بعض من تصدر للكلام في المستجدات والأحداث ممن ليس أهلا لذلك؛ لضعف تأصيله ....
ذكر نقاشا دار وبينه وبين أحد الأشخاص
قال فيه إن (...واحد قال لي أنا من الفرقة الناجية(هنا يتكلم عن الفرقة)
قلت له نجت من شنو ؟!!!(هنا بدأ يتكلم عن الأفراد)
قال لي من النار
فتهكم به قائلا:
من الذي نجى من النار؟!! ما انجى حد
ثم استدل بقوله تعالى [ليس بأمانيكم ولا أماني أهل الكتاب] على أنه لا يوجد فرقة ناجية...!!!!!
هذا المقطع أرسله إلى أحد الإخوة يطلب مني الرد على سطحيته وتفاهة نقاشه.... فرأيت أن أجيب طلبه ...
وكما هو ملاحظ أن النقاش لم يدر على محل واحد، فالمناقَش-بالفتح- يتكلم عن الفرقة والطائفة، والمناقِش -بالكسر- يتكلم عن الأفراد والآحاد...
وكيف لمتصدر للفتاوى في النوازل والمستجدات ألا يميز في الأحكام بين النوع والآحاد؟!!
وكيف له ألا يميز بين الكلام عن الفرقة والكلام عن المعينين؟!!!
هزلت والله..
فمن المعلوم أن وصف الفرقة بكونها ناجية من النار
لا يلزم أن كل فرد منتسب إليها يكون ناجيا من النار؛ لأن تحقق ذلك في المعين لا بد فيه من توفر شروط وانتفاء موانع....
وإنما غاية ما يفيده انتسابه إلى الفرقة الناجية أنه وُجد فيه سبب نجاته من النار
لكن ذلك وحده لا يكفي في تحقق النجاة..
أرأيت من نطق بالشهادتين فدخل إلى الإسلام،
هذا الدخول إلى الإسلام بالنطق بالشهادتين لا يكفي وحده في نجاة المعين من النار،
ولا ينفي ذلك أن النجاة من حيث النوع والسبب تثبت بالنطق بالشهادتين ...
وعلى كل حال
هناك فرق بين الحكم على الطائفة بأنها ناجية من النار؛ بمقتضى دلالة الكتاب والسنة والإجماع
وبين الشهادة لمعين بأنه ناج من عذاب الله....فلا يلزم من الحكم على الطائفة بأنها ناجية من النار: الشهادة لكل معين بأنه ناج من النار.
أعود لتوضيح كلام الأخ المناقَش
هو يقول أنا من الفرقة الناجية
أي من الفرقة التي ستنجو من النار باعتبار كونها طائفة التزمت الاعتقاد الصحيح والمنهج النبوي السلفي... وهذا سبب لأن أكون ناجيا من النار...ولا يعني ذلك أني أشهد لنفسي بأنها ناجية من النار؛ لأن الشهادة لابد فيها من تحقق الشروط وانتفاء المانع، وليس وجود السبب وحده كافيا لتحقق النجاة، ولكن أرجو بانتسابي للفرقة الناجية وتمسكي بمنهجها أن أكون ناجيا من النار حقيقة...
وأما الاستدلال بقوله تعالى[ليس بأمانيكم ولا أماني أهل الكتاب من يعمل سوءا يجز به..] الآية
فليس فيها دلالة على نفي وجود فرقة ناجية، وإنما تتكلم عن الأفراد وأن دخول الجنة والنجاة من النار ليس المرجع فيه إلى الأماني، وإنما يستحق ذلك من آمن وعمل صالحا، كما بينت أن وصف الدين بأنه صحيح ومنج من النار لا يكون بحسب الأماني، وإنما المرجع في ذلك إلى ما دلت عليه الأدلة الشرعية
وقد دلت الأدلة وإجماع السلف على وجود فرقة ناجية لها أوصاف خاصة أُخذت من دلالة النصوص والإجماع القطعي...
قال الشيخ ابن باز:(أوضح اللهُ سبحانه أنَّ الإسلامَ والدِّين والنَّجاة ليست بأماني الناس وأهوائهم ورغباتهم، ولكن ذلك بما وافق الحقَّ، والمعتبر عند الله ما وافق الحقَّ، فهو المعتبر عند الله، والإسلام هو دين الله)
ولما كان وجود الفرقة الناجية متقررا عند أهل السنة جعلوا معيار الفرق الهالكة مخالفة الفرقة الناجية.....
كتبه
أحمد محمد الصادق النجار
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق