الخميس، 2 يوليو 2015

السلام عليكم - فضيلة أبي عبد الله - ورحمة الله وبركاته.قال شيخ الإسلام في "الرسالة المدنية في تحقيق المجاز والحقيقة":(وأمّا من قال منهم بكتاب "الإبانة" الذي صنفه الأشعري في آخر عمره، ولم يُظهِر مقالةً تُناقِض ذلك، فهذا يعد من أهل السنة). انتهى.فهل هذا الكلام يدلُّ على تمام عودة أبي الحسن الأشعري إلى مذهب السلف؟فإن لم يدلَّ، فما معناه؟وجزاكم الله خيرا.

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
ابو الحسن الاشعري رجع الى ما ظنه مذهب السلف ولم يرجع الى مذهب السلف حقيقة؛ لانه عرف مذهب السلف معرفة مجملة لا مفصلة، فاذا فصل في مسائل الاعتقاد يقع في مخالفة مذهب السلف
والاشعري في طوره الكلابي كان ينفي الصفات الفعلية ويفسرها بالمخلوق المنفصل
وقد يجعلها ازلية
هذه هي عقيدته في الصفات
ولما ألف كتاب الابانة ذكر ما انتُقد عليه ذكرا مجملا لا مفصلا
فأثبت مثلا الاستواء
وإثباته الاستواء في الابانة لا ينافي اثباته الاستواء في طوره الكلابي لانه يثبته ازليا لا متعلقا بالمشيئة
او يحعله فعلا يفعله الله في العرش
وانما يصح ان يقال انه رجع اذا أثبت الاستواء مثلا في الابانه على أنه صفة فعل, لا صفة ذات
والله يقول الا الذين تابوا وأصلحوا وبينوا
وأما عبارة شيخ الاسلام فمدلولها ان كتاب الابانة في الجملة ليس عليه ملاحظات لان فيه ذكر العقيدة مجملة ، وما ذكره الاشعري على سييل الاجمال صحيح موافق في اللفظ لمذهب السلف
فكون الاشعري ذكر ان الله يستوي على عرشه هذا صحيح
فمن قال بهذه المقالة ولم يأت ما يناقضها من تأويل الاستواء بالاستيلاء ونحو ذلك فهو يعد من اهل السنة
ولا يلزم من الثناء على الكتاب الثناء على الكاتب
ثم ان الاشعري اذا فصل هذا الاجمال وقع في الزلل والخطأ مما يدل على عدم رجوعه
وقد ذكر ابن تيمية هذا الكلام في معرض بيان مراد يحيى بن عمار لما قال: الاشعرية الجهمية الإناث
فبين ان مراده هو وغيره الأشعرية الذين ينفون الصفات الخبرية
واخيرا: لا يلزم من الثناء على الفاظ كتاب الابانة في الجملة ان يكون الكاتب على عقيدة صحيحة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق