الأحد، 1 يناير 2023

ما حكم الطابور في العزاء؟

 ما حكم الطابور في العزاء؟

ما حكم الوقوف في الصفوف للعزاء؟

(جائز خارج المقبرة بعد الانتهاء من الدفن والدعاء للميت إذا لم يعتقد أنه سنة ولم يجر إلى مفسدة)

وتوضيح ذلك:
جاء في النصوص الشرعية ترغيب المسلم في تعزية أخيه ولم يحدد لها وسيلة معينة، مما يدل على أن مقصود الشارع فيها التوسعة وترك الأمر لاجتهاد الناس وعاداتهم بما لا يكون فيه محظور شرعي.
فالمهم أن تحصل التعزية من غير تخصيص وسيلة دون غيرها وألا تشتمل أو تؤدي إلى محظور شرعي.

ونظيره أمره بالوضوء من غير أن يحدد وسيلة؛ مما يدل على ترك الأمر لاجتهاد المتوضى في اتخاذ الوسيلة فسواء توضأ غرفا أو بالصنبور وسواء كان بماء البحر أو من البئر كل ذلك محقق للأمر الشرعي والمقصود منه.

وإذا نظرنا إلى المقصود من التعزية وجدنا أن المقصود هو تسلية المصاب وتذكيره بالصبر، فكل ما يحقق هذا المقصود ويتحقق به استحباب التعزية فإنه يكون جائزا إذا لم يعتقد فيه أنه مستحب أو يجعل عبادة او يشتمل على منهي عنه
وبقيد آخر ألا يجر إلى مفسدة...
لا سيما إذا اشتمل على ما فيه تخفيف على الناس وتيسير عليهم؛ إذ إن وقوف أصحاب المصيبة في مكان واحد يسهل على الناس تعزيتهم، فيدخل في عموم قوله تعالى[وما جعل عليهم في الدين من حرج]
على أن يكون ذلك خارج المقبرة وبعد الانتهاء من الدفن والدعاء للميت بالتثبيت وإلا كان مكروها.

وأما ما نراه من انصراف الناس عن الدعاء للميت بالتثبيت والانشغال بالتعزية فهو مخالف للسنة الثابتة، فقد روى أبو داود في سننه عن هانئ مولى عثمان عن عثمان بن عفان قال كان النبي -صلى الله عليه وسلم- إذا فرغ من دفن الميت وقف عليه فقال " استغفروا لأخيكم وسلوا له التثبيت فإنه الآن يسأل. "(أخرجه أبوداود (3221)
وقد كره الحنفية والمالكية التعزية في المقبرة؛ لكونه يشغل عن هذه السنة.

كتبه
د. أحمد محمد الصادق النجار

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق