الاثنين، 11 يناير 2021

[وحدة الأمة والاشتغال بالتصفية والتربية]

 

[وحدة الأمة والاشتغال بالتصفية والتربية]

إن وحدة الأمة لا تقوم إلا على وحدتها على الإيمان بالله وطاعة رسول الله صلى الله عليه وسلم, ولا سبيل لتسلط أعداء الأمة على الأمة إلا إذا أخلت بأحد هذين الأصلين, ويكون تسلط الأعداء عليها بقدر ما يحصل فيهما من نقص.

وهذا يستدعي أن تكون أول خطوة لرفع تسلط الأعداء على الأمة: توحيد الأمة على هذين الأصلين, ورفع الخلاف فيهما بالاعتصام بالكتاب والسنة والرجوع إلى ما كان عليه السلف الصالح, فلا يصلح الأمة إلا ما أصلح أولها.

ولذا اشتغل علماء السلف بالرد على الخوارج والرافضة والمرجئة والمتكلمين وغيرهم, وتبيين مواطن الزلل عندهم, ومحاولة إرجاعهم لما كان عليه الصحابة.

وهذا الاشتغال -مقاصديا- مصلحة مستلزم لوقوع مفسدة, وتركه مستلزم لترك مصلحة, فلما كان فعله مستلزما لوقوع مفسدة، وتركه مستلزما لترك مصلحة تطلب ذلك النظر في الأرجح بين المنفعة والمضرة.

والأرجح هو الاشتغال بدفع أسباب تسلط الأعداء على الأمة؛ لرجحان منفعة الاشتغال؛ إذ هو سبب توحيد الأمة ورفع تسلط الأعداء عليها.

وأما مفسدة هذا الاشتغال فمرجوحة وأخف؛ لأنه يدفع بها ما هو أسوأ، وتعارضها مصلحة أنفع وأرجح.

ولما اختلطت المصالح والمفاسد وكان فعله مستلزما لوقوع المفسدة: وقع الاشتباه؛ فنظر قوم إلى المفاسد ولم يلتفتوا إلى المصلحة الأرجح, فمنعوا تصحيح الاعتقاد وبيان موطن الزلل طلبا لتوحيد الكلمة ودفعا لعدوان الكفار.

فلا وحدوا الكلمة ولا وقفوا أمام العدوان.

كتبه: أحمد محمد الصادق النجار

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق