هل #حماس تحكم بالشريعة؟
هل يصح قياس سلطة حماس على غزة على إمارة كونر (جميل الرحمن) من حيث الاعتراف بالولاية… أو هو قياس فاسد؟
من أعجب ما يثير دهشة العاقل أن يُقدِم بعض الناس من بعض الجماعات البدعية على القياس بين واقع غزة اليوم، وبين ولاية كونر الأفغانية في عهد إمارة #جميل_الرحمن زمن الجهاد ضد الروس، زاعمين أن الحال واحد من جهة الحكم والسيادة!
وهذا – بلا ريب – من أفسد أنواع القياس، إذ يجانب حقائق التأريخ، ويتجاهل طبيعة الواقع السياسي، وينبع غالبًا من التحزّب وضيق النظر لا من الفقه والبصيرة.
فأفغانستان في تلك الحقبة كانت مقسَّمة إلى مناطق محرَّرة تديرها قيادات ميدانية محلية، بإدارة عرفية مؤقتة، فلم تكن هناك سلطة سياسية أو مؤسسات رسمية قائمة ذات اعتراف داخلي أو خارجي.
مع العلم أن #إمارة_كونر كانت تُحَكم فيها الشريعة ...
أما عن #واقع_غزة، فقد كانت تحت حكم السلطة #الفلسطينية القائمة بمؤسساتها إلى أن وقع انقلاب حركة حماس، والذي لم يفضِ إلى ولاية تامة، إذ ظلت غزة في عزلة سياسية غير معترف بها دولياً، وبقيت معظم مؤسساتها تتبع للسلطة في رام الله، سواء في الرواتب أو في القوانين أو حتى في التمثيل الدبلوماسي الخارجي، وكانت السفارات تابعة لها..
فسيطرة حماس كانت جزئية على غززة، لا تشمل كل مفاصل الحكم، بل اقتصرت على الجوانب الأمنية والشرطية...
وهذا لا يجعلها في حكم «المتغلب»، ما دامت الإدارة العامة، والأنظمة القانونية، وشؤون الناس المعيشية لا تزال تُدار من قِبل مؤسسات الدولة القائمة.
فالحاكم المسلم المتغلب هو من استولى على زمام الأمور كلها: العسكرية، والإدارية، والمالية، وتمكن من فرض سلطانه على الناس، وباشر علاقاته الخارجية ككيانٍ مستقل...
فليس هناك ولاية حقيقية تحت أيدي حماس وإنما هي سيطرة جزئية...
والأدهى من ذلك أن هذه السيطرة لم تُثمر #تحكيم_شريعة_الله في القطاع...فلم تحكم حماس شرع الله...
قال حامد البيتاوي: النائب عن (حماس) في المجلس التشريعي الفلسطيني في حوار معه في جريدة (الغد ' الأردنية ') 20 / 2 / 2006 م:( أما مخاوف البعض من الرجعية وفرض الحجاب وتقييد الحريات ومنها حرية المرأة مخاوف غير حقيقية، فنحن لسنا حركة ناشئة ولا حركة غوغائية، بل لنا امتداد تاريخي عبر جماعة الإخوان المسلمين المعروفة بفكرها المعتدل، وتأثيرنا في الموروث الحضاري الفلسطيني جاء بلا أي نوع من العنف...... نحن لن نطبق الشريعة الإسلامية، ولكننا سنعمل قدر الإمكان على الالتزام بمبادئ الإسلام بالحكمة والموعظة الحسنة.)
وقال الدكتور خليل الحية في تصريح رسمي نقلته قناة الجزيرة: ( لن نقيم أي إمارة إسلامية في غزة)
لا ولاية تامة ولا تحكيم للشريعة !!
فيا أيها المتحمسون أي ولاية تزعمونها لحماس على قطاع غزززة!!!!
ألم تنزعوا أصل الولاية عن #الحكام؛ لأنهم -على قولكم- تركوا تحكيم الشريعة؟!! فما بالكم تسقطون هذا الشرط مع #حماس!!
ألم تجعلوا #شرط_الولاية: تحكيم الشريعة أم هو سلاح تستعملونه فقط مع من لا ترضون من الحكومات؟!
✍️ بقلم: د. أحمد محمد الصادق النجار
http://abuasmaa12.blogspot.com/2025/10/blog-post_9.html
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق