الثلاثاء، 23 فبراير 2016

مذهب السلف يطلق على أمرين

مذهب السلف يطلق على أمرين ، لا يخرج الحق عنهما باعتبارين:
الامر الأول: ما أجمعوا عليه سواء في المسائل او الدلائل
وهو بهذا لا يكون الدليل المعين او المسألة المعينة الا حق، ولا يسوغ لأحد ان يخالف .
وهذا النوع لابد ان يكون فيه نص عن الرسول
قال ابن تيمية في المجموع:( فكل مسألة يقطع فيها بالاجماع وبانتفاء المنازع من المؤمنين فإنها مما بين الله فيه الهدى)
الثاني: ما اختلفوا فيه،
ولا يخرج عن حالين:
الاولى: ما كان الخلاف معتبرا، فهنا لا يسوغ لأحد ان يأتي بقول خارج مطلقا عن أقوالهم؛ لأن الحق لا يخرج عن أقوالهم
وهذا يسوغ فيه الخلاف، وينسب القولان للسلف
ولهذا يقال: اختلف السلف على قولين، والراجح منهما كذا
الثانية: ما كان الخلاف غير معتبر، بأن يكون أحد السلف خالف في مسألة نصا صريحا صحيحا لا معارض له، أو إجماعا
فهنا لا ينسب قوله للسلف، وإنما يعد قولا شاذا لا يسوغ لأحد أن يقول به.
فتلحص لنا أن مذهب السلف لا يعرف الا بالنقل لا بالاستدلال المحض، وهو نقل متواتر، وينسب اليه القول الواحد المجمع عليه، أو القولان على سبيل البدل؛ لأن الحق واحد
وما ثبت مذهبا للسلف فإنه لا يسوغ مخالفته سواء فيما كان لهم فيه قول واحد، أو ما كان لهم فيه أقوال إلا أن ما كان لهم فيه أقوال معتبرة فلا يسوغ الخروج عن أقوالهم، وإنما الواجب الترجيح بينها
ومستند تقرير عدم مخالفة إجماعهم قطعي سواء في القول الواحد او في القولين على سبيل البدل؛ وذلك:
١-اتفاق السلف في مسائل الدين من حفظ الله للدين
سواء ماكان أصلا من أصول الدين
او فرعا حكي عنهم حكمه
٢-وما حفظ الله به الدين لا يكون الا حقا
فالنتيجة: اتفاق السلف لا يكون الا حقا
وحجة اخرى:
١-قول مجتهدي كل عصر قول للأمة
٢- والأمة معصومة
والنتيجة: قول مجتهدي كل عصر معصوم
وحجة أخرى:
١- اتفاق السلف في مسائل الدين يقطع فيه بانتقاء المخالف
٢-وما قطع فيه بانتفاءالمخالف فهو قطعي
والنتيجة: اتفاق السلف قطعي.
وتحت كل مقدمة من هذه المقدمات مقدمات أخرى تبين قطعيتها
وهي ترجع في الجملة للتواتر المعنوي
وعليه فلا يخرج الحق عن مذهب السلف، وهو أمر قطعي.
ولذا اشتد السلف على من خالف مذهب السلف
قال القاضي أبو يعلى:( ولا يجوز أن تجمع الأمة على خطأ، وقد نص أحمد على هذا في رواية عبد الله وأيي الحارث في الصحابة إذا اختلفوا لم يخرج عن أقاويلهم، أرأيت إن أجمعوا: له ان يخرج عن أقواليهم: هذا قول خبيث، قول أهل البدع.

كتبه
د.أحمد محمد الصادق النجار

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق