الخميس، 10 أكتوبر 2024

تحليل عقلية الشيخ #الصادق_الغرياني في مواقفه وتعامله مع الأحداث

 تحليل عقلية الشيخ #الصادق_الغرياني في مواقفه وتعامله مع الأحداث 


إن مما اضطرني لهذا التحليل هو تفهيم الناس مواقفه، وتأصيله الذي ينطلق منه ويفهم به الأحداث ويوجه الناس على ضوئه....

وقد سألني بعض المشايخ أن أحلل عقليته ليفهم موافقه

فلبيت طلبه:


من أعظم إشكاليات الشيخ أنه ينطلق من العقل المثالي فيخاطب الناس بما يفترض أن يكون ولو ترتب على تحقيقه مفاسد كبرى

والغريب أن خطابه يتوجه لمن لا يملك تغيير الواقع؛ لعدم قدرته واستعداده، 

ولو فعل من يخاطبهم -وهم عموم الناس- ما يأمرهم به الشيخ لسُفكت دماء كثير منهم.....!!!!

فتراه مثلا يحرض أهل الأردن على فتح المعابر ليخففوا على إخوانهم في غ ز ة من غير أن يلتفت إلى المفاسد، بل يرى أن دماء أهل الأردن ليست بأولى من دماء أهل غ زة

ويرى بأنه لا عبرة بما تسفك من دماء مهما كثرت في سبيل نصرة قضية..

رأيتم هذه العقلية 

وتراه كثيرا ما يهيج الشعوب ويدعوهم إلى التحرك والقيام على أنظمتهم

المهم أن يثوروا ولا يلتفت إلى نوع المفاسد المترتبة ودرجتها....... 


وللأسف يفصل للدين ثوبا من لم يلبسه يكون خائنا منافقا........... 


هذه المثالية التي يطالب بها يرى أنها غير قابلة للنقاش ... 


وتراه يأتي للواقع المعقد المركب فينزل عليه أحكاما مطلقة ويتعامل معه أنه على أنه واقع بسيط 

فيزيد الواقع المعقد تعقيدا، ويصر أتباعه على مناصرة قوله والدفاع عن رأيه..!!

متوهمين أنه الحق وأن من ينتقده فيه فكأنه ينتقد الإسلام... 


والشيخ لا يختلف كثيرا عن الددو في تضخيم التفسير السياسي للدين 

والذي بُني على أن الحاكمية هي أعلى الغايات وجوهر التوحيد متابعة للمودودي وسيد قطب في أصل الفكرة......

فالشيخ له نوع تأثر بثورية سيد ومفهومه السياسي...... 


ومن هنا نتفهم دفاعه المستميت عن سيد قطب ونصحه بقراءة كتبه، ونتفهم تهييجه الشعوب على حكامها وعدم التفاته لما ينتج عن هذا التهييج من الفتنة العامة؛ لأنها في نظره دون مسألة الحاكمية ونظرته الإصلاحية

فمهما أزهقت من أنفس فهي دونها... 


[وتضخيم التفسير السياسي ليس هو كون السياسة من الدين ووجوب حاكمية الله ...] 


ومع تضخيم التفسير السياسي عنده وجعله أعلى مقامات الشريعة وأولى أولوياتها إلا أن الذي طغى على الشيخ 

وكان له أثر واضح في تشنجه في التعامل مع الأحداث-الخارجية والداخلية-  ورمي مخالفيه بالخيانة والنفاق وعدم الفقه

هو محاربة المشروع (الصهيو أمر يكي) (على كل حال) واتهام من يراعي درء المفاسد وضعف الأمة بالخيانة والنفاق

حتى جعل محاربته (على كل حال) هو أعلى غايات الشريعة مهما أذهبت من ضرورات...........

وانتبهوا لقولي(مهما أذهبت من ضرورات) 


[ وليس الحديث هنا عن وجود المشروع وخطره ووجوب محاربته بالطريقة الشرعية، وإنما الحديث عن تضخيمه ووو] 


ومن المعلوم أن محاربة مشروع ما لا يعني تضخيمه وجعله أعلى الغايات على حساب تهميش غيره وعدم الالتفات إلى قاعدة الشريعة في درء المفاسد 


والإشكال أن هذا التضخيم جعله ينظر لكل إصلاح يخالف رأيه أنه يخدم المشروع الصهيو ني وأن صاحبه خائن منافق...

فأصبح يشيطن كل من خالفه... 


ولأجل هذا هون من الخلاف العقدي في باب الصفات والقدر بل حتى مع الرافضة.

فتجده مرة يدافع على الإباضية ويبرؤهم مما في كتبهم....

ومرة يهون من الخلاف مع الرافضة ويجعلهم أبطالا؛ لأنهم قصفوا ... 

ويجعل طائفتهم من أهل القبلة ولهم جهود في محاربة الكفار وو


فصار يقرب كل من يوافقه في نظرته ولو على غير عقيدته.... 


كتبه د. أحمد محمد الصادق النجار

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق