الجمعة، 3 يوليو 2015

:قال النبي صلى الله عليه وسلم :«إن الله خلق الرحمة يوم خلقها مائة رحمة، فأمسك عنده تسعا وتسعين رحمة، وأرسل في خلقه كلهم رحمة واحدة...» الرحمة التي أمسكها عنده هي التي سيرحم بها عباده اي انها من صفاته فكيف عبّر عنها ب: (خَلَقَ) ومعلوم ان صفاته غير مخلوقة؟

والجواب:
ان المصدر يطلق على الفعل تارة وعلى المفعول تارة أخرى
والذي يحدد ذلك السياق
فالرحمة تطلق على فعل الله فتكون صفة له كقوله تعالى ورحمتي وسعت كل شيء
وتطلق ايضا على المفعول وهو أثر الصفة
كقول الله للجنة انت رحمتي أرحم بك من أشاء
والمراد بالرحمة في هذا الحديث المفعول لا الفعل
بدليل انه خلقها
وليست الرحمة التي أمسكها هي صفة وانما هي أثر صفته سبحانه
وهذه الرحمة في هذا الحديث لم يضفها الله لنفسه كما أضافها في قوله للجنة انت رحمتي
فدلالة الحديث على كونها مخلوقة دلالة صريحة
وهي غير الرحمة التي أضافها الى نفسه سبحانه
وكما قدمتُ الرحمة التي اضافها لنفسه فان الرحمة التي يضيفها الله لنفسه قد يراد بها الفعل فتكون صفة لها وهي من باب اضافة الصفة الى الموصوف
وقد يراد بها المفعول فتكون من باب اضافة المخلوق الى خالقه
كتبه
احمد محمد الصادق النجار

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق