الخميس، 2 يوليو 2015

مسألة خبر الثقة في كلام الناس

مسألة خبر الثقة في كلام الناس

هذه المسألة كثر فيها الكلام والنزاع

والصواب فيها:  ان الثقة انما قُبل خبره؛ لغلبة الظن بصدق خبره
وذلك يتحقق بتوفر الشروط، كما سيأتي
وقد دل على عدم وجوب التبين من خبر العدل: قوله تعالى يأيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا
فالاية نص في وجوب التبين من خبر الفاسق فدل بمفهوم الصفة أن العدل لا يجب أن يُتبين من خبره, وهذا لا ينفي التبين من خبره إذا انتفى شرط من الشروط
وقد علل الله عدم قبول الخبر بالفسق، فالامر بالتبين مبني على وصف، والحكم المترتب على الوصف المناسب يقتضي كون الوصف علة، فاذا انتفى الفسق انتفي وجوب التبين.
وقبول خبر الثقة مبني على:
١-أنه ثقة قي نفسه
٢-أنه ضابط لخبره
٣-أن لا نعلم مخالفته للواقع
4-ألا يخالفه ثقة آخر فنحتاج إلى مرجح خارجي.
فلابد من توفر هذه الامور، وإذا تخلف أحدها لم يكن خبره مقبولا مطلقا
فلو كان فاسقا لابد من التبين في خبره
ولو كان ثقة لكنه ليس ضابطا لخبره لم يقبل خبره
ولو كان ثقة ضابطا لخبره إلا أنه مخالف للواقع لم يكن خبره مقبولا

ومما ينبغي ان يعلم: أننا إذا رددنا الخبر لعدم الضبط او لمخالفة الواقع او لمخالفته للدليل أو لثقة آخر لا يعني ذلك تسوية الثقة بالفاسق، وانما هو رد للخبر لأمر خارج عن ثقة الراوي في نفسه
فالرد راجع لتخلف شرط أو وجود مانع.
قد يقول قائل: ما الاصل في خبر الثقة؟
قيل: الأصول قبول خبره .
وينبغي أن يلاحظ: أن الخبر هو: مجرد النقل, كأن يقال: رجع فلان من السفر
وهو مغاير للحكم؛ لأن الحكم اجتهاد كأن يقال: فلان مبتدع
فخبر الثقة يجب ان يقبل بشروطه، وأما حكمه فقبوله متوقف على معرفة اسبابه وصحتها ثم صحة ما ترتب على هذه الاسباب
هذا ما تيسرت كتابته بعد تأمل في المسألة
فأسأل الله أن أكون وفقت للصواب
والله أعلم
كتبه
أحمد محمد الصادق النجار
١٥-٩-١٤٣٦هـ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق