهاء صورة يجب على المقاتلين ألا يتركوا القتال فيها وإن كانت لا طاقة لهم بقتالهم وهي أن يهجم العدو على بلدة فيخشى إذا انصرفوا من القتال استولوا على النساء ومن يخلفون من المسلمين.
ففي الفتاوى الكبرى لابن تيمية 5/539 : ( وقتال الدفع مثل أن يكون العدو كثيرا لا طاقة للمسلمين به لكن يخاف إن انصرفوا عن عدوهم عطف العدو على من يخلفون من المسلمين فهنا قد صرح أصحابنا بأنه يجب أن يبذلوا مهجهم ومهج من يخاف عليهم في الدفع حتى يَسلموا)
لعناية الشريعة بدماء غير المقاتلين في الجها د

■وبعضهم يخون العلماء لمجرد أنهم خالفوا رأيه والجها د الذي وضع له تصورا في ذهنه وأن من لم يأت به فهو خائن مخذل، وينتهزها فرصة لتصفية الحسابات..

■ومن خلط الأوراق تنزيل حديث الطائفة المنصورة على من تلبس ببدع...!!

■وبعضهم اشتغل بذم طائفة في وقت تقاتل فيه اليهو د
●ولو تمعن هؤلاء في مقصد جها د الدفع وهو دفع الكفر والإضرار بالمسلمين وبلادهم لعلموا أنه -والحال هذه- لا ينظر إلى من يقاتل في صف المسلمين ممن وقع في فسق عقدي أو عملي؛ إذ إن مضرة الكفر وفتنته أعظم من مضرة البدعة وفتنتها.

■وينبغي أن يعلم أن النصر الذي وعد الله به لا يكون للمسلمين إلا بعد رجوعهم إلى دينهم
وهذا لا ينفي أن يحصل نصر دونه ومن بعض الوجوه بقدر ما نصروا فيه الحق وحققوا مقصود الشارع.

■ولو اكتفى هؤلاء جميعا بالتفريق بين ما قبل النفير ووقوع الهجوم من ال مح تل وما بعده وأشغلوا الوقت بواجب النصر ة؛ لتحقق النفير والهجوم الذي هو محل جها د الدفع
لحققوا المقصود من غير فتح ملفات ترجع إلى تحقيق غير المقصود.

●دعونا من هذا الخلط واشتغلوا بواجب الوقت.
فالوضع كارثي..

●اللهم انصرهم واحمهم

كتبه د. أحمد محمد الصادق النجار
أستاذ مساعد بكلية علوم الشريعة
http://abuasmaa12.blogspot.co