الأحد، 8 سبتمبر 2024

مناقشة #سعيد_الكملي في تجويز #الاحتقال_بالمولد بتدريس #السيرة والتذكير بها...

 


قال الشيخ:

(نقول ما موضوع الاحتفال؟ بأي شيء يحتفل به؟

اذا كان يحتفل في ذكرى مولده بأن تدرس سيرته بأن يذكر بأيامه بأن ينشر دينه بأن يدعى غير المسلمين الى دينه على وفق دعوته وما يرضاه هو صلى الله عليه وسلم لو كان حيا 

فنعم الاحتفال هذا 

وان كان الاحتفال فيه ما يسخطه صلى الله عليه وسلم هو فلا يمكن ان يحتفل بالنبي صلى الله عليه وسلم بما يبغضه النبي صلى الله عليه وسلم عليه الصلاة والسلام) 


والجواب عما ذكره من أوجه:

أولا: انطلق من مقدمة خاطئة وهي أنه بحث في الموضوع ابتداء، والبحث في الموضوع مبني على أن أصل الفعل ثابت شرعا

بينما البحث ابتداء هو في أصل مشروعينه 

هل هو في أصله ثابت شرعا أو هو من جنس البدعة؟


يعني أن الاحتفال بالمولد عند #الكملي من حيث هو قد دل الشرع على مشروعيته أو إباحته!!!!!!!!

ثم انطلق من هذه المقدمة للبحث بماذا يحتفل المحتفل؟ وبنى حكم الاحتفال بالمولد على إباحة الموضوع...!!!

وهذا يدل على تصور خاطئ لأصل البحث... 


فكما يلاحظ القارئ الكريم أن السؤال والبحث عن حكم الاحتفال من حيث هو بالنظر إلى حكم الشرع

فجاء الجواب عن حكم الاحتفال من حيث الموضوع وبأي شيء سيحتفل؟!! 


ثانيا: مناط بدعية الاحتفال بالمولد هو تخصيص التشريع

أن يأتي إلى زمن فيعظمه لوقوع حدث فيه ويجعله مقصودا ثم يخصص فيه أعمالا...

هذا التخصيص التشريع الذي لا يكون إلا لله.... 

ولا فرق في ذلك بين الاحتفال بذكر سيرته صلى الله عليه وسلم او الاحتفال بشيء آخر


ونكتة المسألة

أن هذا التخصيص مظنة اعتقاد أن ذكر سيرته صلى الله عليه وسلم في هذا الزمن أفضل من غيره....

ومعلوم أن مولد النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الشهر لا يدل على فضل الشهر نفسه...


وحتى لو سلمنا جدلا أنه يدل على فضل الشهر نفسه فهو لا يدل على فضل العمل فيه.


إذن 

لا فرق بهذا المناط بين موضوع وموضوع، فبأي شيء احتفلت وقعت في المحظور ...


فإن قال قائل: أنا لا أعتقد الفضل، وإنما هو زمن كغيره من الأزمنة، ولا أعتقد أن الفرح فيه والعمل أفضل من العمل في غيره. 


قيل: إن سلمتَ من اعتقاد الفضل والشعور به -وهو بعيد-؛ لأن التخصيص في يوم تعظمه سيجرك إلى اعتقاد فضل ما

شئت أم أبيت 

إن سلمت من هذا فلن تسلم من موافقة من يعتقد الفضل أو خوف اللوم منهم أو اتباع عادتهم، فرجع الأمر إلى التشبه أو التدين لغير الله. 


فإن قال: الباعث هو التذكير.


قيل: التخصيص يمنع من أن يكون هذا هو الباعث؛ لأن التذكير يكون في كل وقت، ولا يحتاج إلى تخصيص، فلو خلت النفس من اعتقاد الفضل امتنع أن تعظمه وإذا امتنع التعظيم امتنع التخصيص. 


فإن قال: لما كانت المناسبة حاضرة ناسب التذكير بها. 


قيل: التذكير بها في الوقت المخصوص هو فرع اعتقاد فضله أو موافقة عادة من اعتقد فضله فرجع الأمر إلى أن الباعث غير ديني.

والمناسبة ليسب سببا باعثا للتخصيص؛ لأن التخصيص المتكرر ينشأ من اعتقاد فضل.

وما من مصلحة تقدرها إلا والمفسدة راجحة عليها

فمصلحة التذكير بالسيرة، وإذكاء المحبة, يقابلها مفسدة، الابتداع في الدين، واعتقاد ما ليس فيه فضل بأن له فضلا

ولازم الابتداع اتهام النبي صلى الله عليه وسلم بخيانة الأمانة، وفيه فتح الباب لأهل الغلو أن يغلوا في النبي صلى الله عليه وسلم ويرفعوه فوق منزلته, وهذه المفسدة أرجح من المصلحة المتوهمة, ودفع المفسدة الراجحة مقدم على جلب المصلحة المرجوحة، فكيف بالمتوهمة؟!! 


ثالثا: أن الاحتفال نفسه يسخط الرب ويغضب النبي صلى الله عليه وسلم؛ لكونه بدعة في الدين. 


كتب

د.أحمد محمد الصادق النجار

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق