الجمعة، 3 يوليو 2015

سؤال: الثواب انما يكون بعد ورود الشرع ، هل كذلك الامر بالنسبة لأهل الفترة ام انهم يثابون على ما عملوا من عبادات لم يبلغهم دليلها ؟

والجواب: أن اهل الفترة يمتحنون يوم القيامة، فلا ثواب ولا عقاب الا بعد الامتحان
فمن امتثل أمر الله دخل الجنة، ومن عصى دخل النار
واما قبل ذلك فلا تقبل اعمالهم لفقد الشرط وهو الايمان
وعليه فلا يثابون
وقد قرأتُ مقالا لبعضهم أبعد فيه النجعة فرق فيه بين الثواب والعقاب، وزعم ان الذي وردت به النصوص هو العقاب، وان نفي الثواب لا يستقيم الا مذهب الاشاعرة الذين ينفون التحسين والتقبيح العقليين
وهذه مجازفة بعيدة عن التأصيل
ومادام ان الكاتب يتفق معنا في العقاب فسيكون مدار الحديث على الثواب:
الثواب متوقف على شرط وهو الايمان فمن انتفى عنه الايمان انتفى عنه الثواب
وقد جاء في صحيح مسلم عن عائشة قال قلت يا رسول الله ابن جدعان كان في الجاهلية يصل الرحم ويطعم المسكين فهل ذاك نافعه؟ قال: لا ينفعه ؛ انه لم يقل يوما: رب اغفر لي خطيئتي يوم الدين)
فعبر عن الايمان ببعض اجزائه، وحعله وصفا للثواب، فدل على ان الثواب مشروط بالايمان.
فقوله:( لا ينفعه) معلل بقوله انه لم يقل يوما ...
وقد بوب النووي على هذا الحديث فقال:(باب الدليل على ان من مات على الكفر لا ينفعه عمل)
ويستثنى من ذلك من اسلم وحسن اسلامه فانه يكتب له ما كان يعمله فيما سلف
فقد اخرج مسلم في صحيحه من حديث حكيم ان النبي صلى الله عليه وسلم قال له:( أسلمت على ما أسلفت من خير)
واخرج النسائي من حديث ابي سعيد ان النبي صلى الله عليه وسلم انه قال:( اذا اسلم العبد فحسن اسلامه كتب له كل حسنة كان ازلفها ... )
فكونه يثاب عليها مشروط بحسن الاسلام
واما قول الكاتب ان النصوص وردت بالعذاب دون الثواب فهذا باطل؛ لان النصوص قيدت الثواب بالايمان والعمل الصالح، والايمان منتف عن اهل الفترة
واما احتجاجه بزيد بن عمرو بن نفيل انه من اهل الجنة
فالرد ان زيدا - ان صحت الاحاديث- قد مات على التوحيد وكان متبعا لملة ابراهيم كما دلت عليه تلك الاحاديث فخرج عن كونه من اهل الفترة
كتبه
احمد محمد الصادق النجار

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق