#الذكر_الجماعي بصوت واحد اشتمل على أمرين:
الأول: الذكر
الثاني: هيئة مخصوصة وهي الاجتماع مع اتحاد الصوت والجهر به
فما الذي دلت عليه النصوص التي ندبت على الذكر؟
الآيات التي تحض على الذكر كقوله تعالى:[ الذين يذكرون الله قياما وقعودا]
دلت على مشروعة أصل الذكر، وأطلقت الهيئات،
فشرع الذكر بالإطلاق لا بالتقييد...
وأما الهيئة المخصوصة فهي أمر زائد على الإطلاق في النص،
والذين يذكرون الله بصوت واحد مجتمعين يجعلون هذه الهيئة قد دل عليها النص المطلق، وأنها مقصودة لله
بمعنى أنهم قيدوا ما أطلقه الله، فدخلت عليهم شائبة البدعة من هذا الوجه؛ فهم نقلوا النص من الإطلاق إلى التقييد..
سؤال ما ابذي دل عليه النص الشرعي؟
الجواب: دل على الذكر من حيث هو ذكر وبأي هيئة كانت
هذا الذي دل عليه النص المطلق، فمن عمل بهيئة ما؛ لأن النص المطلق يحتملها من غير تعظيم لها أو اعتقاد فضلها واستحبابها ومن غير قصد تخصيص النص بها؛ فهنا يكون قد عمل بالمطلق على إطلاقه
وأما إذا قصد تخصيص الذكر بهيئة معينة، أو اعتقد فضل هذه الهيئة بخصوصها فيكون قد خرج من إطلاق النص إلى تقييده،
قد يسأل يائل: من أين جاءه الابتداع؟
وجوابه: جاءه الابتداع من جهة قصد التخصيص أو اعتقاد الفضل والاستحباب للهيئة المخصوصة..
وهذا التقرير كله إذا لم يأت عن الصحابة إخراج هيئة مخصوصة من أن تكون مرادة للشارع وحكموا بكونها بدعة
كما صح عن ابن مسعود لما أنكر اجتماع الناس على التسبيح حلقا حلقا بصوت واحد
فهذه الهيئة بخصوصها منهي عنها ولا يصح ذكر الله بها مطلقا...
أو أنهم تركوا العمل بهيئة معينة مع أن النص يتناولها
فعدم العمل بها دليل على عدم مشروعيتها.
كتب د. أحمد محمد الصادق النجار
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق