الأحد، 22 مارس 2020

وقفات عقدية مع وباء #فايروس_كورونا



وقفات عقدية مع وباء #فايروس_كورونا

إن هذا الوباء الذي عمَّ الناس, وأوقف مصالحهم, وعطل كثيرا من منافعهم نقف معه وقفات عقدية, وهي:
1-هو آية من آيات الله الدالة على وجوده وربوبيته, فهذا الفايروس محدَث, كان بعد أن لم يكن, وحدوثه يدل على افتقاره وحاجته إلى موجد لا أول له, وهو الله سبحانه؛ بدلالة الفطرة والشرع.
2-هو من آثار كمال الله سبحانه, فالله سبحانه كامل في صفاته, يخلق ويبدع على غير مثال سابق, فخلق هذا الفايروس من عدم, وجعل له من قوة الفتك ما يعجز البشر عن إيقافه إلا أن يشاء الله, فالبشر عاجزون عنه؛ مما يبين أن كمال القوة لله سبحانه, وأن فقر العباد له ذاتي وغناه سبحانه ذاتي.
3-أن الله سبحانه مع كونه خالق كل شيء فهو موصوف بالفعل وبالرضا والغضب والعطاء والمنع والرحمة، فاقتضت حكمته سبحانه أن خلق النعم والمصائب والأمراض والأسقام, فخَلْقُ الله هذه الفايروس من مقتضى غضبه وعذابه, ومن مقتضى كونه فعلا لما يريد.
4-يُظهِر جبروت الله وكبرياءه سبحانه وحلمه, فهو القاهر سبحانه, ولولا حلم الله سبحانه لأهلك الخلق كلهم الذين يتجرؤون على معصيته, فهذا الفايروس مع صغره فعل بالبشرية ما فعل, فأين جبروت الدول الكبرى وطغيانها؟!
5-ظهور عجز الناس عن كبح جماح هذا الفايروس: يدعوهم إلى قصد الله وحده والالتجاء عليه وصرف العبادة له وحده؛ لأنه لا أحد يستحق أن يعبد إلا من ظهرت ربوبيته وكماله, وأما من يعجز عن دفع ضرر هذا الفايروس فلا يستحق أن يعبد؛ لعجزه, وإنما المعبود هو الذي يملك كل شيء وإليه كل شيء.
6-تقدير الله سبحانه خلق هذا الفايروس وإصابة الناس به يتطلب من العبد أن يتوكل على الله ويفوض الأمر إليه, وأن ما شاء الله يجب أن يقع وما لم يشأ لن يقع, وكل ما شاءه ووقع له فيه حكمة علمها من علمها وجهلها من جهلها.
7-أن الشرور إنما توجد باختيار الله سبحانه وإرادته, وشر هذا الفايروس جزئي, فهو بالنسبة للألم الذي يصيب المصاب به شر, وبالنسبة إلى الأجر الذي أعده الله للمؤمن خير, هذا من جهة الفرد, وأما جهة العموم فهو خير؛ إذ أظهر عظمة الله سبحانه وقوته وكماله, وأرجع جمعا من الناس إلى ربهم ودينه.
8-أن الله سبحانه ربط الأسباب بمسبباتها شرعا وقدرا, وإثبات العدوى بهذا الفايروس من تمام الإيمان بربوبية الله وقدره؛ لأن الله هو الذي ربط الأسباب بمسبباتها, وهذا من كمال ملكه وتصرفه في الكون, إلا أنه سبب غير مستقل في إيجاد المسبب, فلا فاعل استقلالا إلا الله سبحانه.
9-أن ما يصاب العبد من مصائب إنما هي من نفسه, قال تعالى {وَمَآ أَصَابَكُمْ مّن مّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُواْ عَن كَثِيرٍ} [الشورى:30] ، وقال: {أَوَ لَمّا أَصَابَتْكُمْ مّصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مّثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنّىَ هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِندِ أَنْفُسِكُمْ} [آل عمران: 165], وقد سبق به القدر والحكم وكان في الكتاب مسطوراً.
10-من تمام الإيمان بالقدر: رضا العبد بقدر الله, فإذا أصيب العبد بالفايروس فعليه أن يصبر ويرضا؛ لأنه من عند الله.
والرضا بالفايروس من جهة أنه فعل الله: واجب, ومن جهة أنه مفعول مقدَّر: مستحب.
فهذه عشرة كاملة, وهناك فوائد أخرى.
 رزقنا الله الإخلاص, وحسن التوكل عليه, وتمام الانقياد لشرعه.

كتبه: أحمد محمد الصادق النجار

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق