الاثنين، 5 ديسمبر 2022

الحاكمية والخوارج الحلقة الثانية

#الحاكمية و #الخوارج

[الباعث على هذه الكتابة: تحذير الشباب من الوقوع في هذا المنزلق الخطير الذي يذهب بالدين والنفس والعرض والمال]

الوصف الجامع المانع للخوارج هو #تكفير_المسلمين بما ليس بمكفر في نفس الأمر
وأما الوصف بتكفير مرتكب الكبيرة فليس جامعا؛ لخروج النجدات عن هذا الوصف مع كونهم من #الخوارج اتفاقا.
وكذلك من كفر عليا رضي الله عنه بالتحكيم؛ إذ كان هذا هو السبب الأول لوصفهم بالخوارج مع أن التحكيم من علي رضي الله عنه ليس بمعصية أصلا.
وترتب على هذا استحلال دماء المسلمين والخروج عن قطعيات الدين وجماعة المسلمين.

ومن أعظم الشناعات الوصف بالخارجية لكل من خالف رأيه، فكم نسمع من يقول: هؤلاء خوارج العصر، من غير أن ينطبق عليهم الوصف الشرعي للخوارج.

بعد أن تبين لنا الوصف الشرعي لإطلاق لفظ الخوارج، وأن استحلال الدماء والخروج على الحكام ثمرة مترتبة على الوصف الذي هو التكفير بما ليس بمكفر في نفس الأمر
وهم في #تكفير_المعين لا ينظرون إلى تحقق الشروط وانتفاء الموانع، فما يرونه كفرا سواء كان كفرا في نفس الأمر أو معصية ينزلون حكم التكفير على المعين مطلقا من غير نظر لتحقق الشروط أو عدم تحققها
وأما من لم يتبين لهم كفره عينا؛ لعدم تبين تحقق وصف الكفر عليه فيتوقفون فيه إلا أنه يعامل في الدنيا معاملة الكفار!!
ولذا عند تنفيذ عملياتهم التخريبية لا يراعون قتل المتوقف فيهم وتفجيرهم.

فضلالهم من جهتين:
١-اعتقاد ما ليس بكفر كفرا أكبر.
٢- عدم النظر في تكفير المعين إلى تحقق الشروط وانتفاء الموانع.
ثم ترتب عليهما ضلالة أخرى وهي استحلال الدماء والخروج.

وقابلهم #المرجئة ...

والخوارج في التنزيل ما بين معلن تكفير بلدان المسلمين حكومات وشعوبا؛ لأن الحكومات حكمت بغير ما أنزل الله ومطلق الحكم بغير ما أنزل الله كفر أكبر عندهم، وكل محكم أو راض به فهو كافر مرتد.
كما أن مطلق موالاة الكفار كفر أكبر، وكل موال فهو كافر مرتد.
وما بين متخف ومتستر يتبنى لازم التكفير ولا يصرح ، كمن قال بكفر النعمة منهم.

والناظر في نشأة #التكفير وفكرته عند الخوارج قديما وحديثا كالقاعدة وداعش يرى أن منطلقه وفكرته فهمهم الخاطئ للحاكمية
ونقلهم الحكم من كونه وسيلة لتحقيق العبودية إلى كونه أصلا وغاية...
وهذا الفهم جرأهم على التكفير والوصف بالردة والخيانة واستحلال الدماء والدعوة إلى الفوضى والمفاسد التي تذهب بالضرورات.

فتأسس على الفهم الخاطئ أن مطلق الحكم بغير ما أنزل الله كفر أكبر، وأن استبدال(وليس التبديل) كثير من أحكام الشريعة بغيرها(في نفسه) كفر أكبر؛ لكون مطلق الحكم بغير ما أنزل الله كفرا أكبر في نفسه.

ولما كان لا فرق بين حكم مطلق ومعين عندهم جعلوا جميع الحكومات ومن رضي بها كافرة كفرا أكبر.
إلا أن منهم من سابق إلى سفك الدماء، ومنهم من ينتظر ويراعي المصالح الخاصة، فتراه يلوح بالتكفير، ويبطل مطلق المعاهدات مع الغرب...

مع أني لا أنكر تأثير الحكومات التي حكمت #القوانين وملأت #السجون وقهرت الشعوب في نشأة هذا الفكر وترعرعه في العصر الحديث
ولا نبرأ ساحتها ونسوغ أفعالها ..

يتبع بإذن الله ...


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق